جددت بريطانيا التأكيد على أن الرئيس السوري «بشار الأسد» ليس له مكان في مستقبل سوريا، وذلك بعد إقرار الولايات المتحدة بأن التفاوض مع الرئيس السوري يبدو أمرا لا مفر منه لإنهاء الحرب الأهلية السورية التي دخلت عامها الخامس.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية إن «الأسد» ليس له مكان في مستقبل سوريا، وذلك ردا على ما كان أعلنه وزير الخارجية الأميركي «جون كيري» أمس الأحد بأنه في النهاية سيكون على الولايات المتحدة أن تتفاوض مع الرئيس السوري لإيجاد حل للنزاع في سوريا.
وأضافت المتحدثة «كما أعلن وزير الخارجية (البريطاني فيليب هاموند) الأسبوع الماضي فإننا مستمرون في ممارسة الضغوط على هذا النظام عبر العقوبات إلى أن يضع حدا لأعمال العنف ويدخل في مفاوضات جدية مع المعارضة المعتدلة».
من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» في مقابلة مع قناة «سي.بي.اس نيوز»، إن بلاده ستضطر للتفاوض مع الرئيس السوري «بشار الأسد» بشأن انتقال سياسي في سوريا، مضيفا أن واشنطن تبحث سبل الضغط على «الأسد» لقبول المحادثات.
وتصر الولايات المتحدة منذ وقت طويل على ضرورة رحيل «الأسد» عن السلطة عبر عملية انتقال سياسي من خلال التفاوض، لكن ظهور عدو مشترك هو تنظيم «الدولة الإسلامية» خفف فيما يبدو من موقف الغرب من الرئيس السوري.
وأضاف «كيري» في مقابلة، سجلت خلال تواجده في شرم الشيخ في مصر، إن الحرب السورية «هي واحدة من أسوأ المآسي التي يشهدها أي أحد منا على وجه الأرض»، مشددا على أنه بالرغم من التحدي الذي يواجهه التحالف الدولي بقيادة أمريكية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا، فإن واشنطن لا تزال تركز على إنهاء الحرب السورية.
وتابع «إننا نعزز من جهودنا بطريقة فعالة جدا، ونعمل مع المعارضة المعتدلة، ونقوم بما هو أكثر من ذلك بكثير أيضا»، مضيفا «نحن نتابع أيضا مسارا دبلوماسيا، وقد أجرينا محادثات مع عدد من اللاعبين الأساسيين في هذه المأساة».
وحرص مسؤولون في وزارة الخارجية البريطانية على التذكير بأن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية «ماري هارف» نفت أن يكون تصريح «كيري» يمثل تغيرا في السياسة الأميركية المتعلقة بسوريا.
وكانت «هارف» قالت في تغريدة على موقع تويتر إن «كيري» جدد التأكيد على سياسة راسخة «أننا بحاجة إلى عملية تفاوضية مع وجود النظام على الطاولة، ولم يقل أننا سنتفاوض مباشرة مع الأسد».
وساعدت روسيا، حليفة «الأسد»، في إطلاق مؤتمر جنيف 2 في العام 2013، والهادف وقتها إلى الاتفاق على مرحلة انتقالية سياسية بالاعتماد على مخرجات جنيف 1.
والتقى «كيري» في بداية مارس/آذار وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» في جنيف لبحث سبل جمع الأطراف المعنية مرة أخرى حول طاولة الحوار.
وفي هذا الصدد قال «كيري»: «نعمل بقوة كبيرة مع أطراف أخرى معنية لنرى ما إذا كنا نستطيع إحياء حل دبلوماسي، مشيرا إلى أن هذه القضية تشغل الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» ويركز عليها بهدف تحديد ما تستطيع الولايات المتحدة أن نقوم به لتحريك الوضع.
وقد أوضح تقرير صادر عن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن أكثر من 215 ألف شخص، ثلثهم من المدنيين قد سقطوا ضحايا منذ اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار 2011، واتهمت منظمات لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بالفشل في إيجاد حل للازمة.