كلاوديو غراس: النظام المالي العالمي بخطر.. والذهب هو المستقبل

الأحد 4 نوفمبر 2018 02:11 ص

قال "كلاوديو غراس"، المستشار البارز في شؤون المعادن الثمينة ومدير مؤسسة "غلوبال غولد" بسويسرا، إن مساعي عدد من الدول خلال الفترة الأخيرة إلى شراء الذهب بكميات ضخمة يعود لرغبتها في استعادة الاستقلال والسيادة، وفك الارتباط بالنظام المالي العالمي غير القابل للاستدامة، على حد قوله.

وأضاف "غراس"، في حوار مع موقع "روسيا اليوم" بالإنجليزية، أن النظام المالي الحالي بات "مجهدا بشكل يفوق طاقته"، وهو قائم بالأساس على الإيمان بالحكومات، وبما أن هذا الإيمان بدأ يهتز، فمن الحكمة أن يمتلك أي فرد أو مؤسسة سلعة حقيقية مباشرة، بدلاً من أن يكون مجرد مستثمر في "المراهنات الورقية".

الحوار مع "غراس"، جاء بعد ظهور أحدث بيانات مجلس الذهب العالمي، والتي أشارت إلى أن بنوكا مركزية لدول في آسيا وأوروبا الشرقية بدأت تعزز من ممتلكاتها الذهبية بشكل متسارع، حيث اشترت نحو 148 طنا من الذهب، خلال الربع الثالث من 2018، بزيادة 22% عن نفس الفترة من العام الماضي.

وكانت روسيا وتركيا وكازاخستان والهند وبولندا وهنغاريا (المجر)، من أبرز مشتري الذهب الصافي خلال تلك الفترة.

واعتبر الموقع أن الأسباب التي دفعت روسيا وتركيا ودول أخرى تواجه عقوبات أمريكية لشراء المزيد من الذهب تبدو واضحة، لكنه تساءل: "لماذا تدعم دول أخرى، تصنف على أنها نامية، احتياطياتها من الذهب، مثل بولندا والمجر؟

وأكد "غراس" أن البنوك المركزية باتت تعرف الآن جيدا أن الذهب هو في الواقع واحد من أفضل التحوطات الموثوقة في أوقات الاضطراب الاقتصادي، على حد قوله.

وبالنسبة إلى حالة بولندا والمجر وعدد آخر من بلدان أوروبا الشرقية، قال "غروس" إن هناك معارضة كبيرة من الناس في تلك البلدان لبعض سياسات الاتحاد الأوروبي، مثل سياسات الهجرة، وفي ضوء تلك المعارضة يتوقع أن تزداد الانقسامات المجتمعية والاحتكاك السياسي، وهو ما يحدث دائمًا عندما تجبر الناس على قبول شيء ما ولا تريده، على حد قوله.

وأضاف أن هذه الشعوب أصبحت تعادي السلطة المركزية، خاصة عندما تأتي من بروكسل، والبنوك المركزية لتلك الدول لم يعد بمقدرها تجاهل تلك التطورات، وهكذا تبدو ستراتيجية شراء الذهب معقولة، كوسيلة للاستعداد للمستقبل.

وأكد "غروس" أن هذه البلدان وغيرها تتوقع أزمة عملة محتملة ستكون شديدة الوطأة، قائلا إن العالم يجلس الآن على فقاعة عملاقة من الثروة المالية الوهمية، على حد وصفه.

وأوضح المخططين المركزيين للاقتصاد في العالم بات بإمكانهم التلاعب بالأسواق والاقتصاد لفترات، وقد تؤدي أفعالهم تلك إلى انهيار متوقع، وهذا النمط أصبح واضحا لعدد متزايد من الناس.

وأردف: "ومع انهيار الإيمان العام بالحكومات، ستنخفض قيمة عملتها".

وفي رده على سؤال حول عدم إقدام الدول الغربية المتقدمة نسبيا على سياسة شراء الذهب بكميات كبيرة، والاكتفاء بالممارسة في صناديق الاستثمار في الذهب ETF، قال "غروس" إن تلك الدول لا تزال تمتلك رضا عن النفس وثقة مفرطة في اقتصادياتها وفي النظام المالي، معتبر أنهم يمارسون "التفاؤل الطائش" بهذه السياسات.

وأضاف: بينما تكذب الحكومات والمصرفيون، بل والمدققون أحيانا، فإن الذهب يقول الحقيقة، لذلك فإن الأشخاص الذين يشترون الذهب يفهمون أنه التأمين الشخصي عندما يتلاشى الوهم وتتفتت الثقة في المؤسسات الحالية.

واختتم "كلاوديوس غروس" تصريحاته بالقول: النهج الحكيم هو أن يصبح لديك بنك مركزي خاص بك، من خلال بناء احتياطياتك الخاصة في شكل سلعة مادية صلبة وملموسة وحقيقية لا تنطوي على مخاطر، وأثبتت موثوقيتها من خلال العمل كأموال حقيقية لمدة 5000 عام.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الاقتصاد العالمي الذهب البنوك المركزية احتياطيات الذهب كلاوديوس غروس