قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تعليقا على اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" في قنصلية بلاده بإسطنبول مطلع الشهر الجاري، إن "مصلحة إسرائيل أن تبقى السعودية حليفة للولايات المتحدة في محاربة إيران".
وأكدت في مقال نشرته للكاتب "دان شبيرو"، أن "الانتقاد في الكونغرس لدى الجمهور الأمريكي على قتل خاشقجي، يُجبر إسرائيل على التصرف بحذر في هذه القضية".
وذكرت الصحيفة أن قضية اغتيال خاشقجي بهذه القسوة على يد قوات الأمن السعودية، طرحت أمام الولايات المتحدة وإسرائيل مسائل جوهرية، تتعلق برؤيتهما الاستراتيجية الشاملة في الشرق الأوسط".
وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أنه "بتعليمات من ولي العهد السعودي، نفذ قتل فظيع في وضح النهار تماما، والسعودية كذبت على الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" خلال الأيام الماضية، وما زالت تكذب".
وشددت على أن "بن سلمان لم يأخذ في الحسبان أنه بتعليمات لاغتيال خاشقجي، قد اخترق كل الحدود المسموحة والمقبولة في الرأي العام الأمريكي والحزبين في الكونغرس".
وذكرت "هآرتس" أن بعد هذه القضية لن يكون بإمكان إسرائيل الاعتماد على مرساة الواقع الشرق أوسطي الجديد، التي أرادت تحقيقه تل أبيب بإنشاء تحالف إسرائيلي سني تحت مظلة أمريكية، لردع إيران والجهاديين السنة".
وتابعت الصحيفة بقولها إنه "سيتعين على إسرائيل الامتناع عن التحول إلى لوبي لمحمد بن سلمان في واشنطن، لأن العلاقة القريبة مع السعودية ستدفع بخطر جديد للإضرار بالسمعة"، منوهة إلى أنه "لن يكون من السهل لإسرائيل السير في مياه كهذه".
وبينت الصحيفة أن "التداعي الأخطر لقتل خاشقجي على إسرائيل، هو أن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قوض فعليا محاولة تشكيل إجماع دولي للضغط على إيران".
وأوضحت "هآرتس" أن "الضرر كبير، لأن أي عضو كونغرس أو أي زعيم أوروبي لن يوافق على الجلوس مع بن سلمان لبحث موضوع إيران، وسيواصل الضرر وجوده طالما أن بن سلمان يسيطر على المملكة"، بحسب تقديرها.
ولفتت الصحيفة إلى أن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سبق أن أظهر عدم مسؤولية في تحديد السياسة الخارجية لبلاده".
وعددت الصحيفة مواقف ولي العهد غير المسؤولة كـ"معركته ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، والتي نفذت من خلال تجاهل مطلق للمعاناة الكبيرة التي أصابت المدنيين".
وذكرت أيضا "أزمة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الذي احتجزه في الرياض".
ولفتت إلى أن "الحصار الذي فرضته السعودية على قطر، أزعج دول الخليج في التركيز على الهدف المشترك لكبح إيران، خصوصا أن الحصار لم يحقق أي فائدة".
وأشارت أيضا إلى أن "أزمة الرياض الأخيرة مع كندا بسبب تغريدة منتقدة للسياسات السعودية في اعتقال نشطاء حقوق الإنسان؛ كان ردا مبالغا فيه"، وفق تعبيرها.
