أعلن "جو كايسر" الرئيس التنفيذي لشركة "سيمنس"، الإثنين، أنه لن يحضر مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في السعودية، بعد مقتل الصحفي "جمال خاشقجي".

وقال "كايسر" في بيان له نشره على حسابه بموقع "لينكد إن"، إن "سيمنس شريك ملتزم وجدير بالثقة للمملكة ورؤيتها 2030؛ لكن في الوقت الحالي، يجب اكتشاف الحقيقة وتطبيق العدالة".

وأضاف: "بمرور الوقت ستتضح كيفية تطور الأمور. وآمل بأن يكون هناك وضوح وشفافية وعدالة عاجلا وليس آجلا".

ومجموعة الهندسة الألمانية العملاقة واحدة من آخر الشركات التي قررت عدم إرسال رئيسها التنفيذي إلى المؤتمر الذي يعرف باسم "دافوس الصحراء"، بعدما سعت السعودية إلى التغطية على قتل "خاشقجي" قبل الاعتراف بأنه "خطأ جسيم".

وطالبت 3 دول أوروبية، هي ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، السعودية بالتحقيق في واقعة القتل، وقالت المستشارة الألمانية "أنغيلا ميركل" إن ألمانيا لن تصدر أسلحة إلى السعودية في ظل استمرار حالة الضبابية التي تكتنف مصير "خاشقجي".

واعترفت السلطات السعودية رسميا بمقتل "خاشقجي" داخل قنصلية المملكة بإسطنبول، في الساعات الأولى من صباح السبت، وبررته برواية مفادها أن شجارا جرى بين الصحفي السعودي وأشخاص قابلوه في القنصلية انتهى بوفاته.

ولم يتطرق بيان النيابة العامة السعودية إلى مكان تواجد جثة "خاشقجي" بعد أكثر من أسبوعين على مقتله، واكتفى بالإشارة إلى المشتبه في تورطهم بالجريمة، وعددهم 18 شخصا، "حاولوا التكتم على ما حدث"، دون أن يشير إلى آلية التكتم.

واعتبرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة بحالات الإعدام الخارجة عن القضاء "أغنيس كالامارد" الرواية السعودية غير مقبولة، مشددة على أنه "لا يجب على أي حكومة قبول تفسير المملكة أو قبول أنها تحقق في الأمر".

وأصدر العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبدالعزيز"، أوامر ملكية عاجلة على خلفية مقتل "خاشقجي"، شملت إعفاء كل من المستشار برتبة وزير بالديوان الملكي "سعود القحطاني"، ونائب رئيس الاستخبارات "أحمد عسيري" من مناصبهما، حسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

وتضمنت الأوامر، أيضا، إنهاء خدمة مساعد رئيس الاستخبارات العامة لشؤون الاستخبارات، اللواء الطيار  "محمد بن صالح الرميح"، ومدير الإدارة العامة للأمن والحماية برئاسة الاستخبارات العامة، اللواء "رشاد بن حامد المحمادي"، ومساعد رئيس الاستخبارات العامة للموارد البشرية، اللواء "عبدالله بن خليفة الشايع".

ووجه العاهل السعودي بتشكيل لجنة وزارية برئاسة ولي العهد "محمد بن سلمان" لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة وتحديث نظامها ولوائحها وتحديد صلاحياتها بشكل دقيق.

ونقلت "رويترز" عن مصدر سعودي مطلع على سير التحقيقات في قضية "خاشقجي"، الجمعة، أن جثة الأخير سلمها أحد سائقي قنصلية المملكة لمتعاون محلي في إسطنبول، مشيرا إلى أنه لا يعلم ماذا حل بها بعد تسليمها.

كما نقلت وسائل إعلام تركية أن الشرطة لم تعد تستبعد فرضية أن قتلة "خاشقجي"، قد تخلصوا من جثته بتذويبها، باستخدام حامض "أسيد".