تركيا تعتزم كشف تسجيلات مقتل خاشقجي لدحض رواية السعودية

السبت 17 نوفمبر 2018 05:11 ص

كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، أن تركيا تمتلك سجلا كاملا من الاتصالات داخل وخارج القنصلية السعودية فى إسطنبول، تخص الأسبوع الذي قتل فيه الصحفي "جمال خاشقجي".

ووفق لمصدر تركي تحدث للموقع البريطاني، فإن أنقرة سوف تستخدم هذه الاتصالات لتفكيك أحدث رواية سعودية لعملية قتل "خاشقجي" داخل القنصلية والتي أشارت إلى أن أمر القتل كان وليد اللحظة، وقد أصدره قائد فرقة الاغتيال الذي لم تسمه.

وبحسب المصدر التركي، فقد منحت التسجيلات، السلطات التركية صورة مفصلة عن العناصر والفرق التي شاركت في المهمة التي صدر الأمر بها من داخل السعودية، مشيرا إلى أن محتوي هذه التسجيلات سوف يضع مزيدا من الضغوط على القيادة السعودية التي سعت لعزل نفسها عن الفضيحة.

ووفقا للمصدر التركي، فإن أنقرة تعتزم تزويد وسائل الإعلام بالمعلومات التي استقتها من الاتصالات بشكل تدريجي، كما هي العادة منذ تعرض "خاشقجي" لعملية القتل الوحشية على يد فريق من 15 سعوديا في 2 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

تبدأ المحادثات الهاتفية ذات العلاقة بمقتل "خاشقجي"، والتي اعترضتها المخابرات التركية، منذ أن حضر الكاتب في صحيفة "واشنطن بوست" إلى قنصلية بلاده للمرة الأولى في الثامن والعشرين من سبتمبر/أيلول سعياً للحصول على أوراق طلبت منه لإتمام عقد زواجه.

وبحسب الموقع البريطاني، فقد بدأ الإعداد لخطة قتل "خاشقجي"، الذي طلب منه أن يعود إلى القنصلية بعد 4 أيام، منذ لحظة مغادرته مبنى القنصلية، كما يقول المصدر.

وصرح المصدر التركي لـ"ميدل إيست آي" قائلا: "نعلم ما الذي جرى داخل القنصلية منذ اليوم الذي خطا فيه جمال إلى داخلها يوم الجمعة 28 سبتمبر/أيلول، وإلى ثلاثة أيام بعد ارتكاب الجريمة في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول.. نعلم متى وصلت الفرق وماذا ناقشوا مع القنصل العام، وكيف جهزوا أنفسهم، وكيف وزعوا أنفسهم على مجموعات، وما هي المهمة التي كلفوا بها".

ويبين المصدر أن المحادثات المفصلية كانت تلك التي جرت بين القنصل العام "محمد العتيبي" والملحق الأمني السعودي "أحمد عبدالله المزيني".

ويذكر أن "المزيني" ظل طوال الفترة الماضية بعيدا عن الأضواء، ولا يعرف ما إذا كان واحداً من ضمن ما لا يقل عن واحد وعشرين متهماً تم توقيفهم داخل المملكة العربية السعودية،  إلا أن صحيفة "صباح" التركية، المقربة من الحكومة، وصفت "المزيني" بأنه العقل المدبر للخطة.

في اليوم الذي ارتكبت فيه جريمة قتل خاشقجي كانت هناك محادثة مهمة جرت مع شخص بعينه. وعلمت صحيفة ميدل إيست آي أن ماهر عبد العزيز مطرب، قائد فرقة الموت التي أرسلت لتصفية الصحفي، أجرى تسع عشرة مكالمة مع الرياض في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول.

وعلمت الصحيفة أن 4 من هذه المكالمات كانت مع "سعود القحطاني" أحد المساعدين المقربين من ولي العهد السعودي الأمير  "محمد بن سلمان".

وبحسب ما صرح به المصدر التركي الرفيع، فقد كان "القحطاني" يدير العملية من داخل مكتب ولي العهد نفسه، وأن الذي أجاز المهمة هو نائب رئيس جهاز المخابرات "أحمد عسيري" إلا أن العمليات كانت تدار بشكل مباشر من قبل "القحطاني".

وتمت إقالة "عسيري" و"القحطاني" من منصبيهما وورد اسمهما كمتهمين ضمن آخر رواية للمدعي العام السعودي تم الإعلان عنها يوم الخميس.

إلا أن ما يحير المصدر التركي هو معرفة المخابرات الأمريكية بالمحادثة الهاتفية التي تمت بين "ماهر مطرب" والرياض ويُسمع فيه رئيس فرقة الموت، فيما يبدو، وهو يقول "أخبر سيدك"، وذلك بعد موت "خاشقجي".

وكانت هذه الجملة، التي رافقتها عبارة "لقد تمت المهمة"، قد نقلت إلى صحيفة "نيويورك تايمز" من قبل مسؤولين في المخابرات الأمريكية.

وقال مصدر "ميدل إيست آي"، الذي لديه اطلاع على المعلومات المتوفرة لدى تركيا حول قضية "خاشقجي"، إن المخابرات الأمريكية بما لديها من خبرات وتقنيات تجسس بإمكانها الكشف عن المزيد من محتويات التسجيل الصوتي الذي بات متوفرا لدى البلدين.

وعندما زارت مديرة المخابرات الأمريكية، تركيا يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول، لإجراء مشاورات حول قضية "خاشقجي"، يبدو أنها وصلت وبرفقتها فريق من 35 شخصا.

وكان من بين هؤلاء خبراء في فك رموز التسجيلات، ولغويون، وأشخاص لديهم معرفة باللهجة السعودية، وفنيون بإمكانهم تحسين جودة الصوت، بحسب ما أفاد به المصدر.

وتفاجأ ضباط المخابرات الأتراك حينما كشف نظراؤهم الأمريكيون عن محادثة "أخبر سيدك"، لأنهم في ما يبدو فاتهم الانتباه إليها.

ولكنهم، وكما يقول المصدر، أخبروا الأمريكيين بأنهم متأكدون تماما تقريبا أن "مطرب" كان يتحدث مع "القحطاني".

ويقول المصدر إن الأتراك سيستمعون إلى التسجيلات من جديد حتى يروا ماذا يمكن أن يكون قد فاتهم فيها غير ذلك.

  كلمات مفتاحية

تركيا تسجيلات جمال خاشقجي القيادة السعودية القنصلية السعودية المخابرات الأمريكية

الخارجية الأمريكية: لم نتوصل لخلاصة نهائية بشأن قضية خاشقجي