صحف وكتاب مصريون: الإخوان وراء هزيمة الجمهوريين بانتخابات الكونغرس

الجمعة 9 نوفمبر 2018 04:11 ص

روج عدد من الصحف المصرية وكتاب محسوبون على النظام الحاكم مزاعم بأن التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين كان له دور مهم في فوز الحزب الديمقراطي بانتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي بالولايات المتحدة، مصورين خسارة الجمهوريين لمجلس النواب على أنها "مكسب" للجماعة.

وعلى إثر الانتخابات التي أجريت، الثلاثاء الماضي، بات الرئيس "دونالد ترامب" يواجه قيودا أكبر على رئاسته بعد سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب، وتعهدهم بمحاسبة الرئيس الجمهوري بعد عامين صاخبين بالبيت الأبيض.

وخسارة حزب "ترامب" الأغلبية في مجلس النواب تعتبر "انتكاسة" له، خاصة أن تلك الانتخابات عدها البعض استفتاءً على شعبية الرئيس الأمريكي.

استعدادات ودعم

فصحيفة "الأهرام" (حكومية مصرية)، نشرت مقالا للخبير بمركز دراستها "أحمد عطا"، صور فيه الإخوان كقوة فاعلة في السياسة الأمريكية، خاصة في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، حينما قال إن التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين "استعد جيدا لهذه الانتخابات، وجمع أصوات 3.45 ملايين أمريكي مسلم للحزب الديمقراطي".

وأضاف في مقاله أن الحزب الديمقراطي "يعد حليفا وفيا" لجماعة الإخوان لـ"تحقيق حلم الخلافة وتقسيم المنطقة العربية إلى دويلات بمساعدة تركيا وقطر".

ومواصلا مزاعمه، التي لم يحدد مصدر لها، قال "عطا" إن جماعة الإخوان استعدت للانتخابات من خلال توظيف مراكزها الدعوية التي تعمل بتوجيهات من مكتب التنظيم العالمي لجماعة الإخوان في لندن.

وأضاف أن التنظيم العالمي للجماعة "يسيطر علي عدد من الولايات، منها فلوريدا وكاليفورنيا وتكساس وشيكاغو وميتشجان، وأسس غرف عمليات في الولايات الخمس، بميزانية وصلت إلى 50 مليون دولار لتقديم الدعم للناخبين التابعين لجماعة الاخوان، وإسقاط مرشحي الحزب الجمهوري".

وواصل "عطا" حديثه: "قام التنظيم بشراء مساحات من صحيفة واشنطن بوست لعمل دعاية في إطار مقالات مدفوعة الأجر لكبار الكتاب والمحللين من داخل الولايات المتحدة، للترويج للحزب الديمقراطي".

المزاعم ذاتها رددها الباحث في الشأن الدولي "أحمد العناني"، عبر صحيفة "روزاليوسف" (مصرية حكومية)، حين قال إن التنظيم العالمي لجماعة الإخوان "كان له دو رئيسي في إسقاط الحزب الجمهوري المعادي له بشدة".

ولفت إلى أن التنظيم خصص لهذه الانتخابات ما يملكه من مراكز دعوية تعمل بتوجهات من مكتبه في لندن.

الإخوان ليست إرهابية

بدورها قالت صحيفة "اليوم السابع" (خاصة ومقربة من السلطات) إن نتيجة دعم جماعة الإخوان للحزب الديمقراطي، سيكون وقوف نواب الحزب الفائزين عائقا أمام كافة المشاريع التي تسعى لإتخاذ إجراءات ضد الإخوان في الولايات المتحدة، خاصة مساعي اعتبار الجماعة "منظمة إرهابية".

وقالت الصحيفة إن الإخوان سيواجهون "مستقبلا غامضا"، خاصة مع التعثر المتوقع لسياسات الرئيس الأمريكي الرامية إلى اتخاذ إجراءات ضد التواجد الإخواني في المجتمع الأمريكي.

وتنقل الصحيفة عن نائب رئيس المجلس العربي للدراسات السياسية، "مختار الغباشي"، قوله إن "ترامب" قد يشهد صعوبة كبيرة بشأن تطبيق سياساته الرامية نحو اعتبار الإخوان "منظمة إرهابية"، خاصة بعد نتائج تلك الانتخابات.

وأشار إلى أن "ترامب" سيشهد أيضا صعوبة كبيرة بشأن تمرير قراراته ومشاريع القوانين التي يسعى لإصدارها.

تعاطف

كما نقلت الصحيفة ذاتها، عن الخبير في شؤون الحركات الإسلامية "جمال المنشاوي"، قوله، إن الديمقراطيين، وعلى رأسهم الرئيس السابق "باراك أوباما" ووزيره خارجيته والمرشحة السابقة لرئاسة الجمهورية الأمريكية "هيلاري كلينتون"، كانوا متعاطفين مع الإخوان لأقصي درجة، وكانوا يخططون بالتنسيق مع الإخوان لتجميع أفراد الجماعات في منطقة واحدة، وإعطائهم مظلة قانونية للحد من عدائهم للولايات المتحدة.

وأضاف أن "أوباما" و"كلينتون" كانا يعتبران الإخوان قاطرة قيادة المنطقة للخضوع التام للنفوذ الأمريكي، مع إعطاء بعض الشكليات في الممارسات الإسلامية، لكن جاء سقوط الإخوان كضربة قاضية لهذه المخططات.

وتوقع "المنشاوي" أن "يعارض الديمقراطيون توجه ترامب لحظر الإخوان أو اعتبارهم جماعة إرهابية؛ لأنهم يتحسبون لتغيرات قد تحدث في المنطقة، فلا يريدون قطع الخيوط مع الإخوان على الساحة لاستخدامها عند اللازم".

حرية عمل

أما الكاتبة "ناهد سعد"، فكتب بصحيفة "روزاليوسف" أن الحزب الديمقراطي هو الحزب المؤيد لوجود الإخوان داخل أمريكا.

وتوقعت أن يكون للإخوان أريحية في العمل خلال الفترة المقبلة، وحرية التحرك وممارسة أنشطتها أكبر مما سبق.

  كلمات مفتاحية

مصر أمريكا الكونغرس الإخوان ترامب الحزب الديموقراطي الحزب الجمهوري

السيسي يعتزم اجتثاث المتعاطفين مع الإخوان.. وخبراء: تنكيل يهدد سلامة المصريين