"لا يمر علي يوم دون بكاء"..

هكذا عبرت الأم "ميري بت"، التي تنتمي إلى أقلية الأويغور المسلمة بإقليم "شينجيانغ" أو "تركستان الشرقية" (أقصى غربي الصين)، عن ألمها الشديد جراء احتجاز السلطات لأربعة من أطفالها الخمسة في معسكرات تسميها بـ"دور أيتام" أو "معسكرات إعادة التأهيل"، حسب تقرير مصور لقناة "فرانس 24".

لا يعاني الأطفال الأربعة من اليتم، لكن السلطات أودعتهم المعسكر في إطار حملتها لضمان "عدم انتشار الفكر المتطرف"، وفق ادعائها.

وحال هؤلاء الأطفال مماثل لما يقرب المليون من الأويغور المسلمين، الذين تقول منظمات حقوقية إن السلطات الصينية تحتجزهم في تلك المعسكرات الواقعة في منطقة "شينجيانغ"؛ حيث يخضعون لمراقبة مشددة، ويرغمون على استخدام اللغة الصينية بدلا من لغتهم الأصلية.

وإزاء ذلك، فرت "ميري بت" بطفلها الخامس إلى تركيا، وهناك تتجرع ألم الحنين إلى أطفالها كل يوم، وتستغيث بكل من تعرفه في مؤسسات الإعلام هناك كي يعرض قضيتها.

بدت الأم المكلومة أمام الكاميرا بوجه "مُغيم"؛ إذ أن عقوبة الكشف عن هويتها في الصين قد تصل إلى صدور حكم بالإعدام بحقها أو بحق أحد أبنائها؛ لذا لا يعرف إذا ما كان "ميري بت" هو اسمها الحقيقي أم لا.

لكن المؤكد أن إحساسا لا يوصف بالقهر عبر عنه العديد من ناشطي شبكات التواصل الاجتماعي الذين شاهدوا استغاثتها الباكية، التي قالت فيها: "إذا أعطاني الله فرصة للتحدث مع أطفالي مرة أخرى سأقول لهم الكثير.. لكن أريد أن أخبرهم بشيء: أنا آسفة جدا يا أولادي".

وأعلنت لجنة حقوقية بالأمم المتحدة، في 11 أغسطس/آب الماضي، أنها تلقت تقارير كثيرة موثوقا بها كشفت احتجاز نحو مليون شخص من أقلية الأويغور في الصين فيما يشبه "معسكر احتجاز ضخم محاط بالسرية".

ويقطن "شينغيانغ" أقلية عرقية من الأويغور المسلمين الذين يشكون من قمع ممنهج يمارس ضدهم على نحو واسع، بينما تقول الصين إن الإقليم يواجه تهديدا خطيرا من التشدد الإسلامي ومن الانفصاليين الذين يتآمرون لتنفيذ هجمات.