"نحن العثمانيون، نحن الإنكشاريون، نحن تركيا".. هكذا وقعت مجموعة القراصنة الأتراك على الصورة التي وضعتها على الصفحة الرئيسية لموقع وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية "أ. ش. أ" أمس الثلاثاء بعد اختراقها؛ احتجاجا على أحكام إعدام جماعية أصدرتها محكمة مصرية مؤخرا بحق معارضين.

ونشر منفذو عملية القرصنة، صورة للقيادي بجماعة "الإخوان"، "محمد البلتاجي" المحكوم عليه وعلى 74 من قيادات الجماعة بالإعدام في قضية "فض رابعة".

وكتب منفذو الهجوم، رسالة ترفض أحكام الإعدام الصادرة قبل أيام، تقول: "فقط لأن لهم أفكارا مختلفة تجهزون لهم المشانق وتظلمون الأبرياء، فكم من بريء في سجون ظلمكم، هل ظننتم أننا سنتخلى عن قضيتنا، إن جهنم مثوى للظالمين، فلتحيا جهنم لأجل الظالمين".

وذيلت رسالة القراصنة الأتراك -التي كتبت باللغة العربية والتركية- بعبارة: "نحن العثمانيون، نحن الإنكشاريون، نحن تركيا" .

فتح القسطنطينية

وتستمد مجموعة القراصنة تسميتها؛ "الإنكشارية" من طائفة عسكرية  من المشاة العثمانيين، كانوا يشكلون تنظيمًا خاصًا، لهم ثكناتهم العسكرية وشاراتهم ورتبهم وامتيازاتهم، وكانوا أعظم فرق الجيش العثماني وأقواها جندًا وأكثرها نفوذًا.

وامتاز الجنود الإنكشاريون بالشجاعة الفائقة، والصبر في القتال، والولاء التام للسلطان العثماني باعتباره إمام المسلمين، وشاركوا في فتح القسطنطينية مع السلطان "محمد الفاتح" وكانت مهمتهم حفر الأنفاق، ويعتبرون أول من دخل المدينة.

وكان هؤلاء الجنود يختارون في سن صغيرة من أبناء المسلمين الذين تربوا تربية صوفية جهادية، أو من أولاد المسيحيين الذين أسروا في الحروب أو اشتروا بالمال.

هجمات إلكترونية

ونفذت مجموعة "الإنكشاريون" العديد من عمليات القرصنة في مناسبات وقضايا وبلدان متعددة، مثل هولندا وميانمار و(إسرائيل) واليونان ومصر، ومواقع تابعة لـمنظمة "بي كا كا " التي تدرجها تركيا على قوائم المنظمات الإرهابية.

وفى عام 2015 نفذت المجموعة عملية اختراق استهدفت موقع مطار القاهرة الدولي، بالتزامن مع الذكرى الثانية لفض اعتصام أنصار الرئيس المصري السابق "محمد مرسي" في ميدان "رابعة العدوية" في القاهرة.

وأظهرت الصفحة الرئيسية للموقع "إشارة رابعة" على خلفية خارطة مصر مطبوعة باللون الأحمر وكتب تحتها "الأرض لا تشرب الدم"، وهو ذات الشعار الذي استخدمه "تحالف دعم الشرعية" المؤيد لـ"مرسي" وجماعة "الإخوان المسلمون" في دعواته للتظاهر خلال الأيام الأخيرة، في ذكرى فض الاعتصام.

وبررت الصفحة الاختراق بأنه جاء "انتقاما لدماء الشهداء الذيم سقطوا برصاص عصابة العسكر" على حد وصف الصفحة المخترقة التي جاءت العبارات المكتوبة فيها باللغات العربية والإنجليزية والتركية.

وكانت المجموعة نفسها اخترقت الموقع الإنجليزي لصحيفة The Times of Israel الإسرائيلية في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 بالتزامن مع الذكرى المئوية لـ"وعد بلفور".

وفي مارس/آذار 2017، استهدف قراصنة المجموعة عددًا كبيرًا من المواقع الدنماركية، عقب الأزمة الدبلوماسية بين الحكومة التركية وعدد من الحكومات الأوروبية التي قررت منع تجمعات للجاليات التركية الداعمة لـ"أردوغان"، قبيل التصويت على تعديل الدستور التركي بما يزيد من صلاحيات رئيس الجمهورية في مواجهة باقي المؤسسات.

كما استهدفت "الإنكشاريون" موقع صحيفة "تشارلي إبدو" الساخرة الفرنسية بعد ساعات من الهجوم بقنابل حارقة على مكتب الصحيفة في العاصمة باريس في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، عقب نشرها رسومات مسيئة للإسلام.