أزمة المياه تقلص مساحة القمح المروية للنصف في العراق

الثلاثاء 11 سبتمبر 2018 02:09 ص

قرر العراق تقليص المساحة المروية المزروعة بالقمح والشعير إلى النصف خلال موسم الزراعة 2018-2019، في ظل شح المياه الذي تعاني منه البلاد.

كشف ذلك نائب وزير الزراعة العراقي، "مهدي القيسي" في تصريحات لـ"رويترز".

واضطر العراق، أحد أكبر مشتري للحبوب في الشرق الأوسط، لمنع المزارعين من زراعة الأرز وغيره من المحاصيل الصيفية الكثيفة الاستهلاك للمياه؛ بسبب الجفاف وتناقص تدفقات الأنهار.

وقال "القيسي": "سبب تقليص المساحات الزراعية هو نتيجة لقلة الإيرادات المائية، وقلة الخزين المائي، والاحتباس الحراري، وعدم سقوط الأمطار".

ومن المرجح أن تؤدي الخطوة الجديدة إلى زيادة واردات القمح كثيرا، خاصة بعدما تحولت نينوى (شمال)، التي كانت توصف في السابق بأنها سلة خبز العراق، إلى أرض جدباء بعد الجفاف وسنوات الحرب.

وتضمنت خطة العراق الزراعية، 1.6 مليون هكتار من القمح في الموسم الماضي 2017-2018، فيما رُوي نحو مليون هكتار من تلك المساحة، بينما اعتمد الباقي على مياه الأمطار.

وأضاف "القيسي": "نتوقع أن تتقلص (المساحة المروية المزروعة قمحا) إلى النصف"، مقارنة مع الموسم الماضي، مما يشير ضمنا إلى زراعة 500 ألف هكتار فقط.

وأشار أيضا إلى أن من السابق لأوانه تحديد مساحة الأرض التي قد تُزرع بالقمح اعتمادا على مياه الأمطار في هذا الموسم، لكنه يأمل بأن تعوض بعضا من النقص.

وأضاف: "سنتبع بعض البرامج لزيادة حجم الإنتاج بالنسبة لمحصول الحنطة (قمح دنكل أو القمح المقشور)، منها برامج نعتمدها لزيادة الغلة؛ مما يؤثر إيجابا على زيادة حجم الإنتاج".

وتابع "القيسي": "أما الأمر الثاني، فإن دخول محافظة نينوى (شمال) بالخطة الزراعية المضمونة الأمطار سيعوض جزءا من المساحات التي انحرمنا منها بسبب شح المياه".

غير أن الأمطار لم تسقط على نينوى في الموسم الماضي، ولم تشتر الحكومة سوى ما يزيد قليلا فحسب على 100 ألف طن من القمح هذا العام من منطقة كانت تنتج ما يقرب من مليون طن سنويا، قبل أن يسيطر عيها تنظيم "الدولة الإسلامية" في 2014.

من جانبه، توقع ممثل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) في العراق، "فاضل الزغبي"، أن يؤدي خفض المساحة المروية إلى تراجع إنتاج البلاد من القمح بما لا يقل عن 20% على الأقل؛ ما يعني ضمنا ارتفاع فاتورة الواردات كثيرا.

ويواجه العراق بالفعل فجوة في احتياجاته من القمح تسدها واردات تزيد على مليون طن سنويا، مع وصول الطلب السنوي إلى ما بين 4.5 مليون و5 ملايين طن.

وقال "الزعبي": "بالنسبة للاستيراد، سيزيد من أجل سد النقص فضلا عن زيادة عدد السكان"، لكنه أحجم عن إعطاء تقديرات محددة لحجم الواردات في السنة المقبلة.

ويستورد العراق القمح لإمداد برنامج دعم الغذاء، الذي بدأ في 1991 لمواجهة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الأمم المتحدة، ويغطي البرنامج الطحين (الدقيق) وزيت الطهي والأرز والسكر وحليب الأطفال.

  كلمات مفتاحية

أمطار مياه

تركيا توافق على زيادة ضخ المياه للعراق

العراق يحقق للمرة الأولى الاكتفاء الذاتي من الحنطة

العراق يعلن تحقيقه الاكتفاء الذاتي المحلي من القمح