يوم الثلاثاء، ذهب أحد أشهر الصحفيين السعوديين لجلب استمارة من القنصلية السعودية في إسطنبول.
وغادر "جمال خاشقجي" -الذي كان من المقربين من البلاط الملكي، وتحول إلى منتقد بارز لحكام المملكة- السعودية العام الماضي، بعد مؤشرات أن القيادة السعودية تمضي قدما، بوتيرة متسارعة، تجاه عدم التسامح مع المعارضة.
انتظرت خطيبته 4 ساعات خارج القنصلية، لكنه لم يظهر مرة ثانية.
والآن تفيد صحيفة واشنطن بوست، وفقا لأشخاص على دراية بالتحقيق الذي أجرته تركيا حول اختفاء "خاشقجي"، أن فريقا مكونا من 15 فردا مدربين على نحو خاص، سافروا من المملكة العربية السعودية إلى تركيا لقتل "خاشقجي" داخل السفارة.
وفى الساعات التي تلت صدور تقارير غير مؤكدة عن وفاة "خاشقجي"، أثنى الأصدقاء والمعجبون على "خاشقجي"، وأعربوا عن آمالهم بعدم ثبوت صحة هذه التقارير.
وفى الولايات المتحدة الأمريكية، كانت هناك دعوات لإجراء تحقيق شامل حول القضية.
وبين السعوديين على وسائل التواصل الاجتماعي، كان هناك عدم تصديق، وشكوك بأن هذا كله جزء من مؤامرة من قبل قطر ، خصم المملكة.
وعلى "تويتر" كتبت خطيبة "خاشقجي": "جمال لم يقتل، ولا أصدق أنه قتل"، وفقا لـ"بي بي سي".
وطالبت منظمات حرية الإعلام، وجماعات حقوق الإنسان بتوفير معلومات عن مكان وجوده.
وأثنى أحد أصدقاء "خاشقجي" الذي عرفه لمدة 16 عاما، عندما كتب لـ"الجزيرة" قائلا، إن "خاشقجي، رجل طيب، وصحفي جيد ، فهو صوت الانتقادات العاقلة والتعليقات الحكيمة.. إنه صوت يجب على ولي العهد السعودي أن يصغي إليه".
جماعات حرية الصحافة حثت السعودية على الكشف عن مكان اختفاء "خاشقجي"، وسط مزاعم تفيد أنه تم قتله.
وكتبت مديرة قسم الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش"، "سارة ليا ويتسن"، أن الاختفاء يعد بمثابة تحذير خطير للسعوديين من قبل حكامهم.
كما تحدث العديد من السياسيين الأمريكيين ، من بينهم ، السيناتور كريس كونز، وعضو مجلس النواب تيد دويتش ، والسيناتور "تيم كين" الذي قال إنه على اتصال مع وزارة الخارجية بشأن القضية.
ودعت السيناتور "ديان فاينشتاين" إلى إجراء تحقيق فيما أسمته انتهاكا جسيما لحقوق الإنسان، وقالت وزارة الخارجية إنها تحقق في القضية.
وقال السيناتور "بوب كوركر" ، الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إنه التقي شخصيا بالسفير السعودي في واشنطن ليطلب منه معرفة مكان "خاشقجي"، كما طلب من القنصلية السعودية في إسطنبول تسليم الفيديوهات المسجلة من كاميرات المراقبة بحسب موقع "بوليتكو".
وعبر العديد من الصحفيين البارزين عن شعورهم بالذعر .