قال رئيس وزراء قطر الأسبق، الشيخ "حمد بن جاسم"، إن ما قاله المؤرخ "ابن خلدون" عن بداية ونهاية الدول، يحدث الآن في المنطقة العربية بشكل عام وبالخليج بشكل خاص.
وكتب "بن جاسم" سلسة تغريدات على "تويتر"، عبر خلالها عن رؤيته للأزمة الخليجية التي دخلت عامها الثاني على التوالي، قائلا: "عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والمتسولون والمنافقون والمدّعون.. والكتبة والقوّالون.. والمغنون النشاز والشعراء النظّامون.. والمتصعلكون وضاربو المندل.. وقارعو الطبول والمتفيهقون.. وقارئو الكفّ والطالع والنازل.. والمتسيّسون والمدّاحون والهجّاؤون وعابرو السبيل والانتهازيون".
وأضاف رئيس وزراء قطر الأسبق: "تتكشف الأقنعة ويختلط ما لا يختلط.. يضيع التقدير ويسوء التدبير.. وتختلط المعاني والكلمات.. ويختلط الصدق بالكذب والجهاد بالقتل.. عندما تنهار الدول يسود الرعب ويلوذ الناس بالطوائف.. وتظهر العجائب وتعم الإشاعة.. ويتحول الصديق الى عدو والعدو الى صديق.. ويعلو صوت الباطل.
وتابع: "ويخفت صوت الحق.. وتظهر على السطح وجوه مريبة.. وتختفي وجوه مؤنسة.. وتشح الأحلام ويموت الأمل.. وتزداد غربة العاقل وتضيع ملامح الوجوه.. ويصبح الانتماء الى القبيلة أشد التصاقا.. والى الأوطان ضربا من ضروب الهذيان.. ويضيع صوت الحكماء في ضجيج الخطباء .. والمزايدات على الانتماء".
وزاد " بن جاسم": "ومفهوم القومية والوطنية والعقيدة وأصول الدين.. ويتقاذف أهل البيت الواحد التهم بالعمالة والخيانة.. وتسري الشائعات عن هروب كبير.. وتحاك الدسائس والمؤامرات.. وتكثر النصائح من القاصي والداني.. وتطرح المبادرات من القريب والبعيد.. ويتدبر المقتدر أمر رحيله والغني أمر ثروته".
واستطرد: "ويصبح الكل في حالة تأهب وانتظار.. ويتحول الوضع الى مشروعات مهاجرين.. ويتحول الوطن إلى محطة سفر.. والمراتع التي نعيش فيها إلى حقائب.. والبيوت إلى ذكريات والذكريات إلى حكايات".
واختتم "بن جاسم" تغريداته، بالقول: "هذا ما قاله ابن خلدون في مقدمته عن أمور الدول وكيف تبدأ وكيف تنتهي لا سمح الله. وإني عندما أرى كل هذا الذي يحدث في وطننا العربي وبالأخص ما يجري اليوم في الخليج، لا أجد أصوب وأصدق مما قاله ابن خلدون رحمه الله".
وفي 5 يونيو/حزيران 2017، اندلعت أزمة خليجية وقطعت بموجبها السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر علاقاتها مع قطر وفرضت عليها حصارا، بدعوى "دعمها للإرهاب"، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي العربي بالسعي إلى "فرض الوصاية على قرارها الوطني".