انخفضت أسعار النفط، الخميس، بعدما ارتفعت مخزونات الخام الأمريكية إلى أعلى مستوياتها منذ ديسمبر/كانون الأول 2017.

وهبط خام القياس العالمي برنت 67 سنتا إلى 62.82 دولار للبرميل، بعد أن هبط دولارا في وقت سابق من الجلسة.

كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي أكثر من دولار، قبل أن يقلص خسائره ليجري تداوله منخفضا 49 سنتا إلى 53.84 دولار للبرميل.

جاء ذلك إثر إعلان إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، الثلاثاء أن مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة ارتفعت 4.9 مليون برميل إلى 446.91 مليون برميل الأسبوع الماضي.

وهذا هو أعلى مستوى للمخزون منذ ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.

ويسود القلق داخل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) جراء توقعات بظهور تخمة في المعروض قد تدفع الأسعار لمزيد من الانخفاض.

لكن السعودية (أكبر مُصَدِّر في المنظمة) تواجه أيضا ضغوطا أمريكية للحيلولة دون ارتفاع الأسعار مجددا، وهو ما عبر عنه الرئيس "دونالد ترامب" مؤخرا، عندما أشاد بدور الرياض في انخفاض الأسعار.

ولمواجهة الزيادة في الإمدادات، تدرس أوبك اتفاقا لخفض الإنتاج خلال اجتماعها المقبل في السادس من الشهر المقبل، وإن كان من المتوقع أن تعارض إيران العضو في المنظمة أي تخفيضات طوعية، كما أحجمت روسيا (حليف أوبك) عن إظهار أي بوادر على عزمها المشاركة في أي خفض.

وقال وزير الطاقة السعودي "خالد الفالح" إنه يتوقع طلبا ضعيفا على النفط في يناير/كانون الثاني، مشيرا إلى أن المملكة سترد تبعا لذلك لتهدئة قلق الأسواق العالمية.

وأضاف الوزير السعودي، أثناء افتتاح مشروع جديد للتعدين بمدينة طريف (شمال المملكة)، أن إنتاج بلاده في الشهر الحالي كان أِعلى من مستويات أكتوبر/تشرين الأول، وأنه "ليس في مصلحة أحد أن يخلق تخمة في المعروض".

وتابع أنه من المتوقع أن ينخفض الطلب على النفط السعودي في يناير/كانون الثاني في ظل إعفاءات منحتها الولايات المتحدة لبعض الدول من العقوبات على إيران بما يسمح لها بمواصلة شراء الخام الإيراني.

وأكد "الفالح" أن سياسة المملكة لم تتغير وأنها تعمل تجاه سوق متوازنة.

وتتعرض سوق النفط لضغوط أخرى جراء ضعف الأسواق الآسيوية مع شعور المستثمرين بالقلق تجاه تباطؤ النمو العالمي في مواجهة ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية والتوترات التجارية.

ومن المتوقع أن تظل التداولات في سوق النفط هادئة حتى الإثنين المقبل، بسبب عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة.

يشار إلى أن مصادر مطلعة كشفت في وقت سابق من هذا الشهر أن السعودية تناقش مقترحا لخفض في إنتاج أوبك وحلفائها يصل إلى 1.4 مليون برميل يوميا.