"البلطجة" التي أسس عليها "ترامب" إمبراطوريته لن تنقذه الآن

الأحد 9 سبتمبر 2018 02:09 ص

سلط مقال للكاتبة "جويندا بلير" بصحيفة الغارديان البريطانية الضوء على الأزمات التي يواجهها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" حاليا في البيت الأبيض، والتي كان آخرها مقال نيويورك تايمز عن "المقاومة داخل إدارته".

وتوقعت الكاتبة التي سبق أن ألفت كتابا عن عائلة "ترامب" تحت عنوان"The Trumps: Three Generations of Builders and a President" أن الأسس التي بنى عليها الرئيس الأمريكي إمبراطوريته وأبرزها البلطجة والتهديد لن تنقذه من الأزمات التي يواجهها في الوقت الراهن بمعاركه مع مسؤولي البيت الأبيض.

وإلى نص المقال:

"افتتاحية مجهولة المؤلف، تركت العالم يتساءل، ما إذا كانت مسيرة الرئيس الطويلة من التخلص من أي شيء (أزمات أو عراقيل) أصبحت على وشك النهاية.

تقريبا كل شيء حدث خلال رئاسة "ترامب": رفضه نشر الإقرارات الضريبية، ومدحه للقادة السلطويين، تغريداته البذيئة، كل ذلك كان خروجا على نهج من سابقيه من سكان البيت الأبيض.

في الأسبوع الماضي كان لدينا خروج على النهج من نوع جديد، وهو مقال غير ممهور باسم كاتبها، بصحيفة نيويورك تايمز، من المفترض أن الذي كتبها مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية.

ويصف المقال البيت الأبيض تحت حكم "ترامب"، بمنطقة حربية، حيث يتجنب الأبطال المجهولون، سرا العديد من الكوارث التي كان من الممكن أن  تحدث بسبب رئيسيهم المعتوه وغير المؤهل.

وفى الوقت ذاته ، تمتلأ وسائل الإعلام بمقتطفات من الكتاب الجديد للصحفي "بوب وودورد" ، "الخوف"،  والذي يشمل مقابلات شخصية مع كبار المسؤولين، الذين تم تسميتهم، والذين يرسمون صورة مماثلة لسوء الإدارة والفوضى في المكتب البيضاوي.

مرة أخرى يتساءل العالم ما إذا كانت المسيرة المهنية الطويلة لترامب في تفادي أي شيء قد انتهت أخيرا.

وكما علمت عندما كتبت كتابا عن عائلة "ترامب"، لم يكن لدي العائلة قط نقص في التفسيرات لسلسلة لا نهائية، لما يبدو أنها الانتصارات للرئيس ترامب.

فنفوذ والده المالي والسياسي، وعلامته التجارية والفطنة المميزة، وارتباطاته غير الأخلاقية، وحظوظه الموفقة، سمها ما شئت.. كل هذه العوامل لعبت دورا في حياة ترامب.

 لكن ما لاحظته بعيدا عن كل ذلك، هو مهاراته في التخلص من المشاكل، سواء كان المتعاقدون من الباطن الذين اختلف معهم، أو البنوك، لم يسدد لها مدفوعاتها، أو زوجة متهم بخيانتها، أو مواجهة إفلاساته المتعددة.. فقد جعل ترامب أصحاب كل أزمة يدخلها مهيأون لاتخاذ القرار ـ أنه بغض النظر عن الضرر الذي تسبب فيه، سيكون من الأفضل لو أنه باق لاستمرارية المشروع.

وحدث مثال مبكر على ذلك، في عام 1974، عندما سعى "ترامب" وراء فرصة لتطوير عقارات كبيرة في مانهاتن، كانت مملوكة لشركة النقل Penn Central التي كانت من أكبر شركات السكك الحديدة وتعرضت للإفلاس بحلول عام 1970.

وفى اللحظات الأخيرة، قلب "ديفيد بيرغر"، الذي كان يمثل مالكي أسهم شركة القطارات، موقفه تجاه بيع فندق كومودور لترامب، وصار يدعم صفقة "ترامب"، وحصل "ترامب" على الصفقة التي أرادها، وكانت النتيجة محيرة.

وكان قد استرعى اهتمام "ترامب" 3 ممتلكات من Penn Central هي شريط أرضي على ضفة نهر هدسون يمتد بين الشارعين التاسع والخمسين والثاني والسبعين، وساحة سكك حديدة غير مستخدمة في الشارع الرابع والثلاثيين ، وفندق كومودور الأكثر قذارة بين الفنادق وهو الذي كان يعتقد ترامب أنه جوهرة غفل عنها الجميع .

بالنسبة لمعظم سنواته في العمل، وخاصة تقديمه لبرنامج الواقع المبتدئ (بالإنجليزية: The Apprentice) على قناة إن بي سي ، تعمد "ترامب" اللعب بعنف، وأخذ إشارة البدء من والده، الذي حث أبناءه أن يكونوا "قتلة" ، ومن محامي الغوغاء "روي كوهن" ، الذي كان معروفا بسلوكه البلطجي، الذي كان ينصح رعيته دوما بعدم التراجع.

وفى عام 2005، أخبر "ترامب" كاتب السير الذاتية "تيم أوبراين"، أنه ينظر إلى الرجل الذي يبكي بالرجل الضعيف، وتحدث بشكل مثير للإعجاب عن الوجه الحجري (القوي)، لزعيم المافيا الشهير "جون غوتي " خلال محاكماته، ولعل الأهم من ذلك، هم موظفيه الذين كانوا جميعا شركاء في بناء علامته التجارية، ويبقون صامتين أمام نوبات غضب "ترامب" ضدهم.

ما هو مختلف الآن هو أن البيت الأبيض، يعرض "ترامب" لدرجة لم يختبرها من قبل، فموظفوه يتسربون كالمجانيين، والصحافة مليئة بتقارير عن تصرفات "ترامب" التي لا تشبه أي شيء سوى الوجه الحجري، علاوة على ذلك يواجه الكونغرس، ويمتلأ الفرع التنفيذي بالكثير من الناس الذي يرون أنفسهم أسوء حالا إذا ظل "ترامب" في منصبه.

كل ذلك ليس كافيا للإطاحة بـ"ترامب" ولكن الأمر أصبح أكثر صعوبة وأصعب بكثير  من ذي قبل بالنسبة ترامب للاعتماد على استراتيجية اللكم في الظهر، والترهيب، أو لوم الأخرين التي اعتاد عليها عندما لا يستطيعون رؤية الأمور بطريقته الخاصة.

وكما يناسب شخص تربى على كتاب قوة التفكير الإيجابي ، الأكثر مبيعا في الخمسينات، "نورمان فنسنت بيل" ، الذي يعد الكتاب المقدس لعائلة "ترامب"، فترامب دائما لديه إيمان مطلق في إنجازاته الخاصة، لكن في هذه النقطة ، حتى أنه قد يواجه مشكلة في التمسك بتوجيهات صاحب الكتاب، الذي يخبر القارئ دائما بالتفكير كفرد ناجح وعدم التفكير في الفشل".

  كلمات مفتاحية

ترامب مقال نيويورك تايمز بلطجة وتهديد

"ترامب" يشتبه في علاقة 5 أشخاص بمقال "نيويورك تايمز"

مسؤول أمريكي يكشف عن جبهة مقاومة ضد "ترامب" بالبيت الأبيض

"ترامب" يرد كتابيا على دعوى تشهير رفعتها امرأة تتهمه بالتحرش