رويترز: الرئيس السوري يواجه انتكاسات مع اشتداد الحرب الإقليمية

الجمعة 3 أبريل 2015 07:04 ص

مني الرئيس السوري «بشار الأسد» بعدة انتكاسات في اسبوع واحد مما بعث رسائل تذكير جديدة بالضغوط التي يواجهها الجيش السوري وحلفاؤه في الصراع المستمر منذ أربع سنوات في البلاد.

ففي الجنوب الغربي على الحدود مع الأردن تشير سيطرة المعارضة على معبر نصيب إلى تصميم جديد بين مؤيديهم العرب الذين يريدون أن يروا رحيل «الأسد» ووقف توسع النفوذ الإيراني في أنحاء الشرق الأوسط.

وفي الشمال الغربي قرب الحدود مع تركيا أثار استيلاء جماعات إسلامية من بينها جناح تنظيم القاعدة في سوريا على مدينة بالكامل مزاعم في دمشق بأن أنقرة عززت دعمها لمقاتلي المعارضة.

وفي نفس الوقت، بدأ تنظيم «الدولة الاسلامية» - وهو أقوى جماعات المعارضة المسلحة في سوريا - يهدد أجزاء من الدولة السورية التي ما زال يديرها «الأسد» فزحف غربا من معاقله في الشمال والشرق. وهذا الأسبوع ذبح التنظيم 45 شخصا في قرية في منطقة تسيطر عليها الحكومة بالقرب من مدينة حماه.

كما يقاتل تنظيم «الدولة الاسلامية» مسلحين منافسين من أجل السيطرة على مخيم للاجئين الفلسطينيين على مشارف دمشق يعطيه موطيء قدم على بعد بضعة كيلومترات من مركز سلطة «الأسد».

وبدا «الأسد» هانئا وواثقا في الأراضي التي يحكمها والتي تمتد شمالا من دمشق عبر حمص وحماه إلى الساحل وهي منطقة ما زالت تعيش فيها غالبية السكان.

ولم يظهر «الأسد» الذي يلقى دعما من إيران وروسيا أي اشارة على الإذعان لنداءات دول غربية وعربية له بالتنحي. وبدت دمشق راضية عن المعركة التي تقودها الولايات المتحدة ضد «الدولة الإسلامية» وهي عدو مشترك ولديها ثقة في أن واشنطن ستضطر في نهاية الأمر إلى تغيير موقفها والتواصل مع «الأسد».

لكن الولايات المتحدة تمسكت بموقفها القديم بأن «الأسد» يجب أن يذهب. وقال وزير الخارجية الامريكي «جون كيري» الشهر الماضي إن الضغوط العسكرية ربما تكون ضرورية «بالنظر لتردد الرئيس الاسد في التفاوض بجدية».

وما زالت القوات الجوية السورية تسيطر على سماء سوريا وهو ما يعطي للجيش تفوقا مهما. حتى وهي تخسر أراضي في بعض المناطق تحدثت الدولة عن تحقيق مكاسب هذا الاسبوع ضد المسلحين في منطقة لها أهمية حيوية قرب الحدود اللبنانية.

لكن في مناطق أبعد مثل مدينة إدلب في شمال غرب البلاد التي سقطت في أيدي المعارضة المسلحة يوم السبت ومعبر نصيب على الحدود الأردنية في محافظة درعا الذي سقط في أيدي معارضين يوم الأربعاء فإنه يبدو من الصعب بالنسبة لدمشق أن تمسك بزمام الامور.

وقال «نواه بونسي» كبير المحللين بالمجموعة الدولية للأزمات «إنه مؤشر على قيود القوى البشرية التي ستستمر وتصبح مشكلة متفاقمة دوما للنظام في المستقبل».

وقال «الأمر لا يهدد السيطرة على مناطقه الأساسية من دمشق إلى حمص وحتى الساحل. لكن خارج هذه المناطق الأساسية فالنظام غير قادر ببساطة على تعويض القوى البشرية التي يخسرها».

ويواصل الجيش الاعلان عن عمليات في كل من محافظتي إدلب ودرعا. وقالت الوكالة العربية السورية للانباء إن الجيش قتل مسلحين في المحافظتين يوم الاربعاء.

الأردن يريد إبقاء إيران خارج الفناء الخلفي

وينظر إلى المعارضين في جنوب سوريا وبعضهم تلقى كميات صغيرة من المساعدات العسكرية التي نقلت عن طريق الأردن على أنهم أحد المخاطر الكبيرة الباقية «الأسد».

واستيلاء المعارضة على معبر نصيب يشير إلى تغير محتمل في موقف الأردن من الحرب. والأردن حليف للولايات المتحدة والدول الخليجية التي تريد رحيل «الأسد». لكنه انتهج مسارا حذرا أثناء الحرب خوفا من رد فعل عسكري من جانب دمشق.

وقبل هجوم المعارضة يوم الأربعاء كان الأردن يستخدم نفوذه على مسلحي الجنوب لمنعهم من الاستيلاء على المعبر. لكن مسؤولا أردنيا قال إن هذه الحسابات تغيرت مع اعتماد «الأسد» أكثر على إيران وحزب الله اللبناني الشيعي ولعب كلاهما دورا رئيسيا في هجوم نفذته دمشق في فبراير/شباط لاستعادة الجنوب.

وقال المسؤول «لا يمكننا ان نسمح لايران أن تأتي الى فنائنا الخلفي. لقد طرحوا العديد من الافكار في الاونة الاخيرة حيث تولى سليماني المسؤولية وجعل الجميع يشعرون بأننا سنبدأ في رؤية صعود امبراطورية إيرانية».

وكان يشير إلى الميجر جنرال «قاسم سليماني» وهو قائد عسكري إيراني يدير عمليات في العراق لاستعادة مدينة تكريت من «الدولة الإسلامية» وينظر إليه المنافسون العرب لطهران على أنه رمز لدورها المتنامي.

ويقول مقاتلو المعارضة إن إيران تقود الهجوم لاستعادة الجنوب - وهو رأي عبر عنه دبلوماسي غربي كبير يتابع سوريا. وتشمل مصالح إيران إقامة موطيء قدم على الحدود مع (إسرائيل).

لكن الهجوم تباطأ بعد بعض المكاسب الأولية المحدودة. ويقول المعارضون إن مؤيديهم الأجانب ردوا بارسال دعم عسكري إضافي وإن كان غير كاف.

وفي الأسبوع الماضي استولى المعارضون على بلدة بصرى الشام التاريخية التي وصفوها بأنها حامية للمقاتلين المؤيدين للحكومة بمن فيهم حزب الله.

وقال زعيم معارض في جنوب سوريا إنه بالاستيلاء على معبر نصيب يقطع المعارضون خطوط إمداد الجيش إلى مدينة درعا فيما يشير إلى إنها قد تكون الهدف التالي.

وقال «صابر صفر» وهو عقيد انشق على الجيش لرويترز إن تحرير معبر نصيب جزء من استراتيجية لتحرير درعا بالكامل وخطوة اساسية سبقها تحرير بصرى الشام منذ ايام فقط.

خسارة الشمال الغربي

وبينما يمثل الجنوب آخر موطيء قدم مهم للمعارضة الرئيسية غير المتشددة اجتاح إسلاميون مثل من استولوا على مدينة إدلب يوم السبت الشمال.

وتقول الحكومة السورية إن كلا من إدلب وبصرى الشام تعرضتا لهجوم شرس من جانب «جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وإدلب هي ثاني عاصمة محافظة تخرج عن سيطرة الدولة منذ بداية الحرب. وكانت الأولى الرقة التي تحولت إلى عاصمة فعلية لتنظيم «الدولة الإسلامية» الذي أعلن دولة خلافة.

وتضم الجماعات الإسلامية التي شاركت في الهجوم جماعة «أحرار الشام» و«جبهة النصرة».

وفي وقت سابق هذا الأسبوع اتهم مصدر بالجيش السوري تركيا المعادية للأسد بمساعدة الاثنتين وتزويدهما بامدادات شملت معدات اتصالات متقدمة.

وإدلب ليست منطقة لها أهمية استراتيجية لدمشق لكن خسارتها تعد ضربة رمزية. وقال دبلوماسي غربي ثان إن الجيش سارع بسحب قواته في مناطق يتعرض فيها لضغط من أجل تقليل الخسائر.

وقال مسؤول بالمخابرات الأمريكية إن القوات التي سيطرت على إدلب ضمت معتدلين.

وقال المسؤول «رغم إن المعتدلين واجهوا بعض الانتكاسات في الشمال فان وضعهم مستقر. إنهم في خضم القتال وانضموا إلى جماعات معارضة أخرى للاستيلاء على إدلب من النظام».

 

  كلمات مفتاحية

سوريا بشار السد معبر نصيب الأردن إيران جبهة النصرة إدلب بصرى الشام

مدير تربية إدلب المحررة: القيادات العسكرية سوف تسلمنا المقرات الحكومية

فصائل إسلامية مسلحة تسيطر على مدينة بصرى الشام الأثرية بالكامل

«الأسد» يرد على مساعي الحوار الغربية باستهداف بلدتين في إدلب بالغازات السامة

«جبهة النصرة» تتقدم نحو مطار «أبو الظهور» العسكري بإدلب على حساب قوات «الأسد»

النظام السوري يعتقل 600 من العوائل النازحة بداريا .. ويفقد 5 جنود بمعارك مع المعارضة

سيطرة الثوار في سوريا على «جسر الشغور» تفتح الطريق إلى معقل «نظام الأسد»

السفير الأمريكي السابق في دمشق: هل بدأ نظام «الأسد» خطواته نحو النهاية؟

هل نشهد الأيام الأخيرة لـ«بشار الأسد»؟