عيار ناري.. ثوار يناير بلطجية والداخلية لم تقتل المتظاهرين

الاثنين 5 نوفمبر 2018 10:11 ص

أثار الفيلم المصري "عيار ناري"، عاصفة من الجدل حول القضية التي يناقشها، والأفكار التي يطرحها عن ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وشهدائها.

ورغم أن الفيلم تجاري، من نوعية أفلام الإثارة والتشويق بالأساس، فلم يكن ليثير كل هذا الاهتمام، لولا الرسالة السياسية التي أراد صناعه تمريرها، وربما ساهمت هذه الضجة في وصول إيراداته إلى ما يقرب من 5 ملايين جنيه (279 ألف دولار) بعد شهر من عرضه.

وانتقد بعض النقاد وصناع الأفلام، عبر وسائل التواصل، الفيلم ورسالته، بمجرد عرضه بمهرجان الجونة السينمائي، الشهر الماضي، لتبدأ حالة من الجدل الحاد، وصلت للجمهور مع بدء العرض تجاريا.

وربما تكون عاصفة الجدل سببا في تحقيق هذه الإيرادات، في موسم هادئ نسبيا.

أحداث الفيلم

وتدور أحداث الفيلم، حول طبيب شرعي، يكتشف أن إحدى جثث شهداء أحداث لاظوغلي، إبان الثورة، قد أطلق عليها النار "من مسافة قريبة"، مما يعني أن قناصة الداخلية أبرياء من دمه.

ويتسرب تقرير الطب الشرعي إلى الصحافة، فتحاول صحفية شابة، كشف الحقيقة بالتعاون مع الطبيب الشرعي، لتكتشف في النهاية أن "الشهيد" ما هو إلا شاب "منحرف أخلاقيا قتله شقيقه بالخطأ بعد اعتدائه على أمه"، وأن الأسرة استغلت الأحداث السياسية لتجعل منه شهيدا، وتنال سمعة "أسرة الشهيد" بما في ذلك من شرف ومزايا مادية.

النقاد يختلفون

واختلف النقاد، حول الفيلم، فقالت الناقدة "أمل الجمل" إن "من حق صناع الفيلم أن يكون لهم موقف مضاد من ثورة يناير، لكن المشكلة أنه يتبني وجهة نظر واحدة مفخخة بالخبث".

وأضافت: "كأن صناع الفيلم ينتقمون من الثورة بتشويه سيرة شهدائها".

كما هاجم الناقد "طارق الشناوي" الفيلم، معلقا بأن "الحدث الذي لم تبرد نيرانه بعد كلنا جزء منه".

ورأي أن الفيلم "يريد غسل يد الداخلية في تمرير فكرة أن الثورة مدبرة، وأن القتلى لم يكونوا أبدا شهداء".

فيما دافع الناقد "أحمد شوقي"، عن الفيلم، واصفا إياه بأبعد ما يكون عن معاداة الثورة، وقال: "من يريد أن يصدق أن حدث شارك فيه ملايين كان طاهرا بلا دنس، لا تشوبه شائبة جريمة أو انحراف أو استفادة نالها من ألصقوا أنفسهم به، هو إما واهم أو كاذب".

وأضاف: "أما من استفاد من الوقت والتجربة ليعيد تقييم ما وقع، ويفهم أن أي هفوة قد حدثت هنا أو هناك، أو استفادة نالها أفّاق، أو جريمة نجا مرتكبها بسبب الوضع العام، هي كلها أعراض جانبية يمكن التغاضي عنها من أجل الصورة الأوسع والأسمى".

وبينما التزم أغلب صناع الفيلم الصمت، أكد الممثل "محمد ممدوح" في تصريحات صحفية، أن "عيار ناري" عمل "إنساني، ولا يدين من شاركوا بالثورة".

وأضاف: "الفيلم لا يتبنى وجهة نظر سياسية، ولو أعاد من يروجون لهذا مشاهدته مرة أخرى فسيكتشفون أنه بعيد تماما عن أية آراء سياسية".

الفيلم من بطولة "أحمد الفيشاوي" و"روبي" و"محمد ممدوح" و"عارفة عبدالرسول" و"أسماء أبواليزيد"، وضيوف الشرف "أحمد مالك" و"هنا شيحة" و"أحمد كمال" و"صفاء الطوخي" و"سامي مغاوري" و"محمد رضوان".

ومن إخراج "كريم الشناوي" في عمله الروائي الطويل الأول، وسيناريو "هيثم دبور" في ثاني أعماله الروائية.

  كلمات مفتاحية

ثورة يناير فيلم عيار ناري مصر الداخلية المصرية

مصر ترشح ورد مسموم للأوسكار.. وتستبعد عيار ناري