صحف ألمانيا تنتقد ميركل بسبب السيسي: تملق للدكتاتوريين

الأربعاء 31 أكتوبر 2018 09:10 ص

على خلاف تغطيات الصحف المصرية، التي احتفت بزيارة الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" لألمانيا ووصفها بـ"التاريخية والاستثنائية"، شنت الصحف الألمانية هجوما حادا على الزيارة، ووصفتها بأنها "تملق للقادة الدكتاتوريين".

وأنهى "السيسي"، الأربعاء، زيارته إلى ألمانيا، التي استمرت 3 أيام، وهي الزيارة الثالثة له منذ تولى الحكم رسميا في يونيو/حزيران 2014.

وفي وقت أفردت الصحف المصرية مانشتات صحفية ومساحات واسعة في الصحف اليومية والمجلات اليومية والأسبوعية، كان التجاهل النسبي هو سمة الصحف الألمانية الكبرى، فيما أظهرت التغطيات القليلة المنشورة اهتماما، ليس إيجابيا بالضرورة، بالوضع السياسي والاقتصادي والأمني في مصر، وحظى وضع حقوق الإنسان في مصر بعناية خاصة، حسبما نقل موقع "المنصة".

وجاءت زيارة "السيسي"، لألمانيا في إطار المشاركة في قمة "الشراكة في أفريقيا"، وهو مؤتمر استثماري تقيمه الحكومة، في مبادرة تضم إلى جانب مصر 10 دول أفريقية أخرى.

أشارت صحيفة "تسايت" الإلكترونية، في تقرير مصغر، نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية، بتاريخ 26 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إلى الزيارة، ولقائه بالمستشارة الألمانية "أنغيلا ميركل".

الأتوقراطيون الأفارقة

فيما ظهر العنوان الصحفي الأكثر قسوة في مجلة "دير شبيغل"، التي وجهت انتقادات للمستشارة "ميركل"، خلال مقال نُشر في 30 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بعنوان "اجتماع القمة في برلين".

ووصفته "دير شبيغل"، بتعبير: "الجمهور من أجل الأتوقراطيين الأفارقة"، وتابعت "ترحب ميركل برؤساء 12 دولة وحكومة في اجتماع القمة الأفريقي، وتتملق القادة الدكتاتوريين من أجل شركات تجارية ألمانية".

تحت هذا العنوان الحاد؛ نشرت "شبيغل" صورة مشتركة لمعظم الرؤساء الأفارقة المدعوين، يتوسطها الرئيس الاتحادي "فرانك فالتر شتاينماير"، وغاب عنها "السيسي"، الذي أفرد له المقال فقرة منفصلة أشير خلالها إلى أن مصر تعاني من نفس الوضع القمعي كباقي دول القارة، حيث "وضع السيسي معظم المعارضين له في السجون، وقمع المجتمع المدني".

واستنكرت "شبيغل"، أنه "على الرغم من ذلك، قابل الأوتوقراطي (تعني الحاكم المنفرد الذي يتسم أسلوب حكمه بالقمع العسكري) ممثلي الشركات الألمانية في برلين، وسط ترحيب رئيس البوندستاغ فولفجانج شويبل والرئيس الاتحادى شتاينماير".

أما صحيفة "زود دويتش"، فأفردت فقرة كاملة في تغطيتها للمؤتمر عن مصر، وحملت الفقرة عنوانا جانبيا يقول "مصر.. النوع الأصعب من الاستبداد".

وقالت الصحيفة، إن مصر "ليست شريكا فى عملية الإصلاح، التي تختار وزارة التنمية الألمانية الشركاء فيها حسب معايير مختلفة مرتبطة بمؤشر إدراك الفساد، الذي تصدره منظمة الشفافية الدولية، ومؤشر أنشطة الأعمال الصادر عن البنك الدولي، أو مؤشر التحول المؤسسي حسب معايير مؤسسة برتلسمان، التي تهدف لتعزيز عمليات الإصلاح".

وحسب "برتلسمان"؛ فإن الحكم في مصر "استبدادى من النوع الأصعب"، وعلى الرغم من ذلك يعتبر "السيسي" حليف مهم للحكومة الألمانية.

انتقادات قديمة

لم تكن تلك هي المرة الأولى التي تواجه فيها "ميركل"، والحكومة الألمانية انتقادات من الصحف، نتيجة للترحيب الرسمي بـ"السيسي".

فخلال زيارته الأولى لألمانيا عقب توليه الحكم؛ شنت الصحف الألمانية هجمة قوية ضد "السيسي" والحكومة الألمانية قبل مجيئه بأسبوع، وقتها انتقد بعض ممثلي أحزاب المعارضة وخبراء الدفاع الخطط المطروحة للتعاون الأمني مع مصر، بإعتبارها "إشارات خاطئة تبعثها ألمانيا بتوسيع التعاون بين الحكومة الفيدرالية ومصر، رغم الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، وتعسف الشرطة على ضفاف النيل".

كما نشرت صحيفة "دير شبيغل"، مقالا بعنوان "ألمانيا تبعث برسائل خاطئة من خلال ترحيبها بالسيسي"، اعتبرت فيه أن "برلين تخون مبادئها بدعم "السيسي" من أجل تسهيل صفقات بمليارات اليوروهات".

يصر الإعلام الألماني على إظهار رأيه "غير السار" لـ"السيسي" بقوة، فيما يخص حقوق الإنسان في مصر والتعاون الأمني بين مصر وألمانيا، غير أن -على حسب الصحف الألمانية- فإن الحكومة الألمانية تؤكد أن خططها الاقتصادية تأتي في المقام الأول قبل الوضع الإنساني في مصر.

وتوصف العلاقات المصرية الألمانية وفق مراقبين بـ"الجيدة".

  كلمات مفتاحية

السيسي ميركل صحف الديكتاتورية. العلاقات المصرية الألمانية

العلاقات الأمنية بين مصر وألمانيا تشهد تناميا ملحوظا

«السيسي» و«ميركل» يبحثان أزمة اللاجئين ومواجهة الإرهاب