اعتبرت الحكومة السعودية أن توقيع اتفاق سلام تاريخي بين إثيوبيا وإريتريا في الرياض، الأحد، جاء بعد "مجهودات دؤوبة منذ عدة أشهر" قامت بها القيادة في المملكة.

جاء ذلك في بيان لمجلس الوزراء السعودي، نقلته وكالة الأنباء الرسمية "واس"، بعد اجتماعه، الثلاثاء، في جدة برئاسة الملك "سلمان بن عبدالعزيز".

وبحسب البيان، أكد المجلس أن "توقيع الاتفاقية الذي تم بعد جهود حثيثة ودؤوبة قام بها العاهل السعودي، وولي العهد (محمد بن سلمان) منذ عدة أشهر، حرصا من المملكة العربية السعودية على إنهاء النزاع، الذي دام أكثر من عشرين عاما".

كما تطرق البيان إلى اللقاء التاريخي بين رئيسي جيبوتي وإريتريا، قائلا إن "عقد اللقاء بين جيبوتي وإريتريا جاء بعد 10 أعوام من القطيعة، لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، مما يجسد حرص المملكة واهتمامها بتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة".

واستضافت السعودية الإثنين، لقاء تاريخيا بين رئيسي جيبوتي "إسماعيل عمر جيلي"، وإريتريا "أسياس أفورقي"، بعد يوم من توقيع الأخير مع رئيس الوزراء الإثيوبي "آبي أحمد علي" على اتفاق سلام تاريخي في جدة برعاية العاهل السعودي، ضمن خطوات إيجابية لإنهاء الصراع بين البلدين.

وكانت مصادر مطلعة قد كشفت لـ"الخليج الجديد" أن اتفاق السلام الذي تم توقيعه بين إثيوبيا وإريتريا، جاء كهدية إماراتية للسعودية، ومحاولة لمنح نصر دبلوماسي من ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" لولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، ولو بشكل شكلي.

وأكدت المصادر وجود توجس مصري جراء تنامي الدور الإماراتي في منطقة القرن الأفريقي، والدفع بالسعودية كوسيط لرعاية اتفاق السلام بين إثيوبيا وإريتريا في جدة، في مقابل تغييب القاهرة عن المشهد.

اللافت أن الزعيمين الإريتري والإثيوبي، زارا أبوظبي قبل شهرين، وعرضت صورة من ذلك الاجتماع تظهر الرجلين مع "بن زايد" وهو يتقدمهما على درج القصر، وهو المشهد الذي أعيد تكراره في جدة، لكن بظهور "سلمان" ونجله.

ولم تتضح بعد طبيعة الدور الذي اضطلعت به السعودية في الاتفاق، الذي سبق توقيعه بالفعل قبل شهور، لكن يبدو أن حزمة من المساعدات لأديس أبابا وأسمرة دفعت الجانبين إلى الموافقة على تكرار التوقيع على الاتفاق، في مشهد احتفالي.

وكانت السعودية قد قدمت عرضا يقضي بتزويد إثيوبيا بالوقود لمدة عام مع تأجيل الدفع لمدة 12 شهرا.

وسبقتها الإمارات بتقديم حزمة دعم قدرها 3 مليارات دولار تتألف من مليار دولار وديعة في البنك المركزي الإثيوبي، وتعهد بملياري دولار في هيئة استثمارات.

وفي يوليو/تموز الماضي، قررت إثيوبيا وإريتريا إنهاء عداء استمر 20 عاما منذ اندلاع الحرب بينهما على حدود متنازع عليها عام 1998.

وتم بموجب "إعلان المصالحة والصداقة"، فتح السفارات بين البلدين وتطوير الموانئ واستئناف رحلات الطيران.