استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هل يفعلها صالح؟

الجمعة 3 أبريل 2015 04:04 ص

الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أحد أكثر الرؤساء العرب ذكاء ودهاء حسب كاتب صحافي يمني، قبل أن يستطرد ليقول: لكنه للأسف لم يوظف ذكاءه لخدمة بلده. 

عمل صالح خلال فترة حكمه على مراكمة أساليب معينة أدار بموجبها لعبة الحكم في البلاد التي شبه إدارة الحكم فيها بـ»الرقص على رؤوس الثعابين».

من أهم تكتيكات الرئيس السابق في هذه الشأن ضرب خصومه ببعضهم. ولذلك عمل فترة طويلة على ضرب معارضيه بتفتيت أحزابهم السياسية، وضرب الأجنحة المختلفة ببعضها قبلياً وسياسياً وحزبياً واقتصادياً. 

ومن تكتيكاته كذلك قدرته الفائقة على إعادة موضعة نفسه في المشهد السياسي، والقدرة على تبديل تحالفاته حتى مع الخصوم الذين جرت بينه وبينهم الدماء.

وفي جولة الحرب الحالية التي تدور رحاها في اليمن، وقبل هذه الجولة، تحالف الرئيس السابق مع خصومه السابقين من المتمردين الحوثيين الذين شنوا على الدولة اليمنية ست حروب متوالية في عهده. 

ومع أن التحالف قائم ووثيق بين صالح والحوثيين، إلا أن صالح يقوم بعدة تكتيكات لإنكار هذا التحالف. ومن أساليبه في ذلك القيام بتسريبات حول خلافات حادة مع الحوثيين، وفتح خط النار الإعلامي عليهم لفترة وجيزة في وسائل إعلامه التي سرعان ما تعود لتفتح أبوابها لهم، ثم الإيعاز للحوثيين بمهاجمته في وسائل إعلامهم للإيهام بأن الخـــلاف على أشده بين الطرفين. 

وقد حاول صالح مؤخراً عن طريق مبادرة تقدم بها لحل الصراع الدائر حالياً في بلاده، حاول دق إسفين بين دولتين محوريتين في التحالف لعربي الذي يشن ضربات جوية على مواقع تابعة للحوثيين والقوات التي توالي الرئيس اليمني السابق. ومما جاء في المبادرة الدعوة إلى العودة إلى طاولة الحوار، على أن يكون الحوار في دولة الإمارات العربية المتحدة، أو في أحد مقرات الأمم المتحدة في أي دولة أخرى. ولا يخفى هدف صالح من تسمية الإمارات مقراً للحوار، بعد أن دعت السعودية الأطراف اليمنية من قبل إلى الحضور للرياض للحوار، كما لا يخفى هدفه المتمثل بالتلميح إلى وجود علاقة خاصة تربطه بالإمارات، ذلك التلميح الذي يمكن أن يحرج الإمارات، ويثير شكوك السعودية.

لكن صالح ربما خانه ذكاؤه هذه المرة، لأنه تصرف مع دول التحالف العربي على أنها مجموعة من أحزاب المعارضة السياسية في بلاده، يمكنه أن يمزق نسيجها الحزبي، ليمرر من خلال النسيج الممزق أهدافه التي لا يعلن عنها، غير مدرك لتغيرات الخريطة، الجيوسياسية والعسكرية من حوله. يقال أن «مقاتل الرجال في أطماعها»، وهذا ربما ينطبق على الرئيس السابق الذي لم يفارقه حنينه للسلطة والعودة إليها بشكل أو بآخر، وهذا في تصوري ما جعل صالح يقع في الكثير من الأخطاء، لعل أبرزها تحالفه مع الحوثيين الذين يعرف صالح تماماً حقيقة أهدافهم، وولائهم للهلال الإيراني في المنطقة.

وهو الأمر الذي مكن خصومه السياسيين من تأليب الرأي العام ضده داخلياً وعربياً ودولياً، والذي انتهى بوضع اسمه ضمن لائحة العقوبات الدولية بالمنع من السفر، وتجميد الأرصدة والأصول، والأهم من ذلك كله أن الأمر انتهى بصالح إلى أن تضرب إمكانات الجيش الذي بناه خلال 33 سنة من حكمه لأنه بنى الجيش، ليكون حامياً للسلطة السياسية لا للبلاد.

لا يوجد يمني يريد للوضع أن يكون على ما هو عليه اليوم، ولا أحد يريد أن تحلق الطائرات العربية في الأجواء اليمنية، ناهيك عما تخبئه الأيام لهذا البلد، لكن الرئيس السابق والحوثيين، مارسوا كل أنواع التعسف والتنكيل، والرفض لكل الحلول السياسية الممكنة، وأرادوا حوار إملاءات يفرضون فيه إرادتهم على غيرهم، وينفذون به إلى تحقيق أهدافهم على حساب غيرهم، دون إدراك لحساسية التوازنات الإقليمية والدولية، والطبيعة الديموغرافية الداخلية، مما أدى إلى تفجر «عاصفة الحزم» في أجواء البلاد.

لم يفت الأوان بعد، بإمكان صالح تقديم مبادرة جديدة جادة، لا يهدف من ورائها إلى اللعب على المتناقضات التي يحاول البحث عنها في صفوف دول التحالف، بإمكانه أن ينأي بالجيش الذي لا نريد لقدراته أن تدمر في حرب غير متكافئة، ينأي به عن الحوثيين. يعلم الجميع أن صالح هو القائد الأعلى الفعلي للقوات المسلحة والأمن، وبما أن كلمته مسموعة، فإن أعظم خدمة يمكن أن يقدمها للوطن ستكون بإبعاد الجيش عن أن يخوض الحرب نيابة عن الحوثيين، الذين فاخروا يوماً بقتل الآلاف من ضباطه وجنوده. لو قام الرئسس السابق بهذه الخطوة، فإنه سيجنب الجيش والبلاد المزيد من الدمار الذي يمكن أن يؤدي فيما بعد إلى استنساخ النموذج الليبي بعد تدمير الجيش في ليبيا، أو النموذج العراقي بعد حل الجيش العراقي على يد الأمريكيين.

أما إذا أخذ صالح زمام المبادرة، وأعلن انضمام الجيش اليمني للتحالف العربي ضد الحوثيين فإنه سيوفر المزيد من الجهد والوقت والإماكانات، وسيعيد له الكثير مما خسر. قد يبدو ذلك المقترح باعثاً على السخرية، وقد يقول قائل إن الجيش لا يمكن أن يقاتل مع من ضرب قدراته، ومن يقول ذلك، إنما يسعى لمزيد من الدمار الذي يحل بالمؤسسة العسكرية، والذي ربما خطط له الحوثيون انتقاماً من الجيش بسبب جولات الحروب السابقة. 

القرار صعب، صحيح، لكن صالح قد يفعلها، من يدري؟

 

* د. محمد جميح كاتب يمني

 

  كلمات مفتاحية

اليمن علي صالح الحوثيين عاصفة الحزم

«على عبدالله صالح»: الرجل العجوز الذي لن يذهب بعيدا

المخلوع «صالح»: السعودية تصفي حساباتها مع إيران .. وننتظر دور «السيسي» لوقف «العدوان»

الدولة العميقة في اليمن: رجالات «صالح» .. التحدي الأكبر للشرعية