كشفت تقارير بريطانية أن هيئة "أوفكوم" المعنية بتنظيم عمل وسائل الإعلام في بريطانيا، تجري تحقيقا؛ بشأن مقابلة تليفزيونية بثتها قناة إيرانية مرتبطة بالسعودية، ومقرها لندن، امتدح ضيوفها، هجوم الأحواز الذي استهدف عرضا عسكريا في إيران الشهر الماضي.

وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير لها إن قناة "إيران إنترناشونال تي في" خصصت جزءا من بثها الفضائي لـ"يعقوب التستري"، وهو متحدث باسم جماعة انفصالية، أشاد خلال ظهوره بالهجوم الإرهابي الذي وقع الشهر الماضي؛ وأودي بحياة 24 شخصا، بينهم طفلان.

وأضافت "الغارديان" أن مؤسسة "أوفكوم" أكدت أنها تحقق في المقابلة،  ونقلت عن متحدث باسم الهيئة البريطانية قوله: "نقوم بتقييم البرنامج الإخباري بصفته أولوية بناء على قواعد البث التي نعمل بها"، لكنها لم تفتح تحقيقا رسميا.

ولفتت الصحيفة إلي أن  سفير إيران في الأمم المتحدة "حامد بقي الدين" قام بكتابة تغريدة قال فيها إن السفارة قدمت شكوى.

وأثنى "التستري" الذي أعلن عن مسؤولية حركة المقاومة في الأحواز عن هجوم العرض العسكري، على الهجوم الذي شجبه مجلس الأمن الدولي، الذي اعتبره "عملا إرهابيا شنيعا وجبانا".

وأشار "التستري" إلى أن الهجوم استهدف أهدافا عسكرية "مشروعة" قائلا: "عملية اليوم نفذتها حركة المقاومة الأحوازية ضد أهداف مشروعة، وهي الحرس الثوري وعناصر عسكرية في الجمهورية الإسلامية".

وأشارت الصحيفة إلى أن التحقيق يسلط الضوء على التأثير المتنامي للمحطات التليفزيونية المرتبطة بالسعودية والتي تبث من العاصمة البريطانية لندن، حيث أصبحت تلك القنوات على نحو متزايد، ساحات لحرب بالوكالة في الشرق الأوسط.

وتنقل الصحيفة عن "أوفكوم"، قولها إن واحدا من مديري الشركة هو "عادل عبدالكريم"، وهو مواطن سعودي له تاريخ في العمل مع مؤسسات إعلامية سعودية، بالإضافة إلى أشخاص مثل مدير قناة "العربية" السابق ومدير تحرير صحيفة الشرق الأوسط السعودية سابقا "عبدالرحمن الراشد".

وبينت  الصحيفة أن "إيران إنترناشونال" تعد واحدة من بين عدة محطات تلفزيونية تدعمها مصالح شرق أوسطية، تحاول التأثير على المشاهدين الذين يعيشون على بعد آلاف الأميال.

ويكشف التقرير عن أن شبكة "إيران إنترناشونال" تدفع رواتب مجزية للعاملين فيها، حيث دفع لأحد الموظفين ضعف الذي دفعته شبكات منافسة، ويعمل طاقمها المكون من 100 شخص من استديوهات جديدة.

وأورد التقرير نقلا عن مصدر عمل مع ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، قوله إن ميزانية القناة تأتي مباشرة من الديوان الملكي، وتصل إلى 250 مليون دولار.

وأطلقت "إيران إنترناشونال" في مايو/أيار 2017 قبل الانتخابات الرئاسية في إيران.