أثارت تداعيات مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، التساؤلات حول مصير ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، وما إذا كان الغرب على استعداد للعمل مع ملك المستقبل، الذي تلطخت صورته، بعد تقارير تفيد بتورطه في الجريمة.

ووفق تقارير غربية متوالية، فإن هناك حالة تململ متزايد في العائلة المالكة السعودية ووجود رغبة متصاعدة في إبعاد "بن سلمان" عن كرسي حكم المملكة، بالإضافة إلى ظهور أسماء مرشحة لتحل محله في منصب ولاية العهد.

ويضعف من هذا الاتجاه تشتت جهود الأمراء المناوئين لـ"بن سلمان"، وعدم وجود قيادة موحدة، فضلا عن غياب الدعم الأمريكي الواضح لتلك الخطوة.

واللافت أنه لا يوجد لا في النظام الأساسي للحكم في المملكة، ولا في نظام هيئة البيعة أي بند يتحدث عن هذا الأمر، ويظل الأمر منوطا بشكل أساسي بالملك ثم بهيئة البيعة.

ويستبعد العضو السابق لمجلس الشورى السعودي "محمد آل الزلفة"، إمكانية عزل "بن سلمان"، مؤكدا أن "البيت الداخلي السعودي تم ترتيبه وأن الأمر منته ولا مجال لتغييره".

ويرى المعارض السعودي البارز "سعد الفقيه"، رئيس الحركة الاسلامية للإصلاح والمقيم في لندن، أن هيئة البيعة مجرد شكل صوري وأنه من المستحيل أن يضحي الملك "سلمان" بابنه ويبعده عن ولاية العهد.

ويستدل "الفقيه" على تجاوز الأسرة الحاكمة سابقاً لنظام الحكم الأساسي بتعيين الأمير "نايف" ولياً للعهد بعد وفاة الأمير "سلطان" حيث جمع الملك أعضاء هيئة البيعة عنده في قصره بالمخالفة للنظام الأساسي ولم يجرٍ أي تصويت وأخبرهم باختياره "نايف" ولياً للعهد.

وأضاف في حديثه لـ"DWعربية": "حين مات الأمير نايف وعين الأمير سلمان ولياً للعهد في أيام الملك عبدالله لم تجتمع الهيئة وإنما اتصل رئيس الديوان الملكي خالد التويجري ببعض أعضاء هيئة البيعة (50%+ 1) وأخبرهم أن الملك عبد الله اختار الأمير سلمان ولياً للعهد وبالطبع طالما هو اختيار الملك فمن الصعب جدا الاعتراض عليه".

ويرى التقرير أن فرص التغيير التلقائي من الداخل السعودي تتضاءل دون وجود دعم غربي قوي وتحديداً من جانب الولايات المتحدة.

ويعلق "الفقيه" على ذلك بالقول: "لو أعلنت الولايات المتحدة أن محمد بن سلمان هو من أصدر القرار بقتل جمال خاشقجي وأن واشنطن لا تستطيع أن تتعامل مع قاتل فأتوقع أن العائلة ستتحرك جدياً وتطيح بمحمد بن سلمان خصوصاً لوأ علن أحد الأمراء ومعه عدد من أفراد الأسرة الحاكمة توليه مقاليد الحكم في البلاد".

وأضاف: "وقتها ستنحاز لهذا الأمير قطاعات الدولة المهمة مثل الجيش والحرس الملكي والحرس الوطني بجانب القيادات الدينية والقبيلة وكل هؤلاء لديهم تململ هائل من وجود بن سلمان في الحكم واحتمال تصعيده ملكا".

لكن وفق "الفقيه"، فعلى الرغم من تصاعد الغضب بسبب قضية "خاشقجي" داخل بيت الحكم السعودي إلا أن "جهود الأمراء في هذا الشأن مشتتة للغاية، ولا توجد قيادة موحدة لهم ما يصعب من مسألة التغيير".

وكشفت "رويترز"، قبل أيام، أن عشرات الأمراء وأبناء العمومة من الفروع ذات النفوذ في أسرة آل سعود يتناقشون مع أفراد آخرين من الأسرة الحاكمة في إمكانية أن يتولى الأمير "أحمد بن عبدالعزيز" (76 عاما) الشقيق الأصغر للملك "سلمان" (82 عاما) وعم ولي العهد العرش بعد وفاة الملك.