"نيوزويك": ما هي الدول المستمرة ببيع الأسلحة للسعودية؟

الأربعاء 12 سبتمبر 2018 01:09 ص

قالت مجلة نيوزويك الأمريكية إن الدور الرئيسي للمملكة العربية السعودية في حرب اليمن، وزيادة وتيرة الاتهامات للرياض بارتكاب انتهاكات ضد حقوق الإنسان هناك، أدى لخروج عدد من الدول من قائمة الراغبين في بيع الأسلحة للرياض.

وذكرت المجلة أن إسبانيا - التي أصبحت أحدث حكومة تعيد النظر في مبيعاتها من الأسلحة للرياض- قالت الأسبوع الماضي ، إنها ستجري محادثات مع السعودية بشأن بيع 400 قنبلة موجهة بالليزر للمملكة.

وأكدت الأسبوع الماضي أنها ستوقف الصفقة بسبب دور السعودية في حرب اليمن وتورطها المحتمل في مقتل آلاف المدنيين.

وقالت وزيرة الدفاع "مارجريتا روبلز" أمام مجلس الشيوخ الإسباني إن "القرارات ستُتخذ وفقا للإطار الثنائي بين الدولتين الشريكتين اللتين وقعتا عقدا وسيُحل (الأمر) بطريقة ودية".

وأوضحت المجلة الأمريكية أن عددا من الدول الغربية الأخرى، تراجع عن بيع أسلحة للرياض؛ بسبب تورطها في حرب اليمن، التي قالت عنه الأمم المتحدة إنه يعاني من أسوء أزمة إنسانية في العالم.

ورغم ذلك التراجع الدولي تقول نيوزويك، إن الباحث في معهد ستوكهولم، لأبحاث السلام وبرامج الإنفاق العسكري "بيتر وايزمان"، لا يتوقع رؤية أية تغييرات ملموسة فيما يتعلق بعمليات تدفق الأسلحة على النظام السعودي.

وقال "وايزمان" في تصريحات خاصة للمجلة "لا أتوقع  أن نري قدرا كبيرا من التحرك من أجل فرض قيود على نقل الأسلحة إلى السعودية.

وأشار إلى أنه حتى إسبانيا من المرجح أن تستمر في تزويد السعودية بطائرات التزود بالوقود جوا.

 وأوضحت المجلة أن السعودية شنت في 2015 حملة عسكرية على اليمن بمساعدة من حليفاتها من الدول العربية (الإمارات) ودعم الولايات المتحدة، وذلك بعد وقت قصير من قيام الحوثيين بمظاهرات واسعة للإطاحة بالرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي".

وأشارت إلى أن السعودية إلى جانب حلفائها الإقليميين، الولايات المتحدة و(إسرائيل) تنظر إلى الحوثيين باعتبارهم ذراع إيران التي تدعم تلك الجماعات سياسيا لكنها تنفي إمدادها بالصواريخ الباليستية التي تطلقها على السعودية بشكل روتيني.

ولفتت المجلة الأمريكية إلى أنه في حين يظل منشأ الأسلحة الحوثية موضع خلاف، تتباهي السعودية بحصولها على تأييد مجموعة واسعة من الداعمين الدوليين، بعضهم أعرب عن قلقه مؤخرا من طرق الاستهداف التي يستخدمها التحالف العربي الذي تقوده الرياض في اليمن.

وقالت نيوزويك إن القوات السعودية قصفت الشهر الماضي، حافلة قالت إنها كانت تمتلأ بالمقاتلين الحوثيين في البداية، لكن بعد أسبوع ، اعترفت أنها أخطأت بمعايير الاشتباك، وأعربت عن أسفها بعدما كشفت تقارير أن الحافلة كانت مليئة بالأطفال.

ومضت قائلة إنه بخلاف حافلة الأطفال، نفذت السعودية العديد من الضربات الجوية التي استهدفت مدنيين يمنيين سواء خلال "أعراس" أو "مواكب جنازات"أو "أسواق مزدحمة"، الأمر الذي ترك العديد من مؤيدي السعودية في حالة من القلق.

رافضون وداعمون

 

وأردفت المجلة أنه منذ ذلك الحين ألغت بلجيكا وفنلندا وألمانيا وهولندا والنرويج والسويد صفقات الأسلحة مع السعودية وخفضت مساعداتها العسكرية بدرجات متفاوتة.

وتابعت أنه وعلي خلفية النزاع الدبلوماسي بين السعودية وكندا، توقفت العمليات التجارية بين البلدين ، بما في ذلك المعدات العسكرية ، وقال "وايزمان" إن إيطاليا أثارت أيضا أمر مناقشة إنهاء مبيعاتها العسكرية للرياض.

ورغم كل الكوارث السابقة التي ارتكبتها الرياض ، أشارت المجلة ، إلى أن السعودية، لا تزال تحتفظ بالكثير من المؤيدين في الخارج، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، بل يتطلع هؤلاء المؤيدين إلى زيادة روابطه العسكرية مع السعودية على الرغم من تقديم المشرعين العديد  تلك البلدان من العديد من الاستجوابات الداخلية حول قلقهم من تلك العلاقة العسكرية .

ورغم حقيقة أنه من المحتمل أن تكون قنبلة أمريكية، أودت بحياة أكثر 50 شخصا، بينهم 40 طفلا في تفجير الحافلة الشهر الماضي، إلا أن وزير الدفاع الأمريكي "جيمس ماتيس" زعم بعد عدة أسابيع أن الولايات المتحدة تراقب الصراع في اليمن فقط ولا تتدخل فيه.

وقال إن البنتاغون مهتم فقط بمحاربة تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، وذلك رغم تقارير أوردتها وكالة "أسوشيتد برس" أفادت بأن واشنطن قدمت الدعم لمقاتلي القاعدة في اليمن ضد العدو المتبادل بين الطرفين وهو جماعة الحوثيين.

وذكرت المجلة أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أصبح يتمتع بعلاقات وثيقة مع السعودية وولي عهدها "محمد بن سلمان"، كما تعهد بإمدادهم بمزيد من الأسلحة.

وأكدت المجلة أن واشنطن ليست وحدها في ذلك، فلا تزال بريطانيا وفرنسا والصين بائعين رئيسين للأسلحة للسعودية، وانضمت لهم أيضا مؤخرا كوريا الجنوبية من خلال تقديم صواريخ مضادة للدبابات.

وأكدت المجلة أن تركيا بدورها وعدد من بلدان أوروبا الشرقية أرسلت أسلحة ومعدات عسكرية للسعودية، ودخلت معهم مؤخرا دول أخري كالبرازيل، كما عرضت روسيا أيضا التوصل إلى اتفاق بشان الأسلحة بما في ذلك نظام الدفاع الصاروخي S-400.

وأوضحت المجلة أنه في الواقع، ومنذ عام 2013 ، إلى 2017 ، كانت السعودية ثاني أكبر مستورد للأسلحة في العالم بعد الهند.

ومع كل هذه الأسلحة أشار "وايزمان" ، إلى أن البحث عن حل عسكري للوضع في اليمن يبدو أمرا ميؤوس منه، لاسيما في ظل الطريقة التي تدير بها السعودية الأمور.

وأشار إلى أن تقييد مبيعات الأسلحة كان طريقة فعالة لممارسة الضغط والإسراع بإطار عمل دبلوماسي قد ينهي الصراع في نهاية المطاف.

ونددت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان وجماعات حقوقية أخرى بمبيعات الأسلحة الغربية للسعودية وحلفائها الذين يخوضون حربا في اليمن تقول الأمم المتحدة إنها أودت بحياة أكثر من عشرة آلاف وتركت 4.8 مليون شخص على شفا المجاعة.

  كلمات مفتاحية

السعودية اليمن أسلحة إسبانيا قنانل انتهاكات إنسانية

بريطانيا تسعى لاستعادة نفوذها في القصور والجيوش الخليجية