4 ضربات موجعة تجهض انتعاش السياحة المصرية

الأربعاء 12 سبتمبر 2018 06:09 ص

انتعاش مؤقت للسياحة المصرية، سرعان ما تبدد، إثر وقوع أزمات عدة، أبرزها مع عملاق شركات السياحة البريطانية "توماس كوك"، بشكل قد يؤكد أن القطاع الحيوي لمصر لم يستعد بعد عافيته بشكل كامل.

وعلى الرغم من الآمال المعقودة على عودة الرواج وحركة التدفق نحو المنتجعات المصرية، بعد عامين من الحظر منذ سقوط الطائرة الروسية في أكتوبر/تشرين الأول 2015، فإن أخطاء بشرية بعيدة هذه المرة عن حوادث العنف والإرهاب، ستتسبب في تأجيل هذا الرواج ربما حتى إشعار آخر.

4 ضربات موجعة، أبطالها، زوجان بريطانيان، وطفل، ولبنانية، وروسية، حملت رسائل سلبية للخارج، تفيد باستمرار معاناة القطاع السياحي المصري، الذي حقق طفرة كبيرة خلال العام الماضي، محققا إيرادات بنحو 7.6 مليارات دولار بنسبة زيادة بلغت 123.5%، وذلك مع ارتفاع عدد السياح الوافدين إلى البلاد بـ 53.7%، بواقع 8.3 ملايين سائح.

توماس كوك

وتعد وفاة السائح البريطاني "جون كوبر" وزوجته "سوزان" في منتجع سياحي بمدينة الغردقة المصرية، على البحر الأحمر، أبرز تلك الأزمات، لاسيما مع تفاقم الخلاف مع "توماس كوك"، أكبر شركة سياحة في بريطانيا، والتي أجلت كل عملائها من المنتجع، وأوقفت رحلاتها لحين الكشف عن أسباب وفاة السائحين البريطانيين.

وفي دلالة على خطورة الواقعة، اجتمع الرئيس التنفيذي للشركة، "بيتر فانكهاوزر"، مع رئيس الوزراء المصري "مصطفى مدبولي"، قبل أيام "لمعرفة سبب ما حدث"، وفق بيان صادر عن الشركة.

ودخلت الصحف البريطانية على خط الأزمة، بالتنقيب وراء مستوى الخدمات في الفندق الذي كان مسرحا لواقعة الوفاة المفاجئة للزوجين البريطانيين، مؤكدة أن أكثر من 30 شخصا تعرضوا للتسمم في فندق ومنتجع "شتيجنبيرغ أكوا ماجيك".

فاقم من الأزمة، إصابة طفل بريطاني يدعى "لؤي محمد" 7 أعوام، بسكتة دماغية، جراء تناول طعام مسمم في نفس المدينة التي تضم المنتجع الذي توفي فيه السائحان البريطانيان، ما يعزز اتهامات الصحافة البريطانية بوجود حالات تسمم جراء الإصابة بعدوى بكتيرية.

روسيا والتحرش

الضربة هذه المرة جاءت بخطأ فردي من مدرب للغطس، تحرش بسائحة روسية بشكل مقزز تحت الماء، أثناء الغطس في مدينة شرم الشيخ، الوجهة لمفضلة للسائحين الروس.

ونشر مصور مصري مجموعة من الصور، قال إنها توثق لحظة التحرش، معتبرا الواقعة مهينة للسياحة المصرية، وتحمل رسالة سلبية للقادمين إلى البلاد.

وتعاني مصر اتساعًا لظاهرة التحرش منذ سنوات، وقدرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن نسبتها في البلاد بلغت حدًا قياسيًا (يطال حوالي 99% من النساء) في عام 2013.

وفي أبريل/نيسان الماضي، استقبلت مصر أولى الرحلات الجوية لشركة "إيروفلوت"، الروسية، وعلى متنها 160 راكبًا معظمهم سياح، وذلك بعد توقف للطيران الروسي استمر نحو 30 شهرا، وسط آمال بعودة كاملة للسياحة الروسية.

"منى المذبوح" 

السائحة اللبنانية "منى المذبوح" كانت بطلة لواقعة مثيرة، نالت بعدها حكما بالحبس من محكمة مصرية 8 سنوات بسبب نشر فيديو عبر صفحتها على "فيسبوك"، قالت السلطات المصرية إنه "أهان الدولة ورئيسها".

وفي الفيديو الذي نشرته في مايو/أيار الماضي، وانتشر على نطاق واسع، زعمت "منى المذبوح" أنها تعرضت للتحرش من قبل رجلين في شارع بضاحية الزمالك بالقاهرة، وأنها تعرضت لمعاملة سيئة من سائق سيارة أجرة.

ووصفت "المذبوح" الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" بأنه "ظالم"، وأن مصر "دولة ابنة عاهرة"، ثم سرعان ما اعتذرت عن الفيديو بعد تحريك دعاوى قضائية ضدها.

لكن الحكم الصادر ضدها اعتبر قاسيا، ومضرا بالسياحة في مصر، وسط انتقادات حقوقية ودولية، دفعت السلطات لاحقا إلى تخفيف الحكم إلى سنة مع إيقاف التنفيذ، ما يعني إطاق سراح "المذبوح" والسماح بمغادرتها البلاد.

وفي محاولة للتخفيف من معاناة القطاع، جمدت السلطات رسميًا تحصيل الضرائب من القطاع السياحي بأكمله، وأعلنت عن قرب افتتاح المتحف المصري الكبير.

وخلال الأشهر الأخيرة، حصدت مصر جملة من الاكتشافات الأثرية في أنحاء مختلفة من البلاد، واستردت مئات القطع المهربة والمسروقة بموجب اتفاقات تعاون مع دول عدة، وقفزت إيراداتها من السياحة خلال الربع الأول من العام الجاري، إلى نحو 2.2 مليار دولار، مع زيادة أعداد السياح الوافدين إلى البلاد بنحو 37.1%، إلى 2.383 مليون سائح.

ربما يتواصل الانتعاش، حال نجحت السلطات في تجاوز الأزمات الأخيرة، التي ألقت بظلال قاتمة على القطاع الحيوي للبلاد، شريطة استعادة ثقة البريطانيين، وتبديد مخاوف الروس، واجتذاب السياح العرب من جديد.

  كلمات مفتاحية

السياحة المصرية الغردقة توماس كوك منى المذبوح اكتشافات أثرية

خبراء يحذرون من تأثير رسوم المسافرين على السياحة بمصر