قضت أسرة سورية مكونة من خمسة أفراد جراء قصف بالغازات السامة استهدف بلدتين في ريف إدلب.
وكان القصف الذي طال سرمين وقميناس قد أدى أيضا إلى إصابة مدنيين بحالات اختناق تنوعت بين الإغماء الكامل والخفيف بحسب ناشطين.
وقال الناشطون إن سيارات الإسعاف هرعت إلى نقل المصابين إلى المشافي الميدانية في المنطقة، مشيرين إلى نقص شديد في الكمامات وأنابيب الأوكسجين في هذه المستشفيات.
واتهم معارضون في مدينة سرمين وبلدة قميناس بريف إدلب شمال سوريا، النظام السوري باستهداف البلدتين مساء الإثنين، بقنابل تحتوي غازا الكلور السام، مؤكدين وقوع عشرات حالات الاختناق جراءها.
وأفاد «أنس الخبير» مدير «وكالة إدلب برس» في حديثه لمراسل «الأناضول»، أن الطيران المروحي التابع للنظام السوري ألقى قنبلتين تحويان مواد سامة بين مدينة سرمين وقرية قميناس، ما أدى إلى إصابة العشرات من المنطقتين بإصابات تنوعت بين الإغماء الكامل، والاختناق الخفيف.
وأضاف الخبير أنه تم نقل كافة المصابين بسيارات خاصة وسيارات الإسعاف إلى المشافي الميدانية في سراقب وسرمين وبنش، لافتا إلى أن المنطقة تشهد حالة هلع شديد بسبب كثرة المصابين واستمرار تحليق الطيران المروحي في سماء المنطقة.
وعلى صعيد التطورات الأخرى جرت اشتباكات أمس الإثنين بين كتائب الثوار وقوات «الأسد» المدعومة بعناصر «حزب الله» اللبنانية في جرد نحلة المحاذي لجرود القلمون في ريف دمشق، ما أوقع جرحى من الطرفين، تزامن ذلك مع شن الطيران الحربي عدة غارات على مواقع الثوار في المنطقة.
وكان الثوار استهدفوا أول أمس الأحد بقذائف صاروخية تجمعات لقوات «الأسد» ومسلحي «حزب الله» في جرد بلدة فليطة بالقلمون، ما أدى إلى مقتل 5 عناصر من الأخيرة.
في ذات السياق، قصف الطيران الحربي مدينة دوما في الغوطة الشرقية بالصواريخ، ما أدى إلى استشهاد طفلة وإصابة عدد من المدنيين بجروح.
وفي الغوطة الشرقية أيضا، خرج أهالي بلدة سقبا بمظاهرة جددوا فيها مطالبهم بإسقاط نظام «الأسد»، كما ذكروا بتضحيات الشهداء والجرحى والمعتقلين، وذلك بمناسبة دخول الثورة السورية عامها الخامس.
أما في الغوطة الغربية، فقد دارت اشتباكات بين الثوار وقوات «الأسد» في الجهة الشرقية لمدينة معضمية الشام وسط قصف بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، في حين ألقى الطيران المروحي 8 براميل متفجرة على مدينة داريا.
من جهة أخرى، دخلت سيارات محملة بمادة الخبز إلى بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم بالريف الجنوبي، وذلك لتوزيعها على الأهالي بشكل مجاني.
وكان وجهاء من بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم عقدوا هدنة في وقت سابق مع نظام «الأسد» الذي يماطل في تنفيذ بنودها، حيث أنه إلى الآن لم يفرج عن جميع المعتقلين من أبناء البلدات المذكورة، كما أن قوات «الأسد» ترفض فتح الطريق المؤدي إلى العاصمة بشكل دائم على الرغم من خروج عناصر «جبهة النصرة» من هذه البلدات.
نظام «الأسد» يستخدم الغازات السامة 71 مرة منذ صدور القرار الأممي 2118
من جهتها وثقت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» في نهاية فبراير/شباط الماضي 71 هجمة بالغازات السامة نفذتها قوات نظام «الأسد» على مناطق سيطرة قوات المعارضة السورية، منذ صدور القرار الأممي رقم 2118 الصادر في سبتمبر/ أيلول 2013 والمتعلق بتفكيك ترسانة نظام الأسد الكيميائية.
وقالت الشبكة في تقرير لها صدر اليوم، إن عدد المناطق التي قصفها النظام بالغازات السامة يصل إلى 26، فيما بلغ الكلي للهجمات، منذ 27 سبتمبر/أيلول 2013، ولغاية 26 فبراير/شباط الجاري، ما لا يقل عن 71 هجمة.
وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل نحو 52 شخصا، من بينهم 16 مدنيا بينهم 4 أطفال و4 سيدات، و29 مقاتلا معارضا، بالإضافة إلى مقتل 7 من أسرى قوات النظام، قتلوا خلال قصف النظام لإحدى مقرات قوات المعارضة، ويضاف إلى هؤلاء إصابة ما لا يقل عن 1225 شخصا في المناطق التي طالها القصف بالغازات.
وجاءت محافظة ريف دمشق في مقدمة المحافظات السورية من حيث حجم الاستهداف، وأشارت الشبكة إلى أن 8 مناطق ريف دمشق تعرضت للهجوم بنحو 26 مرة، ومن بين تلك المناطق الدخانية التي طالها القصف لوحدها 9 مرات خلال أسبوعين، فيما استهدفت قوات النظام حي جوبر في دمشق بالغازات 16 مرة.
وفي السياق ذاته، تعرضت محافظة حماه لـ 15 هجوما بالغازات، تليها إدلب ودرعا وحلب. ولفتت الشبكة الحقوقية إلى أنه في إطار التوثيق المستمر من قبل «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، لانتهاكات النظام لقرار مجلس الأمن رقم 2118، ولاتفاقية نزع الأسلحة الكيميائية في سوريا، أصدرت عدة تقارير تناولت فيها خروقات النظام، ليصدر التقرير الحالي كتحديث دوري للدراسات السابقة.
وكان نظام «الأسد» قد انضم إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية في سبتمبر/أيلول 2013، وذلك تجنبا لتدخل أميركي في سوريا جراء ارتكاب قوات النظام لمجزرة في الغوطة الشرقية، حيث استخدمت أسلحة كيميائية في أغسطس/آب من العام نفسه ضد المدنيين ما أدى إلى استشهاد 1500 شخص وإصابة آلاف آخرين بحسب إحصاءات للمعارضة.
ويشار إلى أن دولا غربية ومنظمات حقوق الإنسان العالمية تتهم نظام «الأسد» بارتكاب أبشع الجرائم في حق معارضيه، عبر استخدام شتى أنواع الأسلحة الثقيلة بما فيها البراميل المتفجرة والغازات السامة، بينما يواصل النظام خرقه لكافة القوانين الأممية الداعية إلى الكف عن استهداف المدنيين ووقف الحصار المفروض عليهم.