هشام عشماوي.. كاتم أسرار مذبحة الواحات في قبضة حليف مصر

الاثنين 8 أكتوبر 2018 01:10 ص

ربما تحصل القاهرة على صيد ثمين، وكنز من الأسرار، حال تسلم ضابط الصاعقة السابق "هشام عشماوي"، الذي سقط، الإثنين، في قبضة قوات حليفها ورجلها الأول في ليبيا، "خليفة حفتر".

و"عشماوي" هو المتهم الأول بتدبير مذبحة الواحات، التي راح ضحيتها 58 ضابطا ومجندا مصريا، أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

يعزز أهمية هذا الصيد، القبض على زوجة وأبناء رفيقه "عمر رفاعي سرور"، شريكه في تأسيس تنظيم "المرابطون"، والملقب بالمفتي الشرعي لمجلس شورى مجاهدي درنة.

وربما يحمل "عشماوي" خزانة أسرار ومعلومات حساسة عن الضباط المنشقين عن الجيش المصري، وكيفية اندماجهم ضمن تنظيمات متشددة، وما إذا كانت هناك اختراقات حققتها تلك التنظيمات داخل صفوف الأمن المصري أم لا. 

تساؤلات عديدة، وملحة، وخطيرة، ستطرحها أجهزة سيادية على الرجل الذي سيعتبر القبض عليه وتسليمه هدية لا تقدر بثمن من "حفتر" للقاهرة.

رائد الصاعقة

ويكنى "هشام عشماوي"، (36 عاما)، باسم "أبوعمر المهاجر"، وهو من مواليد عام 1979، من سكان الحي العاشر بمدينة نصر، شرقي القاهرة، متزوج من دكتورة جامعية، وتدرج في الخدمة العسكرية إلى أن وصل إلى رتبة رائد بسلاح الصاعقة، وهي الرتبة التي خرج منها للمعاش عام 2012.

ليس معروفا على وجه الدقة أسباب فصله، مع النظر إلى أنه هو المتهم التاسع في قضية أنصار بيت المقدس (423/2013) حصر أمن دولة عليا، برفقة زميليه "عماد عبدالحميد" و"وليد بدر" وهما ضابطان أيضا بالجيش المصري تم فصلهما لأسباب مجهولة.

في سبتمبر/أيلول 2013، كان الظهور المدوي للضباط الثلاثة في أولى عمليات جماعة أنصار بيت المقدس، حيث شارك "هشام" و"عماد" بالتخطيط، بينما استهدف "وليد بدر" بسيارته المفخخة موكب وزير الداخلية الأسبق اللواء "محمد إبراهيم" عقب فض اعتصامي "رابعة والنهضة" بشهر واحد، وبثت الجماعة في إصدارها (غزوة الثأر لمسلمي مصر) فيديو للعملية ووصية لمنفذها.

في مارس/آذار 2014 تولى "هشام عشماوي" مسؤولية خلايا جماعة أنصار بيت المقدس، خارج سيناء، في محاولة لفتح جبهة جديدة بالصحراء الغربية ضد نظام الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، وبدأ الظهور الفعلي في تلك البؤرة باشتباك مطلع يونيو/حزيران 2014 بين مجموعة من الجماعة ودورية أمنية بالفرافرة، غربي البلاد قتُل خلاله 5 من عناصر الجيش المصري.

ويقول مراقبون إن "عشماوي" نجح في تأسيس معسكر بالواحات، غرب القاهرة، ودرب عددا من الخلايا، تمكنت من تطوير عملياتها وإبادة سرية تابعة لحرس الحدود في يوليو/تموز 2014، واعترف المتحدث العسكري للقوات المسلحة آنذاك بمقتل 22 من عناصر الجيش. 

أصيب "هشام" خلال الهجوم وغادر إلى ليبيا للعلاج مع بعض رفاقه تمهيدا للعودة مجددا إلى مصر، لكن التحول الجديد الذي طرأ على مسيرته، تمثل في رفضه مبايعة تنظيم "الدولة الإسلامية"، وتأسيس جماعة جديدة تحت اسم "المرابطين" عقب شهرين من إعلان تأسيس "ولاية سيناء"، تحمل ولاء لتنظيم "القاعدة".

 تحولات نوعية

حتى الآن، يتكتم الجيش المصري حول أسباب فصل "عشماوي"، وسر تحوله من ضابط ماهر في سلاح الصاعقة إلى قائد بارز لمجموعة مسلحة تنفذ عمليات ضد قوات الجيش والشرطة.

وسبق أن أدلت زوجته "نسرين على حسن" (مدرس مساعد بكلية البنات بجامعة عين شمس) بتصريحات تفيد بأنه تم فصله من الجيش عام 2012، في ما نقلت مصادر أخرى أن "عشماوي" لم يفصل من الجيش بل قدم استقالته بعد نقله تأديبا من الصاعقة إلى قوات الدفاع الشعبي.

وتقول صحف مصرية موالية للنظام، إن "عشماوي" قد تم استقطابه من قبل الجماعات المتطرفة بعد دخوله في حالة اكتئاب بعد وفاة والده، وقناعته أن عمله في سيناء كان الحائل بينه وبين والده المريض، ما تسبب في كرهه لعمله وانضمامه إلى خلية من "التكفيريين" مكونة من 4 ضباط منشقين عن الجيش.

رواية ثالثة تقول إنه قام بتوبيخ أحد زملائه بسبب خطأ في قراءة القرآن في الصلاة، وتم التحقيق معه عقب هذه الواقعة ونقله إلى العمل الإداري، حيث رصد في هذه الفترة اعتناقه للفكر الجهادي وقيامه بتوجيه زملائه بعدم طاعة قادة الجيش قبل أن يصدر قرار بفصله من الجيش نهائيا.

وتتضمن الاتهامات الموجهة له، إلى جانب محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق، وهجوم الفرافرة، ومجزرة الواحات، تفجير الكتيبة 101 بشمال سيناء في فبراير/شباط 2015، والتي خلفت 29 قتيلا من عناصر القوات المسلحة المصرية.

وفي يوليو/تموز 2015، تبنى التنظيم تفجير مقر القنصلية الإيطالية بمنطقة الإسعاف وسط القاهرة.

كما اتهم "عشماوي"، في حادث اغتيال النائب العام السابق المستشار "هشام بركات" يوليو/تموز 2015.

وأحيل "العشماوي"، الذي يتردد أنه حاول اليوم تفجير نفسه قبل القبض عليه، للمحكمة العسكرية غيابيًا، ومن ثم إلى المفتي الذي أقرَّ الحكم بإعدامه، في قضية "أنصار بيت المقدس 3"، وهي القضية التي سيعاد محاكمته على ذمتها بعد القبض عليه.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

هشام عشماوي الجيش المصري مذبحة الواحات خليفة حفتر تنظيم المرابطين القاعدة

مصر.. حكم أولي بإعدام ليبي أدين في "هجوم الواحات"