سجلت أسعار النفط أدنى مستوى لها في عام 2018، خلال جلسة متقلبة متأثرة بدلائل على وجود تخمة في المعروض، والتوقعات الاقتصادية القاتمة للنمو والتجارة، وكأن النفط يشارك في "جمعة سوداء" خاصة به.

وجاء التراجع في الأسعار رغم التوقعات في الأسواق بأن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ستبدأ في كبح الإنتاج بعد اجتماع من المقرر أن يعقد في 6 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

و"الجمعة السوداء" من أبرز الأيام من الناحية التجارية في أمريكا وأوروبا، ويوافق يوم الجمعة الذي يأتي عقب "عيد الشكر" الأمريكي والذي يصادف آخر يوم خميس في شهر نوفمبر/تشرين الثاني، وفيه تقدم المتاجر خصومات كبيرة لعملائها الذين ينتظرون هذا اليوم كل عام، وعندما وافق الجمعة 23 نوفمبر/تشرين الثاني هذا العام.. بدت أسواق النفط تعيش جمعتها الخاصة غير المرتبة سلفا.

وتراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت إلى أقل من 60 دولاراً، مسجلة أدنى مستوى منذ ديسمبر/كانون الأول 2017 منخفضة 2.68 دولار عن الإغلاق السابق، وبخسارة تعادل 4.28%.

كما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 50.60 دولار للبرميل، مسجلة أدنى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2017، قبل أن تتعافى قليلاً إلى 51.33 دولار للبرميل، وبخسارة نسبتها 6.04% عن الإغلاق السابق.

ويرجع ذلك الهبوط في الأسعار إلى زيادة المعروض من الخام في الأسواق العالمية هذا العام، وضخ أكبر 3 منتجين؛ (أمريكا وروسيا والسعودية)، أكثر من ثلث الاستهلاك العالمي البالغ نحو 100 مليون برميل يومياً.

وفسر بنك الاستثمار الحكومي الأمريكي "جيفريز"، الجمعة، تلك الأسعار بأن "السوق متخمة في الوقت الحالي، والسوق المتخمة تمر بوقت صعب فيما يتعلق بإيجاد أرضية (للسعر)".

كما أن زيادة الإنتاج ترافقت مع توقعات بتراجع الطلب بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي، لتهبط أسعار النفط بنحو 30% من مستويات الذروة التي بلغتها في أوائل أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وكنتيجة للتراجع الكبير في الأسعار والطلب على النفط، قالت السعودية، أكبر مصدر للخام في العالم، الخميس، إنها قد تقلص الإمدادات.

وتضغط السعودية على "أوبك" من أجل خفض إمدادات الخام بما يصل إلى 1.4 مليون برميل يومياً للحيلولة دون حدوث تخمة في المعروض.

ومن المتوقع أن تصل "أوبك" لذلك القرار خلال اجتماعها رسميا في 6 ديسمبر/كانون الأول لمناقشة سياسة الإنتاج.