استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ما يبيعه ترامب في الجمعة السوداء.. النفط والأسلحة والأخلاق

الأحد 25 نوفمبر 2018 09:11 ص

أعاني حقا لأجد إجابة لهذا السؤال، ما هو أسوأ شيء في نهج الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بالنسبة للسياسة الخارجية؟ هل هو أنه غير أخلاقي تماما أم أنه ساذج للغاية؟ حسنا، أعتبر الإجابة مزيجا مريعا من الاثنين، فالرئيس الأحمق غير الأخلاقي هو أسوأ شيء على الإطلاق. إنه يبيع القيم الأمريكية ولا يحصل على أي شيء ذي قيمة في المقابل.

ويقدم "ترامب" نفسه بصفته صانع صفقات متمرس، ثم يسمح لكل هؤلاء القادة باللعب به. وربما يدعون بعضهم البعض: "هلموا! ترامب يتخلى عن كل شيء مجانا! فقط أخبره أنك تحارب إيران أو الإخوان المسلمون، أو أنك صديق لشيلدون أديلسون، وستحصل على هدايا مجانية!"

وفي شهر مايو/أيار الماضي، احتفلت (إسرائيل) بعيد "هانوكا" مبكرا عندما نقل "ترامب" السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهو حلم كل رئيس وزراء إسرائيلي، مجانا! وكان من الممكن لـ "ترامب" أن يذهب إلى "بيبي نتنياهو" ويقول: "بيبي، سوف أبرم معك صفقة، سوف أحقق حلمك وأنقل السفارة. لكن في المقابل، ستقوم بتجميد جميع المستوطنات الإسرائيلية في قلب الضفة الغربية". ثم كان بإمكان "ترامب" أن يقول للفلسطينيين: "لن تحبوا ذلك، أنا بصدد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. لكنني سأحصل على شيء لم يحضره لكم أي رئيس أمريكي، أي تجميد المستوطنات الإسرائيلية خارج الكتل الاستيطانية".

وبدلا من ذلك، نقل "ترامب" السفارة مجانا. حسنا، لا يجب أن أقول ذلك، لكنه كان قد حصل على ملايين الدولارات من التبرعات لصالح حملته من الملياردير اليهودي اليميني "شيلدون أديلسون"، الذي ضغط من أجل نقل السفارة، ولقي الإجراء تصفيقا حارا من الإنجيليين. لذلك حصل "ترامب" على شيء، لكن أمريكا لم تحصل على شيء.

والآن، جاء عيد الميلاد مبكرا لولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، على شكل بطاقة إفلات من المحاسبة بعد تورطه في قتل الصحفي السعودي المعتدل "جمال خاشقجي" في القنصلية السعودية في إسطنبول. وقد تم قتل "خاشقجي" على يد فريق سعودي، والذي أفيد بأنه قام بعد ذلك بنشر جثته بالمنشار، وأذاب الجثة فيما بعد في الحمض.

ويدعي السعوديون أن هذه كانت عملية مارقة قام بها حراس رئيسيون ومساعدون لولي العهد. لكن علينا أن ننتبه لهذا الادعاء، فلم تحدث أبدا عملية مارقة من قبل أقرب المساعدين والحراس لزعيم سعودي في تاريخ المملكة العربية السعودية. هذا غير ممكن، فهذه ملكية مطلقة، وهذا أمر جاء من القمة.

لكن لأن أحدا لا يمكن أن يثبت ذلك بشكل قاطع، اختار "ترامب" إعطاء "بن سلمان" مساحة للهروب، باستخدام نفس اللغة التي استخدمها مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، وهو متلق آخر لهدايا "ترامب" المجانية. فعندما أعلنت وكالات الاستخبارات الأمريكية أن "بوتين" تدخل في انتخابات عام 2016، قال "ترامب" إن "بوتين" أخبره أنه لم يفعل ذلك.

وعلى ماذا حصل الشعب الأمريكي؟ لا شيء، باستثناء محاضرة من "ترامب" حول سبب حاجتنا إلى مساعدة روسيا حول العالم. ومرة أخرى، رغم ذلك، قد يكون "ترامب" شخصيا قد حصل على شيء ما، مثل مزيد من الصمت من "بوتين" حول ما يعرفه عن الأمور المالية لـ"ترامب" أو أي مغامرات أخرى.

أما بالنسبة للسعوديين، فقد أصدر "ترامب" بيانا رسميا الثلاثاء الماضي جاء فيه: "ينكر الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان بشدة أي معرفة بالتخطيط أو تنفيذ قتل خاشقجي. وتواصل وكالتنا الاستخباراتية تقييم جميع المعلومات، لكن من المحتمل جدا أن يكون ولي العهد على علم بهذا الحدث المأساوي، ربما فعل وربما لم يفعل!".

وكان بإمكان "ترامب" إخبار "بن سلمان": "أعلم أن هذا الأمر جاء منك، وبالتالي لن تحصل على بطاقة هروب مجانية. في البداية، سوف تفرج عن هؤلاء الناشطات اللاتي اعتقلتهن من السجن. وسوف تعلن عن وقف إطلاق النار الفوري من جانب واحد في اليمن. دع الإيرانيين والحوثيين وسنتكفل بالأمر إذا هاجموا من هناك. وسوف تنهي الحصار الغبي لقطر، وأتوقع منك أن تستمر في اتخاذ خطوات لتصحيح الإسلام السعودي، وضمان عدم تصدير الأفكار السلفية الجهادية إلى أي مسجد أو مدرسة من بلدك مرة أخرى".

وبدلا من ذلك، أعطى "ترامب" وليالعهد السعودي البطاقة مجانا، وقال: "لقد وافقت المملكة على إنفاق واستثمار 450 مليار دولار في الولايات المتحدة".

وقد يكون هذا هو أغبى هراء خارج عن مبادئ الولايات المتحدة من قبل أي رئيس في التاريخ الأمريكي، خاصة عندما تعلم أن السعوديين لن ينفقوا ولو جزءا صغيرا من ذلك المبلغ، ولن يكون ذلك في مصلحتنا أو مصالحهم إذا فعلوا ذلك. ولكن حتى لو اشتروا الكثير من الأسلحة، فأي ضرر ذلك الذي سيلحق بمكانتنا الأخلاقية في جميع أنحاء العالم بمثل هذه الصفقة الشريرة من أجل المال؟

وأكرر: "يتحدث الناس كما لو أن خيارات أمريكا في الشرق الأوسط هي بين حلفاء جيدين، مثل السعودية، وخصوم سيئين، مثل إيران، لكن خياراتنا الفعلية هي بين الحلفاء السيئين والأعداء السيئين"، بالضبط كما قال "كريم سجادبور" خبير الشرق الأوسط في مؤسسة "كارنيغي".

وتتصرف إيران والمملكة العربية السعودية بشكل مروع، فقط بطرق وفي أماكن مختلفة. لكن الكثير من الناس يرون إيران الطرف الشرير في الأشهر الأخيرة لأنها معادية لـ"ترامب" ومناهضة لـ(إسرائيل)، في حين أصبح السعوديون موالين لـ"ترامب" وهم يتوافقون ضمنا مع (إسرائيل).

فهل تعلم أنه، بحسب "رويترز"، ففي 28 سبتمبر/أيلول، وقبل 4 أيام من مقتل "خاشقجي" في إسطنبول، "أغلقت الشرطة الدنماركية جسرين رئيسيين أمام حركة المرور، وأوقفت خدمات العبارات من الدنمارك إلى السويد وألمانيا"، وتم عزل كوبنهاغن عن بقية الدنمارك ما تسبب في اختناقات مرورية هائلة، وذلك "في عملية للشرطة على مستوى البلاد" تهدف إلى منع هجوم من قبل عميل حكومي إيراني على إيراني عربي يعيش في المنفى في الدنمارك؟ وهل تعلم أن الدنمارك استدعت سفيرها من طهران بسبب الحادث؟

وهل تعلم أنه في 2 أكتوبر/تشرين الأول، في نفس اليوم الذي قُتل فيه "خاشقجي"، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن "المسؤولين الفرنسيين يقولون إن وزارة الاستخبارات الإيرانية كانت وراء مؤامرة لتفجير مظاهرة لجماعات المعارضة الإيرانية في باريس في يونيو/حزيران؟ وأن الحكومة الفرنسية جمدت أصول اثنين من كبار المسؤولين الإيرانيين؟"

في الحقيقة، بدلا من الاختيار بين الحلفاء السيئين والأعداء السيئين، علينا أن نعمل بشكل محموم لفعل الشيء الوحيد الذي يخدم المصالح الأمنية لبلدنا بالكامل، ومصلحته المالية واهتماماته المعنوية، وهو إطلاق مشروع "مانهاتن" يهدف لاكتفاء أمريكا من النفط بحلول عام 2025.

إن إدماننا على النفط هو الذي يمول الكثير من السلوك السيئ في الشرق الأوسط. إن إدماننا على النفط هو الذي يجبرنا على غض الطرف عن جريمة قتل مروعة. وإدماننا على النفط هو الذي يقودنا إلى التفكير في حقيقة أنه لا حرج في التضحية بالعدالة مقابل الحصول على طلبات لشراء الأسلحة.

المصدر | نيويورك تايمز

  كلمات مفتاحية

دونالد ترامب جمال خاشقجي بيان ترامب سي آي إيه

أمريكا تقر بيع وتحديث طائرات للمغرب بـ5 مليارات دولار

1.8 مليارات دولار مبيعات الجمعة البيضاء بالكويت

7.4 مليار دولار حصيلة مبيعات الجمعة السوداء بأمريكا

الأمريكيون تسوقوا أسلحة تكفي مشاة البحرية في "الجمعة السوداء"

 9 مليارات دولار حصيلة مبيعات الجمعة السوداء بأمريكا