أقال الرئيس الجزائري "عبدالعزيز بوتفليقة"، الخميس، قائد أركان القوات الجوية "محمد حماد" وقائد أركان الدفاع الجوي عن الإقليم "بكوش علي" من منصبيهما، وعين العميد "بوزوين" والعميد "معمري" بدلا منهما، على الترتيب.
وأوضحت المؤسسة العسكرية الجزائرية، الخميس، في افتتاحية العدد الخاص بشهر سبتمبر/أيلول من مجلة الجيش، أن التغييرات الكبيرة التي شهدتها قيادة الجيش خلال الأسابيع الأخيرة هي تقليد يكرس "مبدأ التداول على الوظائف"، ونسبتها إلى "بوتفليقة" باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ونقلت المجلة (لسان حال المؤسسة العسكرية بالجزائر) عن قائد أركان الجيش، الفريق "أحمد قايد صالح"، قوله إن التغييرات العسكرية تمثل تقليدا "يتيح فرصة تحفيز القدرات البشرية وتثمين خبراتها الغنية والمتراكمة وتشجيعها على مواصلة بذل المزيد من الجهد على درب خدمة جيشنا الوطني الشعبي".
يأتي ذلك تزامنا مع تداول أنباء عن مكافأة رئاسية تنتظر قائد أركان الجيش الجزائري، الذي قد يؤول إليه منصب وزير الدفاع الذي ألغاه "بوتفليقة" فور وصوله إلى السلطة في ربيع العام 1999.
ويتّسمُ المشهد العام في الجزائر، بجدل عارم في ما يتعلق بترشح "بوتفليقة" لولاية خامسة، في أبريل/نيسان المقبل، أو الانسحاب من السباق الرئاسي الأكثر غموضا في تاريخ الجزائر المعاصر.
ويعاني "بوتفليقة" حالة صحية حرجة دفعته للسفر إلى سويسرا للعلاج قبل أن يعود في أول سبتمبر/أيلول الجاري، حسبما أفادت وكالة الأنباء الحكومية نقلا عن الرئاسة الجزائرية.
وطرح سفر الرئيس الجزائري إلى جنيف من أجل إجراء فحوصات طبية، تساؤلات حول مصداقية القرارات الأخيرة الصادرة باسمه، والمتعلقة بحملة الإقالات والتنحيات والتعيينات التي مست عددا من قادة وضباط المؤسسة العسكرية، حيث نسبتها البيانات الرسمية والتسريبات إلى رئيس البلاد.
وسبق أن تسببت حالة "بوتفليقة" بتأجيل زيارة المستشارة الألمانية "أنغيلا ميركل" للجزائر، في فبراير/شباط من العام الماضي (2017)، وإلغاء زيارة أخرى للرئيس الإيراني "حسن روحاني" في إطار جولة قادته لعدة دول أفريقية.
غير أن أجندة الرئاسة الجزائرية ستشهد نشاطا مهما، منتصف سبتمبر/أيلول الجاري، يتمثل في زيارة مرتقبة لـ"ميركل" مجددا، والتي يتوجب استقبالها من طرف رئيس البلاد، وظهوره في صورة مقبولة أمام المسؤولة الأوروبية وأمام الرأي العام، لتأكيد قدرته على استمراره في السلطة، امتثالا لمناشدات أحزاب السلطة.
