الغارديان: أمريكا وبريطانيا تريدان تبرئة بن سلمان من دماء خاشقجي

الثلاثاء 13 نوفمبر 2018 02:11 ص

بعد 6 أسابيع من مقتل "جمال خاشقجي" على يد عملاء سعوديين، بدأت عملية صنع القرار في الرياض تتغير ببطء.

وقد تسببت العواقب الناجمة عن الاغتيال في إسطنبول في الإضرار بصورة "محمد بن سلمان"، وريث العرش، ومنحت فرصة ثانية للحرس القديم من الأمراء كبار السن، الذين يتم السماع لآرائهم مرة أخرى الآن، وفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية.

وقالت الصحيفة إنه على الرغم من انزعاج العديد من قادة المملكة بسبب مقتل "خاشقجي" المريع داخل القنصلية السعودية، فإن كبار أعضاء الديوان الملكي السعودي، بمن فيهم ولي العهد، يلومون تركيا جزئيا على التصعيد العالمي، الذي يقولون إنه كان من الممكن احتواؤه إذا لعبت أنقرة وفق "القواعد الإقليمية".

وبحسب مصادر قريبة من الديوان الملكي في الرياض، فإن النظام السعودي يرى الرئيس التركي، "رجب طيب أردوغان"، قد "خان" المملكة بإفشاء تفاصيل التحقيق، ورفضه جميع الوساطات من المبعوثين السعوديين، بما في ذلك عرض دفع تعويض مالي "كبير".

وقال مصدر إقليمي لـ"الغادريان": "يقولون إنهم تعرضوا للخيانة من قبل الأتراك. وهذه هي فكرتهم في معظم الأحاديث الخاصة".

وما زالت تداعيات موت "خاشقجي" غير العادية يتردد صداها عبر قاعات السلطة في الرياض، حيث يتم الآن اتخاذ بعض القرارات بعيدا عن ولي العهد، الذي تزعم تركيا أنه أمر بالاغتيال مباشرة.

وتهدف أنقرة إلى عزل "بن سلمان" ودفع العاهل السعودي لكبح جماح ابنه، واستعادة الطرق التقليدية لممارسة الأعمال السياسية.

ووفقا للصحيفة البريطانية، تم تفسير العودة المفاجئة إلى الرياض في وقت سابق من هذا الشهر من قبل "أحمد بن عبدالعزيز"، الأخ الشقيق الوحيد الباقي على قيد الحياة للملك "سلمان"، على نطاق واسع كخطوة أولى في استعادة النظام القديم، حيث كان يتم اتخاذ القرارات بعد مشاورات واسعة بين الأمراء كبار السن.

وقاد شخص بارز آخر، وهو "خالد الفيصل"، الوفد السعودي لمقابلة "أردوغان" في أكتوبر/تشرين الأول، وقد تولى الملك نفسه المزيد من الأدوار الرئيسية، وكان أكثر وضوحا في الاجتماعات بشأن جديته في احتواء القضية.

وقال المصدر: "لقد تم قص جناحي بن سلمان، ليس هناك شك في ذلك، وليس لديه نفس القوة الآن، كما أنه خائف من خطوة كبيرة قادمة مثل تعيين ولي لولي العهد".

وفي الأيام التي تلت مقتل "خاشقجي"، تحول رد الفعل السعودي الرسمي من الإنكار التام إلى اعتراف صريح بأن "خاشقجي" قد تم قتله في معركة داخل القنصلية، وقد فشل "بن سلمان" في فهم حجم رد الفعل العالمي حول القضية أو سببه.

وقال المصدر الإقليمي: "كان يلوم الأمريكيين على خداعه في البداية، ولم يستطع فهم سبب حدوث رد الفعل ذلك منهم".

ومنذ ذلك الحين، تمت الاستعاضة عن احتضان القادة الغربيين لولي العهد نحو وجهة نظر حذرة مفادها أنه يجب وضع حد لبعض الخلافات الإقليمية التي ارتبطت باسمه.

وقال دبلوماسي بريطاني اتصلت به "الغارديان": "رأينا بومبيو يتحدث بقوة عن اليمن، لقد كان شيئا مختلفا للغاية".

وقد طالب وزير الخارجية الأمريكي، "مايك بومبيو"، في 31 أكتوبر/تشرين الأول، بوقف إطلاق النار في اليمن، وتبعه وزير الدفاع "جيمس ماتيس" وكانت هذه التصريحات الأقوى من قبل مسؤول أمريكي بشأن الحرب التي استمرت لعامين على الحدود الشرقية للمملكة.

ويوم الجمعة أيضا، قالت الولايات المتحدة إنها لن تستمر في تزويد الطائرات السعودية المقاتلة التي تقوم بمهام في اليمن بالوقود، وهي علامة أخرى على أن أهم حليف للرياض، ومورد معظم أسلحتها، يفقد الثقة في الحملة.

ووفقا للصحيفة، فإن الحصار الذي تقوده السعودية على قطر يواجه أيضا تدقيقا متجددا، حيث يُعتقد أن المسؤولين الأمريكيين منشغلون مؤخرا في إيجاد طرق لإجبار السعوديين والإماراتيين على إنهاء الأزمة، لكن عبر اتفاق يحفظ لـ"بن سلمان" ماء وجهه في الداخل والخارج.

وهناك رغبة لدى لندن وواشنطن للحفاظ على "بن سلمان"، وتستند تحركات البيت الأبيض على تقييمه بأن هناك خطرا من الانزلاق مرة أخرى نحو سيطرة المؤسسة الدينية، مع إلغاء التغيير الاجتماعي، وحدوث انهيار اقتصادي، في السعودية إذا حدث انقلاب في القصر.

وقال مسؤول عن السياسة الأمنية السعودية: "من مصلحة الجميع أن نجد طريقة للمضي قدما يمكن أن يتفق عليها قادة العالم".

وتقول الصحيفة البريطانية إن "أردوغان" غير مقتنع أن "بن سلمان" يجب أن يبقى في السلطة.

ويوم السبت، قال الزعيم التركي إن السعودية والإمارات وبريطانيا وفرنسا وألمانيا اطلعت على مقاطع صوتية تم تسجيلها لمقتل "خاشقجي" على يد فريق مكون من 15 مسؤولا أمنيا كانوا قد سافروا إلى إسطنبول وانتظروا دخوله القنصلية السعودية للحصول على أوراق خاصة بالزواج في 2 أكتوبر/تشرين الأول.

وقد أكد رئيس الوزراء الكندي "جاستين ترودو" أن المخابرات الكندية استمعت إلى تسجيل صوتي للحظات الأخيرة من حياة "خاشقجي".

وبعد ذلك، حذت ألمانيا حذوها، فيما بدا أنه جهد منسق للحفاظ على الضغط على الرياض.

ومن المؤكد أن ما تم تسجيله في تلك المقاطع لا يزال هو محور القضية ضد المملكة، وقد يساعد في الإجابة عما إذا كان ولي العهد نفسه متورطا في الأمر.

 وقد تمت إقالة مساعده الداخلي الأبرز، "سعود القحطاني"، بعد أسبوعين من الاغتيال، لكن الحكومة السعودية تصر على أن "بن سلمان" لم يلعب أي دور، وأن رجاله قد تجاوزوا المطلوب منهم في محاولة لإرضاء رؤسائهم.

 لكن يظل مسؤولو الاستخبارات في المنطقة وفي أوروبا يشككون في صدق هذا الادعاء.

  كلمات مفتاحية

جمال خاشقجي محمد بن سلمان القنصلية السعودية الديوان الملكي

ن.تايمز: قصة صعود قرصان وحارس شخصي بنجم بن سلمان

رجل بن سلمان يمول حملة مرشح لرئاسة وزراء بريطانيا