بسبب الوضع الاقتصادي بمصر.. تراجع معدلات الزواج ومبادرات للتيسير

الخميس 6 سبتمبر 2018 09:09 ص

أثر الوضع الاقتصادي في مصر على الزواج مما أدى إلى تراجع معدل الزواج، وانطلاق مبادرات لكسر بعض الأعراف للتيسير على الشباب.

وكشف تقرير إحصائي أصدره الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر (حكومي)، في يوليو/ تموز الماضي، عن تراجع في معدل الزواج.

ففي 2016 تراجع عدد عقود الزواج في مصر، وفق التقرير، بنسبة 3.2% إلى 938 ألفا و526 عقدا، مقابل 969 ألفا و399 عقدا في 2015.

ويتوقع مراقبون تصاعد معدل التراجع في عقود الزواج؛ جراء الارتفاع المتزايد في الأسعار، منذ تحرير سعر صرف الجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية، في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016.

ويتطلب الزواج تجهيزات ضخمة من الجنسين، تحتاج لعشرات الآلاف من الجنيهات، وفق أعراف مرهقة، سواء من أثاث المنزل أو المهر.

وقال "عادل عبدالوكيل"، شاب مصري، إنه عندما قرر الزواج اتفق مع أهل العروس على كسر تابوهات الزواج المعقدة، والاستغناء عن كل ما لا يحتاجه سكن الزوجية.

وتابع "قررت الاستغناء عن النيش، وكذلك تقليل عدد جرامات الذهب (الشبكة)، التي تُهدى للعروس"، وهو ما وفر له كثيرًا من النفقات.

وأوضح أن "الفكرة جاءته بسبب ارتفاع أسعار أطقم الأطباق والأكواب بشكل كبير، حيث تُكلف أكثر من عشرين ألف جنيه (1200 دولار) كأدوات زينة لا يتم استخدامها إلا نادرا".

وأكد أن "الفكرة قوبلت ببعض الانتقادات من الأقارب بحكم حداثتها، قبل أن يمدحونها عند دخول أبنائهم معترك الزواج، خاصة مع ارتفاع الأسعار حاليا إلى الضعف".

وفي الفترة الأخيرة، ظهرت حملات إلكترونية تدعو إلى إلغاء "النيش" وتقليل عدد جرامات الشبكة من الذهب؛ بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، وعدم تحميل كاهل الأسرة بأعباء كثيرة.

ودعا الكثير من الإعلاميين إلى تفعيل هذه الدعوات والاستغناء عن كل ما لا يحتاجه المنزل.

ولسنوات طوال، ظل "النيش" (دولاب لعرض أطقم من الأطباق والأكواب) على اختلاف أشكاله وتصميماته، ضرورة كبيرة في زيجات المصريين.

وساد اعتقادٌ مجتمعي بأن الاستغناء عن "النيش" يمثل نقصا، ويقابل بـ"نظرة دونية" من المحيط الأسري والمجتمعي.

إلا أن الظروف الاقتصادية وموجات ارتفاع الأسعار قادت إلى تغيير الكثير من الأعراف.

وفي نفس السياق، أفاد عضو شعبة الذهب في الغرفة التجارية بالقاهرة "صلاح عبدالهادي"، بتراجع معدلات الإقبال على شراء الذهب بعد تحرير سعر صرف الجنيه.

وأوضح أن معدلات الشراء تراجعت بأكثر من 80%، مقارنة مع الفترة التي سبقت ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011.

وأضاف أن "سوق الذهب تعاني من تراجع حاد لم تشهده مصر من قبل؛ بسبب عزوف المواطنين عن الشراء بعد ارتفاع الأسعار".

وفي بعض قرى جنوبي مصر، تترواح شبكة العروس من الذهب بين 50 و150 جراما من الذهب، بسعر 600 جنيها (33 دولارا) للجرام الواحد.

وشهدت أسعار الأجهزة الكهربائية زيادة بنسبة حوالي 70%، ما دفع مصريين إلى التوسع في استخدام نظام التقسيط من المتاجر الشهيرة، التي تعمل وفقا لهذا النظام.

وتراجعت عقود الزواج في مصر، خلال العام الماضي، بنسبة 2.8% عن العام السابق له (2016)، في وقت ارتفعت فيه نسبة الطلاق بـ3.2%، خلال الفترة نفسها.

جاء ذلك، حسب النشرة السنوية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (حكومي)، الذي قال إن عقود الزواج انخفضت إلى 912.6 ألف عقد، خلال 2017.

وانخفضت عقود الزواج بالريف، والتي تمثل نحو 61% من إجمالي العقود، بنسبة 2.1% خلال العام الماضي، إلى نحو 556 ألف عقد.

كما انخفضت أيضًا، عقود الزواج بالحضر، والتي تمثل 39% من إجمالي العقود، بنسبة انخفاض 3.7%، مسجلة 357 ألف عقد.

وكانت عقود الزواج في مصر، سجلت خلال عام 2016، نحو 938.5 عقدا.

وبحسب الجهاز، فإن إجمالي عقود الطلاق، ارتفعت بنسبة زيادة 3.2%، خلال العام الماضي، مسجلة 198.3 ألف حالة طلاق مقابل 192.1 ألف حالة في العام السابق له (2016).

وارتفعت حالات الطلاق في الحضر، بنسبة 2.9% خلال العام الماضي، مسجلة 108.2 ألف حالة، لتحتل نحو 54.6% من جملة حالات الطلاق.

كما زادت أيضا حالات الطلاق في الريف إلى 90 ألف حالة، مقابل 86.9 ألف حالة في عام 2016، بنسبة زيادة 3.6%.

وتمثل حالات الطلاق بالريف، نحو 45.4% من إجمالي حالات الطلاق، خلال العام الماضي.

وفي سابقة أعلنها الجهاز، سجلت أعلى نسبة طلاق بسبب الخلع، حيث بلغ عدد الأحكام بها 7199 حكماً بنسبة 76.9% من إجمالي الأحكام النهائية (9364 حكما)، فيما سجلت أقل نسبة طلاق بسبب الخيانة الزوجية بـ3 أحكام فقط تمثل 0.03% من جملة الأحكام النهائية.

ووفقا للإحصاءات، بلغت نسب الطلاق حالة كل 3.5 دقيقة، فيما بلغ أعلى معدل طلاق 4 في الألف بالعاصمة القاهرة، وبلغ أقل معدل طلاق 1 في الألف بمحافظتي المنيا وأسيوط بالصعيد.

ويقول مراقبون، إن هذه النسب طبيعية، في ظل الحالة الاقتصادية والبطالة، وضعف الدخل وزيادة الأسعار، وتكاليف الزواج.

وحسب إحصاءات للأمم المتحدة، فقد وصل إجمالي المطلقات بمصر إلى 4 ملايين مطلقة، مقابل 9 ملايين طفل للمطلقات، فيما تتزايد نسب العنوسة لتبلغ من سن (35 عاما) فأكثر، نحو 472 ألف أنثى، خلال 2017، مقابل 687 ألف ذكر بنفس الفئة العمرية.

  كلمات مفتاحية

مصر معلات الزواج الوضع الاقتصادي

تراجع نسب الزواج في مصر 2.8% وارتفاع الطلاق 3.2%

بأعراس المنازل.. مجموعة الزواج الميسر تتحدى الهياط بالسعودية