استنكر الكاتب السعودي البارز، "جمال خاشقجي"، تسلل "ثقافة العنصرية" إلى المثقفين والطلبة بالمملكة إلى حد وصفهم مواطنين من بني جلدتهم بأنهم "غير أصليين"، في إشارة إلى كون أصولهم غير سعودية.
جاء ذلك تعليقا على تغريدة للكاتب السعودي "عبدالرحمن الزهيان" انتقد فيها قيام عدد من أصحاب المحلات بغلقها للضغط على الدولة باتجاه تغيير قرارها (قصر العمل بها على المواطنين السعوديين)، واصفا إياهم بـ"الحضارم المجنسين".
وأضاف "الزهيان" أن من أغلقوا محلاتهم أعطوا الدولة "مبررا قويا يمس الشعور الوطني"، مؤكدا أن من سماهم "السعوديين الأصليين" سيعملون في التجارة ويشلون حركتهم.
و"الحضارم" هم السكان المقيمون في منطقة حضرموت في اليمن وأحفادهم، والذين دخلوا في الإسلام في القرن السابع الهجري، ووفد الكثير منهم لاحقا إلى السعودية؛ حيث تم منحهم الجنسية لاحقا على يد مؤسس المملكة، الملك "عبد العزيز آل سعود".
ورد "خاشقجي" على ذلك بتغريدة جاء فيها: "تخصيص الحضارم ووصفهم بالمجنسين تدن لا يليق بكاتب في عرب نيوز"، في إشارة إلى "الزهيان".
وأضاف أن الوصف الذي تبناه "الزهيان" في تغريدته "نتيجة طبيعية لخطاب تشجعه دوائر رسمية عبر شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة".
ومؤخرا، تداول ناشطون، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو في عدد من محافظات السعودية تظهر إغلاق محلات بيع التجزئة بعد تطبيق قرار توطينها (سعودتها).
ومنذ مطلع العام الهجري الجديد، تم تطبيق نظام التوطين على بعض المهن في السعودية، وهي محلات بيع الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، ومحلات بيع وتصليح الساعات والنظارات.
وأدى تطبيق القرار، مع الجولات المكثفة التفتيشية لوزارة العمل، إلى إغلاق العديد من المحلات؛ بسبب عدم قدرة المالك السعودي على جلب أيد عاملة من المواطنين، رغم أن وزارة العمل استجابت للضغوطات وقررت تخفيض نسبة التوطين من 100% إلى 70%.
لكن هذا التنازل لم يحل أزمة نسبة كبيرة من المتاجر في السعودية، التي تعتمد على بائع واحد فقط يجب أن يكون سعوديا بموجب قرار التوطين.
وقال المتحدث الرسمي لوزارة العمل "خالد أبا الخيل" إن العقوبة المرصودة للمنشآت المخالفة هي غرامة بقيمة 20 ألف ريال (5 آلاف و334 دولارا)، وذلك في حال ثبت أن أحد المقيمين يعمل في الوظائف التي تم توطينها، وفقا لما نقلته صحيفة الوطن (محلية).
ومن المتوقع أن تشهد الشهور المقبلة تطبيق سعودة وظائف أخرى أعلنت وزارة العمل عنها سابقا، وهي وظائف: محلات السيارات والدراجات النارية، ومحلات الملابس الجاهزة وملابس الأطفال والمستلزمات الرجالية، ومحلات الأثاث المنزلي والمكتبي الجاهز، ومحلات الأواني المنزلية، ومحلات السجاد، ومواد البناء.
يذكر أن نسبة كبيرة من الوافدين في السعودية يعملون في وظائف متدنية الأجور ينفر منها المواطنون، مثل بعض وظائف قطاع الإنشاءات والعمل في المنازل.