بعد قرار المستشارة الألمانية "أنغيلا ميركل" إيقاف الصادرات الألمانية العسكرية إلى المملكة العربية السعودية، تحاول شركات الدفاع البريطانية، التي تضررت أيضا بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تلمس طريقها في الخليج.

وفي رحلة إلى الرياض لمناقشة حرب اليمن في 2 مارس/آذار، بذل وزير الخارجية البريطاني "جيرمي هانت" قصارى جهده لإبعاد نفسه عن قرار ألمانيا بحظر تراخيص التصدير إلى المملكة العربية السعودية، وفقا لدورية "إنتليجنس أون لاين" الفرنسية.

وأكد الوزير البريطاني لولي العهد "محمد بن سلمان" أن لندن كانت منزعجة من هذه الخطوة مثل الرياض. وتعد المبيعات إلى السعودية حيوية لشركة "بي إيه إي سيستمز" البريطانية.

ويحظر القرار الألماني بيع صواريخ "ميتيور" التي تصنع في ألمانيا بواسطة شركة "إم بي دي إيه"، وتعد بريطانيا نفسها أحد المتضررين المباشرين من هذا القرار نظرا لأن شركة "بي إيه إي سيستمز" تمتلك حصة 37.5% في الشركة الألمانية.

ووفقا للدورية الفرنسية، فإن قرار "ميركل" سيكون له تأثير أيضا على طلب السعودية لشراء 48 طائرة من طراز "تايفون يوروفايتر" بموجب مذكرة تفاهم تم توقيعها العام الماضي.

وقبل زيارة "هانت" بفترة وجيزة، عدلت السعودية عقود الصيانة لأسطول "تايفون" الحالي، التابع لسلاح الجو الملكي السعودي، وغيرته من اتفاق بأعوام متعددة، والذي كان يناسب "بي إيه إي" بشكل أكبر، إلى صفقة تحتاج إلى تجديد سنوي.

وعلى مدى الأعوام الـ 3 الماضية، عانت شركة "بي إيه إي" في السعودية بسبب شراكتها التاريخية مع الشركة السعودية للتنمية والتدريب، وهي الشركة القابضة المملوكة للأمير "تركي بن ​​مقرن"، نجل "مقرن بن عبدالعزيز"، الذي كان وليا للعهد لفترة قصيرة قبل قيام الملك "سلمان بن عبدالعزيز" باستبداله واستهداف عائلته في عملية تطهير لمكافحة الفساد.

الاستثمار في الكويت

ووفقا لـ"إنتليجنس أون لاين" تعد الكويت واحدة من أفضل الفرص الواعدة لشركات الدفاع البريطانية في الخليج. وفي نهاية فبراير/ِ شباط، زار وفد من شركة "بي إيه إي سيستمز" الكويت للتفاوض على بيع سرب من طائرات التدريب من طراز "هوك" إلى سلاح الجو الكويتي.

واستفسر الزوار البريطانيون أيضا عن تحقيق مكافحة الفساد الذي أطلقته السلطات الكويتية في يناير/كانون الثاني في طلب بقيمة 8.7 مليار دولار لشراء 28 طائرة من طائرات "يوروفايتر" كان قد تم إبرامه في أبريل/نيسان 2016.

ويجري التحقيق في الصفقة من قبل لجنة التدقيق التي أنشأها وزير الدفاع الكويتي "ناصر بن صباح الصباح".

وتم التفاوض عليه من قبل شركة "ليوناردو"، العضو الإيطالي في "كونسورتيوم يوروفايتر"، الذي يشمل أيضا مجموعة "إيرباص".

وكان الشريك المحلي للعقد هو مجموعة "الغانم" التي يمتلكها "خالد الغانم"، المرتبط برئيس البرلمان الكويتي، "مرزوق الغانم"، الذي يتمتع بسلطة أكبر بكثير من السياسيين في دول الخليج الأخرى.

مغازلة قطر

وتعد المصالح البريطانية راسخة في قطر. وباعت "بي إيه إي" 24 طائرة "تايفون" للإمارة العام الماضي، رغم الأزمة بينها وبين جيرانها، وتقدم الشركات البريطانية أيضا المشورة للقوات المسلحة القطرية.

وتتمتع شركة "بي إيه الاستشارية" البريطانية ومستشارها "سير ريتشارد جاروود" بعقد استراتيجي مع القوات الجوية القطرية للأمن الجوي والمشتريات.

وسرعان ما انخرطت صناعة الدفاع البريطانية بسرعة مع شركة "برزان القابضة"، الكيان القطري الجديد المسؤول عن تطوير صناعة الدفاع المحلية. وأصبحت "كوينيتي كيو" واحدة من الشركاء الرئيسيين لـ "برزان" عندما تأسست في العام الماضي، وفقا للدورية الفرنسية.