الذكرى الـ14 لرحيل عرفات.. الرئيس الفلسطيني المتفق عليه

السبت 10 نوفمبر 2018 10:11 ص

بعد رحيله بثلاثة أعوام، لم تعد للفسطينيين حكومة واحدة.. وإنما وزارة تحكم في الضفة، وأخرى تسيطر على قطاع غزة، وفشلت جميع المساعي والوساطات في إعادة الوحدة الفلسطينية التي كانت، رغم أي خلافات، مستقرة في عهده، وبقي حتى وفاته الغامضة زعيما مجمعا عليه متوحدة على رئاسته جميع الفصائل.

وفي الذكرى الـ14 لرحيل الرئيس الفلسطيني "ياسر عرفات"، لا تعتبر منظمته "فتح" أسعد حالا من أوضاع البيت الفلسطيني المفتت، إذ بدت منقسمة هي الأخرى ما بين أتباع خلفه الرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، وأنصار القيادي "محمد دحلان"، وآخرون تواروا عن الأنظار أو غادروها إلى غير رجعة.

ورغم مرور 14 عاما على رحيل عرفات في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004، فإن النقاب لم يكشف بعد عن أسرار وفاته الغامضة التي تردد أنها نتيجة دس السم له تحت حصار قوات ودبابات الاحتلال في مقره، بذريعة اتهامه بقيادة الانتفاضة، حيث عاش أواخر أيامه في حيز ضيق يفتقر للشروط الدنيا للحياة الآدمية.

وولد الرئيس الراحل، "محمد ياسر عبدالرؤوف عرفات الحسيني"، في القدس في 4 أغسطس/آب 1929، وتلقى تعليمه في القاهرة، وشارك بصفته ضابط احتياط في الجيش المصري في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر في 1956.

درس الراحل في كلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول (القاهرة)، وشارك منذ صباه في بعث الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال نشاطه في صفوف اتحاد طلبة فلسطين، الذي تسلم زمام رئاسته لاحقا.

كما شارك الراحل مع مجموعة من الوطنيين الفلسطينيين في تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في الخمسينات، وأصبح ناطقاً رسمياً باسمها في عام 1968، وانتخب رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في فبراير/شباط 1969، بعد أن شغل المنصب قبل ذلك "أحمد الشقيري" و"يحيى حمودة".

بندقية الثائر و غصن الزيتون

ألقى "أبو عمار" عام 1974 كلمة باسم الشعب الفلسطيني، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وحينها قال جملته الشهيرة "جئتكم حاملاً بندقية الثائر بيد وغصن زيتون باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي".

وبصفته قائداً عاماً للقيادة المشتركة لقوات الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، قاد "أبو عمار" خلال صيف 1982 المعركة ضد العدوان الإسرائيلي من لبنان، كما شارك في معارك خلال الحصار الذي فرضته القوات الإسرائيلية الغازية حول بيروت طيلة 88 يوماً انتهت باتفاق دولي يقضي بخروج المقاتلين الفلسطينيين من المدينة، وحين سأل الصحفيون "ياسر عرفات" لحظة خروجه عبر البحر إلى تونس على متن سفينة يونانية عن محطته التالية، أجاب "أنا ذاهب إلى فلسطين".

وفي تونس، تمركز "عرفات" وقيادة وكادر منظمة التحرير هناك مستكملاً خطواته نحو فلسطين.

وفي الأول من أكتوبر/تشرين الأول 1985 نجا "عرفات" بأعجوبة من غارة إسرائيلية استهدفت ضاحية "حمام الشط" بتونس، وأدت إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى من الفلسطينيين والتونسيين.

ومع حلول 1987 أخذت الأمور تنفرج وتنشط على أكثر من صعيد؛ فبعد أن تحققت المصالحة بين القوى السياسية الفلسطينية المتخاصمة في جلسة توحيدية للمجلس الوطني الفلسطيني، أخذ "عرفات" يقود حروبا على جبهات عدة.

وعقب إعلان الاستقلال في الجزائر عام 1988، أطلق "عرفات" في الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرة السلام الفلسطينية لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط، حيث انتقلت الجمعية العامة وقتها إلى جنيف بسبب رفض الولايات المتحدة منحه تأشيرة سفر إلى نيويورك.

وأسست هذه المبادرة لقرار الإدارة الأمريكية برئاسة "رونالد ريغان"، والقاضي بالشروع في إجراء حوار مع منظمة التحرير الفلسطينية في تونس.

أوسلو والسلطة

ووقّع "ياسر عرفات" ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "إسحق رابين" عام 1993، اتفاق إعلان المبادئ "أوسلو"، المثيرة للجدل، بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة (إسرائيل) في البيت الأبيض، حيث عاد ياسر عرفات بموجبه على رأس كادر منظمة التحرير إلى فلسطين.

وفي 20 يناير/كانون الثاني 1996 انتخب "ياسر عرفات" رئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية في انتخابات عامة، وبدأت منذ ذلك الوقت مسيرة بناء أسس الدولة الفلسطينية.

وبعد فشل مفاوضات كامب ديفيد في 2000 نتيجة التعنت الإسرائيلي وحرص "عرفات" على عدم التفريط بالحقوق الفلسطينية والمساس بثوابتها، اندلعت انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر/أيلول 2000، وحاصرت قوات ودبابات الاحتلال "عرفات" في مقره بدعوى قيادته الانتفاضة الشعبية.

الوفاة الغامضة

وفي منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2004 ظهرت علامات التدهور الشديد لصحة "عرفات"، بمرض غامض وتدهورت حالته الصحية سريعا في نهاية الشهر نفسه، قامت على إثره طائرة مروحية بنقله إلى الأردن ثم أقلته طائرة أخرى إلى مستشفى بيرسي في فرنسا في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2004.

وظهر الرئيس واهنا على شاشة التلفاز يرافقه طاقم طبي وقد بدت عليه معالم المرض، وفي تطور مفاجئ، تداولت وكالات الأنباء الغربية نبأ موته عرفات في فرنسا وسط نفي مسؤولين فلسطينيين.

وأعلن التليفزيون الإسرائيلي في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2004 نبأ موت "عرفات" سريرياً وأن أجهزته الحيوية تعمل عن طريق الأجهزة الإلكترونية لا عن طريق الدماغ.

وبعد مرور عدة أيام من نفي وتأكيد الخبر من مختلف وسائل الإعلام، أعلنت فلسطين رسميا عن وفاته من قبل السلطة الفلسطينية في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004، ودفن في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله بعد أن تم تشييع جثمانه في مدينة القاهرة، وذلك بعد رفض الحكومة الإسرائيلية دفنه في مدينة القدس كما كانت رغبته.

تضاربت الأقوال كثيرا في وفاة "عرفات"، وسط اعتقاد على نطاق واسع بأن وفاته كانت نتيجة لعملية اغتيال بالتسميم، أو بإدخال مادة مجهولة إلى جسمه، خاصة في ظل تأكيد طبيبه الخاص أن وفاة "عرفات" نتجت عن تسميمه، وطالب بتشريح الجثة، واعتبر أن الأعراض التي ظهرت على عرفات أثناء مرضه ربما تكون ناتجة عن الإصابة بنوع من السم الطويل الأجل.

  كلمات مفتاحية

ياسر عرفات منظمة فتح الوحدة الفلسطينية الرئيس الفلسطيني السلطة الفلسطينية

وفاة شقيقة رئيس فلسطين الراحل "ياسر عرفات" بالقاهرة

كتاب إسرائيلي: «شارون» خطط لإسقاط طائرة مدنية لاغتيال «عرفات»

فلسطينيون يحيون الذكرى الـ13 لوفاة «عرفات»

وصية عرفات لزعماء تركيا.. تعرف عليها؟