يخطط السودان، إلى مضاعفة إنتاج البلاد من الصمغ العربي، وفتح مراكز تسويق في دبي وثلاث عواصم أوروبية والصين وماليزيا، وتأسيس شركة قابضة دولية، ضمن خطة واسعة، لإعادة هيمنته التجارية عالميا على الصمغ، تنتهي بافتتاح بورصة لسلعة الصمغ في الخرطوم.

كشف ذلك، الأمين العام لمجلس الصمغ العربي التابع للرئاسة السودانية "عبدالماجد عبدالقادر"، حين قال إن موسم الأمطار الجيدة التي هطلت هذا العام على مناطق وحزام الصمغ العربي في السودان، شجعهم على بدء تنفيذ خطتهم الطموحة.

ويصنف السودان، منذ مئات سنين، الدولة الأولى في العالم، التي تنمو فيها أشجار الصمغ على مساحات شاسعة داخل الحزام الأفريقي، الذي يمر بثلاث ولايات سودانية، يقطنها نحو 14 مليون نسمة.

ولعب الصمغ العربي دورا بارزا في تجارة السودان مع دول العالم، بعد رفع العقوبات الأمريكية على السودان في أكتوبر/تشرين الأول 2017، إذ تكالب عدد من الشركات للاستثمار والاستيراد المباشر منه، بعد أن كانت تستورد السلعة عبر شركات ووسطاء في عدد من العواصم العالمية، والتي يهرب إليها الصمغ من السودان، بسبب العقوبات.

وأضاف "عبدالقادر"، أن بلاده عازمة على توسيع سوق الصمغ داخليا وخارجيا، وذلك بعد أن ارتفع حجم الاستهلاك خلال العامين الماضيين من 500 طن إلى 10 ألف طن، يليه فتح مركز تسويق وبيع وتصنيع في دبي لتغطية أسواق الخليج وآسيا.

ولفت إلى أن المصنع السوداني في دبي، دشن أعماله منذ عام، ويصدّر باسم السودان لكل دول العالم، حسبما نقلت عنه صحيفة "الشرق الأوسط".

ويصدّر السودان، أكثر من 90% من احتياجات العالم من الصمغ العربي، رغم التهريب الواسع إلى عدد من دول الجوار، لكنه يُحسب أيضا لسمعة الصمغ العربي المنتج في السودان.

وتابع "عبدالقادر": "نسعى كذلك لفتح أسواق في شرق آسيا والهند، لتنضم إلى مراكز البحوث والتسويق التي يشارك فيها السودان في الصين وماليزيا وعدد من الجامعات في دول آسيا، بجانب السماح للشركات الأمريكية بالاستيراد المباشر من السودان، والاستثمار مع القطاع الخاص الوطني".

وكانت رئاسة الجمهورية السودانية، أصدرت قرارا، العام الماضي، بإلزام المزارعين بأن يكون للصمغ العربي، مساحات لا تقل عن 10 أفدنة في كل مشروع غابيّ يُروى مطريا، ما سمح بزراعة مليون فدان بالصمغ العربي خلال هذا الموسم.

وأشار المسؤول السوداني، إلى أن العام المقبل، سيشهد مضاعفة إنتاج البلاد من الصمغ، ومضاعفة الكميات التي تصدَّر إلى الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن المجلس يُجري حاليا الترتيبات اللازمة لذلك.

ويعوّل مجلس الصمغ العربي السوداني، على المؤتمر الدولي الأفريقي للصمغ العربي، الذي تنظمه منظمة "أونكتاد"، نهاية العام الجاري بمشاركة 10 دول أفريقية، وذلك في طرح خططه وبرامجه الهادفة إلى إعادة هيمنته وسيطرته على سوق الصمغ العربي في العالم.

وترى "أونكتاد" أن السودان بإمكانه توفير احتياجات الدول الأفريقية الأعضاء في المنظمة العالمية للتجارة والتنمية من الصمغ، مع انطلاق المشروع السوداني لإنشاء أول معمل مرجعي للصمغ العربي بداية العام المقبل.