تراجعت أسعار النفط يوم الثلاثاء تحت ضغط إنتاج السعودية القياسي رغم مساعي أكبر منتج في أوبك لخفض الإمدادات قبل اجتماع المنظمة في النمسا الأسبوع المقبل.

وهبط خام القياس العالمي (برنت) في العقود الآجلة لفترة وجيزة عن 60 دولارا للبرميل ثم عاود الارتفاع إلى 60.16 دولار، ليظل منخفضا 32 سنتا بما يعادل 0.5% عن الإغلاق السابق.

كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 45 سنتا أو 0.9% إلى 51.18 دولار للبرميل.

وأوضح مصدر بقطاع النفط، أمس الإثنين، أن السعودية زادت إنتاجها من النفط إلى أعلى مستوياته على الإطلاق في نوفمبر/تشرين الثاني  الجاري، عبر ضح ما بين 11.1 مليون و11.3 مليون برميل يوميا.

وبذلك فقدت أسعار النفط نحو ثلث قيمتها منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول، متأثرة بتخمة بدأت تظهر في المعروض وضعف الأسواق المالية عموما.

وذكر بنك جيفريز الاستثماري الأمريكي، في مذكرة له، الثلاثاء، أن تصحيح أسعار النفط تلقى ضربة تاريخية، مضيفا أن سلبية مردود السعر شديدة كما كان الحال إثر الأزمة المالية لعام 2008 واجتماع أوبك في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، عندما قررت المجموعة عدم التحرك في مواجهة المعروض المفرط في السوق.

وقال رئيس أبحاث السلع في بنك "جوليوس باير" السويسري " نوربرت روبير" إن أسعار النفط تراجعت بعد "تغير سريع ومفاجئ بشكل مفاجئ في مزاج السوق بين التخوف من نقص المعروض إلى القلقة من تخمته" في وقت كان الاقتصاد العالمي يتباطأ فيه أيضا.

وإزاء ذلك، يترقب المتعاملون نتيجة اجتماع مجموعة العشرين (الدول الممثلة لأكبر 20 اقتصادا في العالم) عاصمة الأرجنتين بوينس آيرس، وكذلك نتيجة اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك".

فقادة العشرين سيجتمعون في 30 نوفمبر/تشرين الثاني و1 ديسمبر/كانون الأول، وعلى رأس أولوياتهم الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.

لكن مع وجود أكبر 3 منتجين للنفط الخام على الطاولة (روسيا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودي) فمن المتوقع أيضاً مناقشة السياسة النفطية.

أما ممثلو دول أوبك فسيجتمعون في فيينا يوم 6 ديسمبر/كانون الأول لمناقشة سياسة الإنتاج مع بعض المنتجين من خارج أوبك، بما في ذلك روسيا.

ومارس الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ضغوطا على السعودية لعدم خفض الإنتاج مؤخرا، لكن معظم المحللين يتوقعون أن تبدأ "أوبك" في تقليل إمداداتها في وقت قريب.

بينما حذر رئيس شركة FGE للاستشارات في مجال الطاقة "فريدون فيشاركي" من أن فشل الأوبك وروسيا في خفض الإمدادات يعني أن أسعار النفط الخام ستهوي أكثر، لتصل إلى 50 دولاراً للبرميل مع خام برنت، و40 دولاراً للبرميل أو أقل مع خام غرب تكساس الوسيط.