استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

في مصر السيسي: السلفيون بيادق السعودية

الأحد 13 يوليو 2014 08:07 ص

محمد بيلجرامي، دايلي صباح - ترجمة: الخليج الجديد

قائد الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أطاح بأول حكومة منتخبة ديمقراطيا في 3 يوليو من العام الماضي، مشغول الآن بخطة مشؤومة لتحقيق أهدافه الفرعونية، لجأ إلى أسوأ أنواع القمع ضد الأصوات الديمقراطية. صُممت أفعاله الاستبدادية لضمان استمراره كديكتاتور بلا منازع مثل الآخرين في المنطقة تحت مظلة مهزلة انتخابية. وفي الوقت نفسه، لا يزال العالم يشاهد الجرائم الهمجية للمجلس العسكري ضد المعارضين لحكم السيسي دون أن يحرك ساكنًا.  

يأتي الجزء الأكثر سخرية ومأساوية للدراما السياسية في مصر هو دعم العاهل السعودي لحملة السيسي القاسية على المعارضة. ومن المحزن أيضا أن تدعم الجماعات السلفية في مصر تلك الأعمال المشينة للسيسي لأن تلك الجماعات السلفية ليس بامكانهم أن يغضبوا أسيادهم السعوديين. تزعم السلفية أنها تمثل الفهم الصحيح للإسلام. لكن السلفيين المصريين الذين يدعمون السعودية يهينون الإسلام من خلال سلوكهم غير الشريف.  

ما يفعله هؤلاء الناس يسيئ إلى كل من الأمة والدين. فهم يتغاضون عن القتل الجماعي والظلم الفادح ويُسلمون ضمائرهم للبترو دولار السعودي. لا يجب أن يكون سلفيو مصر تحت وهم أن دعم خادم الحرمين الشريفين للسيسي هو فقط لاخضاع الثورات العربية وحماية حكمهم، بل إن دعم خادم الحرمين لعصابة السيسي هو بالتأكيد أيضا ليس لحماية الإسلام كما قد يعتقد السلفيون السذج.  

في الواقع، تجنب السلفيون التدخل في السياسة. لكن موقفهم المتصلب حول العديد من القضايا وضعهم في خلاف مع الحكام والعديد منهم تعرض للاضطهاد. ترجع أصول السلفية السياسية في العصر الحديث أو السلفية الجديدة كحركة سياسية إلى تأسيس الدولة السعودية. التوجيهات الدينية التي كتبها الشيخ محمد بن عبد الوهاب تحولت إلى قوة كاملة يحسب لها حساب بعد أن أصبحت تتناسب مع آل سعود. صفقة اتفاقهم الخاص معروفة جيدا: يرعى الشؤون الدينية السلفيون من أمثال الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فيما يهتم بالحكم والشؤون السياسية آل سعود.

الفطنة السياسية لحكام السعودية الاوائل والحماس الديني للشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه أعطى كل منهم الأخر القوة المطلوبة، وأصبحا معا قادرين على قهر واقامة حكم الأسرة السعودية في شبه الجزيرة العربية. ومع ذلك، وضعهم هذا في خلاف مع الخلافة العثمانية، التي انتصرت عليهم مرتين ودمرت دولتين سعوديتين في البداية. خلال إحدى تلك الحروب، تم اعدام زعيم ديني في ذلك الوقت، سليمان، حفيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب من قبل الحكام العثمانيين، ثم أخذوا حاكم السعودية ليتم شنقه في مكان عام. وكانت الحرب الثالثة التي تم خلالها تشجيع القبائل العربية من قبل الإمبراطورية البريطانية على الثورة باسم القومية العربية هي التي أدت لإقامة السعوديين لما يعرف الآن باسم المملكة العربية السعودية.  

كثير من الناس الذين زاروا ودرسوا في المملكة العربية السعودية تأثروا بالفكر السلفي في وقت لاحق ونقلوا تعاليمه إلى أجزاء أخرى من العالم. ومع ذلك، كانت الطفرة النفطية هي من أفادت بشدة كل من آل سعود ورجال الدين المتحالفين معهم لنشر السلفية.

أداة سياسية  

كانت الدولة السعودية هي الراعي الرئيسي فيما يتعلق بنشر المؤلفات الدينية والتمويل والتوزيع في العالم، في حين كان يتم تسليط الضوء على الزعماء الدينيين، وخاصة هيئة كبار العلماء، من قبل الدولة.  

مُنحت هيئة كبار العلماء سلطة كبيرة في تشكيل الرأي الديني والسياسي للمسلمين في جميع أنحاء العالم.

السلفيون في مصر والتأثير السعودي

فاجأ السلفيون الكثيرين في مصر وخارجها من خلال أداءهم الجيد في أول انتخابات برلمانية حرة ونزيهة في مصر حيث فازوا بنحو 25 في المئة من المقاعد البرلمانية. منذ بداية حكم محمد مرسي في مصر، حاول السلفيون التأثير على حكومة مرسي لتبني تطبيق شكل أكثر صرامة للإسلام في البلاد.  

التحول الدرامتيكي الكبير للسلفيين المصريين خلال انقلاب السيسي في وقت لاحق ودعمهم غير المشروط للنظام العسكري الحاكم أزال كل الشكوك حول رغبة السعودية في السيطرة على مصر.  

الآن يدعم سلفيو مصر بلا خجل النظام الانقلابي الذي يعمل على تدمير التقاليد الإسلامية منذ فترة طويلة في المجتمع المصري.  

غير أن السلفيين في مصر يواجهون معضلة كبيرة، حيث إن دعمهم المخزي للنظام الانقلابي، على الرغم من أنه يرضي رعاتهم السعوديين، هو ضد قيم الإسلام. وقد أدى بهم ذلك إلى الانحراف عن العقيدة التي يزعمون إيمانهم بها. أصبح السلفيون أدوات للطغاة ضد رغبات الشعوب العربية من أجل الديمقراطية والحرية. ومن الصعب أن نرى كيف يمكنهم الخروج من جهلهم والابتعاد عن خطط آل سعود لاستخدامهم لأهدافهم السياسية الضيقة.

وبمجرد أن يسيطر السيسي على المجتمع المصري، سوف يتحرك على الفور لتهميشهم بنفس الطريقة التي فعلها مع الإخوان المسلمين وغيرهم من الجماعات.

لا يهتم النظام السعودي بشيء سوى استمرار حكمه، وسوف يدير ظهره للسلفيين بسهولة بمجرد أن يصبحوا في موقف ضعيف. كما أنه من الصعب رؤية كيف سيكون السلفيون قادرين على تطبيق قوانين الشريعة في مصر وفقا لتفسيراتهم كما طالبوا خلال حكم الرئيس مرسي.  

ضعف النفوذ السياسي للمملكة العربية السعودية بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، فقد تحول النظام السعودي  من منسق ومسيطر على عموم السياسة العربية إلى نظام ملكي يُخيم على حكمه ظلال الشك والخوف. وقد ساهم في تراجع النفوذ السياسي السعودي الاحساس المتزايد بخيبة أمل بين المواطنين، الذين يعتقدون بضعف النظام بشكل كبير.  

الدعم السعودي المفتوح لمذابح السيسي بحق مئات المحتجين وعدم قدرة السعودية على فعل أي شيء مفيد لمساعدة السوريين الذين يواجهون هجمة بشار الوحشية جاء بمثابة ضربة للحركة السلفية السياسية. هناك عدد متزايد من الناس داخل المملكة العربية السعودية والبلدان العربية الأخرى في شبه الجزيرة يتشككون في جدوى الحركة السلفية في المشهد الإقليمي اليوم.  

دكتاتورية بعد دكتاتورية

يمكن تلخيص تاريخ مصر ما بعد الملكية على النحو التالي "مرت مصر بالدكتاتورية الشعبية (ناصر)، والديكتاتورية الليبرالية (السادات)، والدكتاتورية الفاسدة (مبارك)، وأخيرا الدكتاتورية العسكرية الوحشية (السيسي) بدون أي شرعية. السنة الفاصلة الوحيدة للحكومة المنتخبة ديمقراطيا في ستة عقود من الحكم الديكتاتوري تقول الكثير عن أي نوع من البلاد تكون مصر.  

تغرق قاهرة ما بعد الانقلاب في موجة جديدة من الشراسة السياسية وانتهاك حقوق الإنسان من خلال محاكمات جماعية غريبة وأحكام الإعدام الطائشة بحق مئات المصريين. وبات القضاء المصري محل سخرية من الجميع في كل مكان.

تحولت البلاد إلى مقبرة لحقوق الإنسان والديمقراطية. يجب أن يظهر السلفيون تضامنهم مع الديمقراطية بما يتفق مع القيم الإسلامية بدلا من أن يجرفهم ضيق الأفق الخسيس للنظام الملكي السعودي. 

  كلمات مفتاحية

دعاة سلفيون: الإبلاغ عن «الإخوان» وأنصارهم واجب «وطنى وشرعي»!

بعد مشاركة الأزهر بمؤتمر الشيشان.. كاتب سعودي: فلتذهب «مصر السيسى» للخراب