فورين بوليسي تكشف خطة إيران لإغراء السنة في سوريا بالتشيع

الثلاثاء 16 مارس 2021 03:55 م

سلطت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، الضوء على النفوذ الإيراني في سوريا، ودفع السوريين إلى التشيع، بعد 10 سنوات من الحرب هناك، بشكل يجعل نفوذ طهران دائما وعميقا.

وتحت عنوان "إيران تحاول تحويل سوريا إلى التشيّع"، قالت المجلة، إن نظام البعث لـ"حافظ الأسد" كان أول من أعطى شرعية لـ"آية الله الخميني" وثورته الإسلامية في إيران.

ومع مرور الوقت، جندت إيران ميليشيات محلية سورية لحماية المزارات الشيعية، ووطدت علاقتها مع الجهاز العسكري وبخاصة الفرقة الرابعة التي يقودها "ماهر الأسد"، حتى باتت الجماعات التي تدعمها إيران تسيطر على ضواحي دمشق، وتحرس البلدات الاستراتيجية، وهي حاضرة قرب الحدود السورية مع إسرائيل.

وقامت إيران بتجديد المزارات القديمة وبنت أخرى، وكأنها تحاول إعادة كتابة تاريخ سوريا الديني، والتي ظلت دولة ذات غالبية سنية بأقلية شيعية.

وافتتحت إيران عددا من المدارس والجمعيات الخيرية والمزارات ولم تجد مقاومة كبيرة للتوسع في دمشق وحلب.

كذلك عملت إيران بعد انخفاض وتيرة المعارك، على تشجيع السنة في سوريا على التشيع مقابل امتيازات مالية، مع جرعة ثقيلة من التثقيف في المدارس الدينية ومنحا لأبنائهم للدراسة في الجامعات الإيرانية.

وقال عدد من الناشطين إن إيران تحاول تقديم نفسها كقوة ناعمة من أجل بناء قاعدة دعم لها طويلة الأمد بين السنة بهدف الاحتفاظ بتأثيرها والسيطرة على الجماعات الوكيلة لها كما فعلت في العراق ولبنان.

ونقلت المجلة عن خبراء، قولهم، إن الاختراق الثقافي والديمجرافي يهدف لزيادة أعداد الشيعة في سوريا، ومستقبلا ستطالب نيابة عنهم بمنحهم مناصب سياسية ومواقع في الجيش والمؤسسات الأخرى للدولة.

وتروي المجلة قصة "أحمد" (24 عاما) من بلدة الميادين في محافظة دير الزور شرقي سوريا، الذي فر أثناء الحرب إلى بلدة الباب قرب تركيا، لكن صديقا له أخبره أن كل مشاكله ستحل لو انضم إلى كتائب السيدة زينب (شيعية).

وفي فبراير/شباط الماضي، عرض أحد قادة الميليشيات عليه أن يضاعف راتبه لو تحول من السنة إلى الشيعة، ووافق "أحمد" قائلا: "لو أصبحت شيعيا فسأحصل على 200 ألف ليرة سورية وأنا بحاجة للمال لعلاج والدي ولا يهمني الدين".

وفي كل أسبوع تقوم الميليشيات بتنظيم نشاطات في المتنزه حيث يتم إخبار الناس عن أئمة الشيعة، وأن إيران هي القوة التقية التي تواجه إسرائيل والإمبريالية.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بريطانيا)، دعت إيران أناساً من الميادين إلى مركز النور الثقافي الإيراني في دمشق لحضور دورة حول العقيدة الشيعية، وبعد نهاية الدورة أعطي لكل الناجحين 100 ألف ليرة سورية وسلة غذاء.

وقال الدبلوماسي السوري السابق "بسام بربندي"، إن الإيرانيين وجدوا سهولة في التلاعب بالسوريين الذين تأثروا بشدة من الحرب، وبالتالي توسعوا في المناطق التي سيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" سابقا.

وعلق الباحث "نوار شعبان" من مركز عمران للدراسات الإستراتيجية، قائلا: "نسجوا (الإيرانيون) شبكة عنكبوت في سوريا ولديهم ناسهم في كل مكان، في الجيش والحكومة وحتى بين التجار السنة والمسيحيين".

ولا توجد إحصائيات حول عدد السوريين الذين غيروا طائفتهم للتشيع، لكن التأثير العسكري والاقتصادي والميليشياوي في سوريا يخلق الظروف لظهور توترات طائفية في سوريا والمنطقة.

المصدر | الخليج الجديد + فورين بوليسي

  كلمات مفتاحية

إيران سوريا الشيعة نظام الأسد السنة تشيع

جهات إيرانية في سوريا تنشر التشيع بمكاتب "زواج متعة"

ناقلة نفط إيرانية محملة بمليون برميل في طريقها لميناء طرطوس السوري