استعادت أسعار النفط جانبا من خسائرها، الأربعاء، بعد يوم من الخسائر الفادحة، الثلاثاء، فقدت فيها ما بين 6.4% لخام برنت و7% تقريبا للنفط الأمريكي، على خلفية عدم اليقين بشأن النمو الاقتصادي.

وصعد سعر الخام الأمريكي بمعدل 3.5% بقيمة 1.9 دولارات مسجلا 55.3 دولارات للبرميل، مقابل 53.4 دولارات، الثلاثاء، وهو أدنى سعر له في 13 شهرا.

بينما كسب خام برنت 2.2%، الأربعاء، ليتداول على 63.9 دولارات للبرميل، بعدما بلغ 62.5 دولار للبرميل، الثلاثاء، منخفضا 38% عن أعلى نقطة بلغها 86.3 مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

فوضى البورصة

وتزامنت عمليات البيع الكبيرة مؤخرا مع المزيد من الفوضى في بورصة وول ستريت، حيث خسر مؤشر داو جونز أكثر من 600 نقطة، الثلاثاء، مع تزايد المخاوف من تباطؤ الأرباح والنمو الاقتصادي، قبل أن يصعد بشكل طفيف في التعاملات المبكرة اليوم.

وفي غضون 7 أسابيع فقط، أدت المخاوف من وفرة المعروض وضعف الطلب إلى القضاء على 30% من قيمة برميل النفط الأمريكي، منذ أن سجل أعلى مستوى له في 4 سنوات عند 76 دولار للبرميل مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وعن تفسير ذلك، قال المدير الإداري لقطاع النفط في شركة جينسكيب "كلاي سيجل": "تجار النفط غارقون في الأخبار السيئة، إن عمليات البيع الواسعة في الأسهم جعلتهم يشعرون بالقلق إزاء إمكانية حدوث تباطؤ اقتصادي، ما قد يقلل الطلب على المنتجات النفطية".

شكرا للسعودية

وشكر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" السعودية على موقفها تجاه خفض أسعار النفط، وقال في تغريدة على حسابه على "تويتر" اليوم: "أسعار النفط تتراجع. عظيم، هذا يمثل تخفيضا ضريبيا كبيرا لأمريكا والعالم. 54 دولارا (لبرميل النفط) كانت 82 دولارا. شكرا للسعودية، ولكن دعونا نذهب إلى أسعار أقل".

ويفسر بعض تجار الطاقة تعليقات البيت الأبيض على العلاقات الأمريكية السعودية بأنها كدليل على أن المملكة لن تقلل إنتاج النفط بقوة لدعم السوق، إذ سبق أن حث "ترامب" السعودية وأوبك مرارا وتكرارا على عدم القيام بأي شيء من شأنه رفع الأسعار.

وتعليقا على موقفه من السعودية بسبب اغتيال "جمال خاشقجي" قال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض، الثلاثاء: "إذا كسرناهم أعتقد أن أسعار النفط ستخترق السقف"، مضيفا أنه: "لن يدمر اقتصاد أمريكا" بسبب مقتل الصحفي السعودي.

ورغم إشادة "ترامب" بدور السعودية، إلا أنه أغفل الدور المركزي الذي لعبته أمريكا في هبوط أسعار النفط، حيث دفعت طفرة النفط الصخري الولايات المتحدة مؤخرا للتفوق على روسيا والسعودية لتصبح أكبر مُنتج للنفط في العالم للمرة الأولى منذ عام 1973.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يرتفع الإنتاج الأمريكي بأكثر من مليوني برميل يوميا عام 2018، على أن ترتفع وتيرة الانتاج بشكل أكبر في العام المقبل.

نفط إيران

وفي وقت سابق من العام الجاري، تعهدت الإدارة الأمريكية بعدم السماح بصادرات النفط الإيرانية، ما رفع الأسعار بشكل كبير، وبضغط من "ترامب"، رفعت السعودية الإنتاج إلى أعلى مستوى على الإطلاق، باعتبارها أكبر مُصدر في العالم والبلد الوحيد الذي لديه القدرة على زيادة الإنتاج بشكل كبير، كما سارعت روسيا والولايات المتحدة إلى زيادة الإنتاج.

لكن إدارة "ترامب" صدمت سوق النفط في وقت سابق من هذا الشهر باتخاذ نهج أكثر ليونة تجاه إيران، بمنحها استثناء لـ8 دول من حظر شراء النفط الإيراني، وهي الدول التي تستورد 75% من الخام القادم من طهران.

 ومن المقرر أن تجتمع الدول الأعضاء بمنظمة "أوبك" الشهر المقبل في فيينا لاتخاذ قرار بشأن مستوى الانتاج.