حزب الله ينشر التشيع في الغوطة عقب تهجير المعارضة

الأربعاء 26 سبتمبر 2018 10:09 ص

قالت مصادر سورية محلية، إن المرحلة التي أعقبت تهجير مقاتلي المعارضة السورية وعائلاتهم من الغوطة الشرقية، أظهرت المساعي الإيرانية والمخططات التي يقودها حزب الله لتأسيس حزام شيعي في العمق السوري.

وكشفت المصادر عن عودة مظاهر التشيّع إلى التكتل السني الأبرز على المشارف الشرقية للعاصمة، التي انتزعت قوات النظام السوري السيطرة عليها، عقب اتفاق التهجير الذي أدى اخراج مقاتلي المعارضة لدى "جيش الإسلام" و "فيلق الرحمن" و "أحرار الشام" وعائلاتهم إلى الشمال السوري.

وفي بلدة حتيتة التركمان في الغوطة، تمكن "حزب الله" اللبناني عبر جهات محلية من تشييع عشرات العائلات فيها، عبر سيدات سوريات معتنقات للمذهب الشيعي أقمن حلقات أهلية مهتمة بدعوات التشيع.

 وفي هذا الإطار قال المعارض السوري "يوسف البستاني"، إن ظاهرة "الغزو الطائفي" للغوطة الشرقية تستهدف بلدة "حتيتة التركمان" والعديد من البلدات المحيطة فيها بالضواحي القريبة، وصولاً إلى بلدة "المليحة" التي كانت قبل اندلاع الثورة السورية مركزاً رئيسياً لإيران وحزب الله اللبناني بنشر التشيع، وفقا لـ"القدس العربي".

وأضاف "البستاني"، الذي يتحدر من الغوطة الشرقية، أن هذا المشروع بدأ بالتصاعد منذ عام 2006، وكانت الأداة المستخدمة لتذليل العقبات أمام المشروع، هي "أحاديث المقاومة والممانعة"، مما أدى إلى خلق الأرضية والمناخ المناسبين لذلك.

وفي يوليو/تموز الماضي، رُفعت في بلدة "المليحة"، لوحة ثلاثية كبيرة للأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني "حسن نصر الله"، وإلى جانبيه صورتان أصغر لـ"بشار" و"ماهر الأسد"، فوق بوابة جامع المليحة الكبير. 

وأثار وضع تلك الصورة، وفق ما نقله "صوت العاصمة"، بلبلة بين سكان المليحة الأصليين، وتدخل بعض الوجهاء كوسطاء، فتم نقل اللوحة إلى الطرف الأيسر من واجهة الجامع، بحيث تُطلُّ على الساحة الرئيسية للبلدة، من دون أن ينتقص ذلك من رمزيتها، إذ لم يجرؤ الوجهاء السُنّة على الاعتراض على وضع الصورة فوق بوابة الجامع إلا لأن ذلك "حرام شرعاً"، ولم يكن الاعتراض على رمزية الصورة.

وبدأت الرغبة العلنية في تشيع سكان بلدة المليحة، تظهر مع افتتاح مكاتب عقارية، تخصصت في إدارة عمليات بيع وشراء العقارات بين السُنّة والشيعة، لتنظيم عمليات تمليك لسكان شيعة، أصولا. 

وشهدت الحركة الأخيرة عمليات بيع واسعة من السنة لعقاراتهم، خلال السنوات القليلة الماضية، قابلتها زيادة في عمليات التملك من الشيعة في المدينة، وبدأوا بترميم ممتلكاتهم بعد استيلاء النظام عليها. 

ومن خلال علاقاتهم القوية مع النظام، تم تخصيص 200 مليون ليرة سورية من الحكومة كدفعة أولى لـ"إعادة تأهيل" البلدة، ليتم افتتاح البلدية و"الفرقة الحزبية" ومخفر الشرطة.

من جانبه، يرى الباحث السياسي السوري "وائل الخالدي"، إن طهران استفادت من تجربة حزب الله في لبنان عبر استغلال الضواحي للعواصم الناقمة بطبعها على الفارق الطبقي مع المدينة وتأطيرها وأدلجتها لاستخدامها سياسيا لاحقا وحتى عسكريا وإعادة انتاج ما يسمى بالثورة الخمينية.

وأضاف "الخالدي"، كما حدث في "احتلال حزب الله للعاصمة بيروت في 7 أيار الشهير، وكما حصل في اليمن مع الحوثيين، وكذلك ما حصل في بغداد قبل هذا كله، إيران تعد وتجهز آلية في حال خروجها العسكري من سوريا، يفرض واقع سياسي وأيديولوجي وعقدي يحفظ له مكاسبها وقدرتها على التحكم بمستقبل الدولة التي احتلتها، عبر آليات مستقبلية تعتبر ديمقراطية وشرعية، تماماً كما يحدث بانتخابات لبنان، حيث تسيطر الأقليات الشيعية على كامل قرار الدولة".

وأشار إلى أن "الاحتلال الديني لأهالي ضواحي العاصمة دمشق، يندرج تحت أسلوب فارسي قديم اعتمدته طهران، وهو التهديد والتخويف وبعدها الوعيد بالسعادة الأزلية، والغريب أن هذا الأسلوب نفع تلك الدولة التي امتد حكمها من العراق إلى المغرب العربي، وتقوم إيران باستخدام الأسلوب نفسه بتخويف الشباب الذين كبروا خلال الثورة السورية، ولم يتلق أغلبهم التعليم اللازم، وتخوفهم بالسحب الاحتياطي أو الاعتقال".

وأوضح أن "حزب الله" يولي اهتمامه الأكبر للعاصمة دمشق وضواحيها، في ظل سيطرة قواته شبه الكاملة على جنوب دمشق، ودخول مدينة داريا وغيرها من مدن غربي دمشق تحت نفوذه، بالإضافة إلى انتشاره الواسع في الريف الملاصق للأراضي اللبناني، ما يجعل المد الشيعي قاب قوسين أو أدنى من إحكام قبضته على العاصمة السورية، مقابل انهيار السور السني للعاصمة دمشق".

يذكر أنه بعد دخول الميليشيات الشيعية لسوريا، ارتفعت وتيرة النشاط المذهبي، وحصلت على المزيد من الدعم الحكومي العلني، وأصدر "بشار الأسد"، مؤخرا، قراراً بإنشاء ثانوية شرعية تدرس المذهب الجعفري في مدينة جبلة.


 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حزب الله سوريا المذهب الشيعي إيران الغوطة

إيران تبني مركزا لتعليم الفارسية في حلب السورية

فورين بوليسي تكشف خطة إيران لإغراء السنة في سوريا بالتشيع