تساءل موقع "دويتشه فيله" الألماني عن إمكانية تحول قضية اختفاء الكاتب والإعلامي السعودي "جمال خاشقجي" إلى "طلقة جديدة في صدر العلاقات السعودية التركية".
وقال الموقع، في تقرير له حول الواقعة، إن ما حدث سيسبب مزيدا من التدهور لعلاقات متوترة بالفعل بين أنقرة والرياض.
وألقى التقرير الضوء على بدايات ما حدث، وكيف أن الكثيرين اعتبروا أنه من الغريب أن يتعرض "خاشقجي" لهذا المصير، خاصة أنه لم يفجر في الخصومة مع النظام السعودي، وأنه كان معارضا شريفا، بينما عده مقربون من النظام الملكي في السعودية خائنا لوطنه الذي تربى فيه.
ونقل "دويتشه فيله" عن خبير الشرق الأوسط في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، "غيدو شتاينبرغ"، قوله: "لقد فاجأتنا السلطات السعودية مرارا وتكرارا في الأشهر الأخيرة، بجهودهم الرامية إلى إسكات الانتقادات المعتدلة في الخارج وفي المملكة".
وأضاف: "اختطاف مواطن سعودي في قنصلية سيكون مفاجأة أخرى بالطبع، لكن لم يكن من المتوقع أن يكون هذا الشخص هو خاشقجي.. ما أجد صعوبة في فهمه هو لماذا دخل القنصلية السعودية في المقام الأول!".
ويرى "شتاينبرغ" أن "العلاقات بين أنقرة والرياض توترت منذ فترة"، مشيرا إلى أن "الحكومة السعودية على الأرجح لا تهتم كثيرا بالعواقب المحتملة لخطر الاختطاف".
واعتبر "شتاينبرغ" أن الاختطاف المحتمل لسعودي في تركيا، قد ينعكس سلبا على الحكومة التركية وقدرتها على حماية المنفيين هناك بأيدي قوى أجنبية، ولهذا السبب، تأخذ السلطات التركية الأمر على محمل الجد.
ونقل الموقع الألماني باهتمام تغريدة للإعلامي السعودي "فيصل المرزوقي" حذر فيها من "تدهور العلاقات السعودية التركية بسبب ما حدث، بشكل قد يصل إلى طرد القنصل السعودي وبعض الدبلوماسيين".
كما أبرز دعوة منظمة "هيومان رايتس ووتش" السلطات التركية إلى تكثيف بحثها عن "خاشقجي"، ومطالبتها السعودية بتقديم أدلة على ادعائها أن "خاشقجي" غادر القنصلية وحده، وأن الموظفين السعوديين لم يحتجزوه.
