صورة بألف كلمة.. شاب بلا قميص أيقونة تاريخية لمسيرات العودة

الجمعة 26 أكتوبر 2018 06:10 ص

"يا لها من صورة.. المحاولة 13 لكسر حصار غزة عن طريق البحر"..

هكذا علقت الأستاذة بمعهد الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن "لاله خليلي" على صورة شاب فلسطيني بلا قميص، يمسك العلم الفلسطيني بيده اليمنى ويؤرجح مقلاعًا باليد الأخرى، بعد أن أعيد نشرها عبر "تويتر" عشرات الآلاف من المرات.

 

وقارن مراقبون، وناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بين الصورة، التي التقطها المصور بوكالة الأناضول "مصطفى حسونة" في 22 أكتوبر/تشرين الأول، وبين لوحة "الحرية تقود الشعب" الشهيرة، التي تمثل رمزا تاريخيا للثورة الفرنسية.

وتجسد اللوحة الرمزية، التي رسمها الفنان الفرنسي "أوجين ديلاكروا"، امرأة حاملة لراية الثورة، التي أصبحت علم فرنسا بعد ذلك، بيد، وبندقية باليد الأخرى، لتقود الشعب إلى الإمام على جثث من سقطوا.

وحولت المقارنة مع اللوحة صورة الشاب الفلسطيني إلى أيقونة لمسيرات العودة في غزة، إذ تظهره وقد انطلق من غمرة الاحتجاج على الحصار الإسرائيلي، مسجلا حالة تناقض حاد مع زملائه من المتظاهرين والصحفيين الذين وقفوا خلفه في سترات واقية، بينما ظل هو عاري الصادر.

حددت "الجزيرة" هوية الشاب/الأيقونة في الصورة، وهو "عايد أبو عمرو"، البالغ من العمر 20 عاما، الذي قال لمذيع القناة إنه فوجئ بالانتشار الواسع لصورته على الإنترنت، إذ إنه يشارك في مسيرات العودة كل أسبوع، لكنه لم ينتبه أبدًا أن هناك مصورًا بالقرب منه في ذلك اليوم، إلا حينما أخبره أصدقاؤه في اليوم التالي.

وصية العلم

وأكد "أبوعمرو"، الذي يسكن في حي الزيتون بمدينة غزة، ويشارك كل يومي الجمعة والإثنين مع أصدقائه في المسيرات الاحتجاجية عند حدود غزة، أكد أن شعبية صورته شجعته على مواصلة التظاهر ضد الاحتلال.

واعتاد الشاب الفلسطيني أن يحمل العلم الفلسطيني خلال مشاركته الأسبوعية في مسيرات العودة رغم سخرية أصدقائه منه، إذ يرون أنه من الأسهل رمي الحجارة دون حمل العلم في اليد الأخرى، لكنه اعتاد على ذلك.

وأوصى "أبوعمرو" بأن يكفن في ذات العلم الذي يحمله إذا استشهد في المسيرات، مشددا على مطالبته بحقه في العودة إلى أرضه وأرض أجداده من أجل كرامة الشعب الفلسطيني.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تكون فيها أيقونة "الحرية تقود الشعوب" في قلب سياسة الشرق الأوسط هذا العام، ففي أبريل/نيسان الماضي استضاف الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" في متحف اللوفر، واقتاده لرؤية اللوحة.

و على مدى ما يقرب من 7 أشهر، يحتج الفلسطينيون في قطاع غزة على طول السياج مع دولة الاحتلال مطالبين بحقهم في العودة إلى ديارهم التي هُجّروا منها منذ 70 عامًا، ووضع حد للحصار المفروض على القطاع منذ 11 عامًا.

ومنذ أن بدأت مظاهرات مسيرة العودة الكبرى في 30 مارس/آذار، قتلت قوات الاحتلال 205 فلسطينيين على الأقل، بما في ذلك صحفيون ومسعفون، وأصابت أكثر من 18 ألف شخص.

  كلمات مفتاحية

عايد أبو عمرو غزة فلسطين مسيرات العودة أوجين ديلاكروا إيمانويل ماكرون محمد بن سلمان

حماس والجهاد تؤكدان على استمرار مسيرات العودة السلمية