استبق الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، لقاء يجمعه بالرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، باعتبار دعوة الأخير تشكيل أوروبا جيشا لحماية نفسها من أعداء محتملين منهم الولايات المتحدة، بأنه "أمر مهين للغاية".

ويحتضن قصر الإليزيه الفرنسي، السبت، اجتماعا بين رئيسي دولتين يتبنيان مواقف متعارضة تماما في السياسة الدولية.

ويفترض أن يصل "ترامب"، حوالى الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش إلى باحة الإليزيه، حيث سيكون في استقباله نظيره الفرنسي، وسيدلي الرئيسان بتصريحات مقتضبة للصحفيين قبل أن يعقدا اجتماعا على انفراد "قد يكون عاصفا"، حسب "فرانس برس".

ورغم أن هذا اللقاء يعقد في إطار إحياء ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى، التي يفترض أن تشكل مناسبة لتقارب، هاجم "ترامب"، "ماكرون"، فور وصوله إلى فرنسا، الجمعة.

وكتب "ترامب"، في تغريدة بينما كانت طائرته الرئاسية تحط في باريس، ردا على اقتراح "ماكرون"، أن تنشىء أوروبا جيشها الخاص لتحمي نفسها من الولايات المتحدة والصين وروسيا، بالقول إنه: "أمر مهين، لكن ربما يترتب على أوروبا أولا أن تدفع مساهمتها في حلف شمال الأطلسي الذي تموله الولايات المتحدة بشكل كبير".

ويشير "ترامب"، بذلك إلى تصريحات أدلى بها الثلاثاء، "ماكرون"، حين قال: "لا يمكن حماية الأوروبيين إذا لم نقرر امتلاك جيش أوروبي حقيقي".

وأضاف: "يجب أن نحمي أنفسنا من الصين وروسيا وحتى الولايات المتحدة"، وأشار إلى القرار الأمريكي الانسحاب من معاهدة للحد من التسلح النووي تعود إلى ثمانينات القرن الماضي.

وسيتوجه "ترامب"، بعد ذلك إلى المقبرة الأمريكية في بوا بيلو في شمال فرنسا، بينما يلتقي الرئيس "ماكرون"، المستشارة الألمانية "أنغيلا ميركل"، في شمال باريس في مراسم ترتدي طابعا رمزيا كبيرا.

وستجري هذه المراسم في موقع ريتوند، حيث تم توقيع هدنة يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1981 التي أنهت الحرب العالمية الأولى. وقتل في هذه الحرب 18 مليون شخص.

وأشار قصر الإليزيه إلى أنها "المرة الأولى منذ 1945"، التي يلتقي فيها رئيس فرنسي ورئيس حكومة ألمانية في موقع توقيع الهدنة.

وأضاف أن "المراسم ستكون متواضعة وبلا خطب. سيضعان إكليلا من الورود ويزيحان الستار عن نصب على سفح (الحجر المقدس) في وسط الموقع الذي كتب عليه (هنا في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1918) سقط الغرور الإجرامي للإمبراطورية الألمانية المهزومة من قبل الشعوب الحرة التي أرادت استعبادها".