سلط موقع "مودرن ديبلوماسي" الأمريكي، الضوء على العلاقة بين الاستثمار السعودي الرياضي المتعثر داخل البلاد وخارجها والسياسة الخارجية والداخلية التي تنتهجها حكومتها، مشيراً إلى أن رئيس هيئة الرياضة السعودية والاتحاد العربي لكرة القدم "تركي آل الشيخ"، يمثل أفضل وجه لهذه السياسة المضطربة.

ويعد "آل الشيخ" من الأشخاص المقربين لولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، حيث كان أحد حراسه الشخصيين في السابق.

وأكد الموقع الأمريكي أن "آل الشيخ" ينتهج سياسة رياضية تقوم بالأساس على الإنفاق ببذخ وممارسة الإكراه مع الخصوم، وهو ما لا يقود إلى تحقيق النجاح بأي شكل من الأشكال.

وأضاف أن "آل الشيخ" كان مقربا من المستشار بالديوان الملكي السعودي "سعود القحطاني"، والذي تمت تنحيته من منصبه عقب تصاعد الأصوات المشيرة إلى ضلوعه في مقتل الصحفي "جمال خاشقجي".

وشدد "مودرن ديبلوماسي" أن الدبلوماسية الرياضية المشوبة بالحماقة التي ينتهجها "آل الشيخ" فشلت في تحقيق أهدافها، بل أنها ساهمت في تعميق أزمات السعودية المتنامية.

كما أشار إلى أن أهداف المملكة كانت تتمثل في التحول إلى مركز لإدارة كرة القدم على المستويين الإقليمي والعالمي، وذلك من خلال شن حملة مضادة لاستضافة قطر لمونديال 2022، فضلا عن التوجه نحو مصر والاستثمار في الدوري المصري الممتاز.

وسعى النظام السعودي إلى اعتماد الرياضة كورقة ضغط لدفع المغرب إلى تأييد ودعم الحصار الذي يفرضه على قطر، ورغم إنفاق السعودية لمئات ملايين الدولارات لاستضافة الأحداث الرياضية الهامة، على غرار بطولات "WWE" للمصارعة والمباريات الودية بين كبار المنتخبات العالمية، إلا أنها بالكاد تمكنت من تلميع صورة نظام "محمد بن سلمان" لدى المجتمع الدولي، ويرجع سبب ذلك إلى فظاعة جرائم الرياض، على غرار اغتيال "خاشقجي" والحرب على اليمن، والتي تسببت في حدوث أسوأ أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية.

ولم تتوقف السلطات السعودية عند هذا الحد، بل تعمدت الاستمرار في قرصنة بث مجموعة قنوات "بي إن سبورت" القطرية وعرض فعاليات مونديال روسيا 2018 بطريقة غير شرعية.

وأكد الموقع أن توجه "آل الشيخ" نحو الاستثمار في مجال الرياضة على المستويين الإقليمي والعالمي زاد الأمور سوءا بالنسبة للنظام السعودي، ومنعه من تلميع صورته الملطخة بالدماء عقب الاغتيال الوحشي لـ"خاشقجي".