الارتباك الأمريكي تجاه السعودية أكبر من خاشقجي.. كيف؟

الأربعاء 21 نوفمبر 2018 10:11 ص

اعتبرت الكاتبة الأمريكية "جويس كرم" أن الارتباك الأمريكي الرسمي حول السعودية، الذي ظهر خلال الأيام القلية الماضية، حول قضية اغتيال الكاتب "جمال خاشقجي"، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول التركية، لم يكن وليد الحادث الذي وقع الشهر الماضي، وإنما هو نتيجة لانقسام سياسي سابق منذ مدة.

وبحسب تحليل للكاتبة نشره موقع "الحرة"، فللاستخبارات الأمريكية تحفظاتها على ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" منذ فترة، بسبب علاقتها الطويلة مع سلفه الأمير "محمد بن نايف"، وتفضيلها السياسات التقليدية للمملكة.

أما وزارتي الخارجية والدفاع (البنتاغون)، فيدافعان عن الأمير الشاب، رغبة في المصالح الاستراتيجية والتعاون الأمني والدفاعي.

بيد أن هذا الدفاع ظهر بشكل غير قادر على الصمود، حسب "جويس"، التي دللت على حديثها بالقول: "بدا الحرج على وزير الخارجية مايك بومبيو خلال إيجازه الصحفي، الثلاثاء، الذي لم يتخط الثماني دقائق، وارتبك فيه الوزير بتبنيه دفاع الرئيس دونالد ترامب".

انقسام كبير

وتتضح مؤشرات الانقسام في الموقف الأمريكي حول السعودية، داخل الإدارة الأمريكية، وفي الكونغرس، وبشكل أكبر ضمن الرأي العام، لينعكس في تصريحات متضاربة وتسريبات متناقضة من واشنطن حول قضية "خاشقجي".

فالخميس، قال مستشار الأمن القومي "جون بولتون"، إن التسجيل الصوتي الذي تملكه تركيا لا يورط "بن سلمان"، لتعود الاستخبارات الأمريكية وتقول الجمعة، إنها مقتنعة بأن ولي العهد السعودي أعطى أمر اغتيال "خاشقجي"، قبل أن يختلف معها "ترامب"، ويقول إن لا نتائج حاسمة حول دوره.

وبين التصريحات والتسريبات تستقيل رئيسة مكتب الخليج في البيت الأبيض "كيرستن فونتنروز"، الأحد، دون ذكر أسباب.

ويعتبر "بولتون"، الأقرب لموقف "ترامب"، حول السعودية، فيما تبدو الاستخبارات الأبعد، والوزراء التقليديون في الوسط.

تحدي السعودية

وفق تلك المعطيات، فإن التحدي الأكبر أمام الرياض يبقى في وجود "ترامب" وفي غيابه، حسب "جويس"، إذ أن شعبية الرئيس المتهاوية والتي دفعت الجمهوريين لخسارة حوالي 40 مقعدا في مجلس النواب في الانتخابات النصفية، قد ترتد عكسيا على السعودية.

وتضيف: "احتضان ترامب العلني لولي العهد وربط العلاقة الأمريكية السعودية بالعلاقة الشخصية بينهما، يضعها في مهب الانقسام الأمريكي الداخلي".

فدعم "ترامب" للرياض لن يكفي اليوم لإسكات الكونغرس، الذي يلوح بعقوبات وأسئلة وتشريعات لوقف مبيعات الأسلحة، وذلك على لسان نواب بارزين في الحزبين.

ولذلك، وفي ظل حرب اليمن واعتقال الناشطات فإن الاستياء الأمريكي الشعبي أبعد من قضية "خاشقجي"، وعلاجه يتطلب استراتيجية أبعد من مخاطبة "ترامب".

السعودية بحاجة لمخاطبة معارضيها في الداخل الأمريكي قبل المصفقين لها، لتقديم أجوبة صريحة عن اعتقالات النشطاء في الداخل، وعن خوض حرب من دون أفق سياسي حتى الآن في اليمن.

هي أيضا بحاجة، حسب الكاتبة الأمريكية، للقيام بنقلة نوعية تخاطب الداخل والخارج والقيام بإصلاحات قضائية وسياسية واستخباراتية وفصل بين السلطات وضمان حد أدنى من الشفافية يمنع تكرار مأساة "خاشقجي".

وتابعت: "قد يساعد ترشيح الجنرال السابق جون أبي زيد، سفيرا أمريكيا للمملكة، بعد عامين على فراغ المقعد، في تضييق الشرخ مع النخبة السياسية إلا أن الرأي العام هو الأهم".

  كلمات مفتاحية

محمد بن سلمان ترامب الاستخبارات المركزية الأمريكية السعودية الكونغرس جمال خاشقجي أمريكا

إمام الحرم: الاجتماع على قيادة السعودية واجب لمواجهة المتربصين