اعترفت (إسرائيل)، رسميا، بفشل العملية الاستخباراتية، التي حاولت تنفيذها في خان يونس، على حدود غزة، في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وقررت تشكيل لجنة عسكرية خاصة للتحقيق في الإخفاق.

وقال محلل الشؤون العسكرية في القناة العاشرة بالتلفزيون العبري "ألون بن دافيد"، إن القائد العام لجيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال "غادي آيزنكوت"، قام بتعيين لجنة خاصة برئاسة الجنرال "نيتسان ألون"، لفحص الإخفاق الذي ميز العملية.

وأوضح "بن دافيد"، في نشرة الأخبار المركزية، نقلا عن مصادر أمنية رفيعة في (تل أبيب)، أن العملية المذكورة كشفت من قبل "حماس"، لافتا إلى أن الحركة الفلسينية تمكنت من مصادرة الأغراض الشخصية لعدد من أفراد الوحدة الخاصة والنخبوية التي فشلت في تنفيذ العملية المذكورة.

ورفض المحلل الإسرائيلي، أن يفصح عن اسم الوحدة أو التفاصيل الأخرى عن العملية وأهدافها، التي لم تتمكن الوحدة من تحقيقها "في تلك الليلة الظلماء"، حسب وصفه.

وتابع أن "لجنة التحقيق ستقوم بالنظر في ظروف العملية، وسبب فشلها المدوي"، لافتا إلى أن هذا الفشل "سيلقي بظلاله السلبية على عمليات إسرائيلية أخرى في عدد من الدول الأعداء في منطقة الشرق الأوسط"، حسب قوله.

وأضاف: "هذا الأمر يقلق الجيش الإسرائيلي جدا، لأنه على الصعيد الاستراتيجي سيلحق أضرارا جسيمة بالعمل وراء خطوط العدو بصورة سرية".

ووفقا لمراقبين، فإن اللجنة ستضطر إلى تقديم توصيات بإقالة ضباط كبار من الجيش، وإبعادهم من مناصبهم الحساسة، مشيرين إلى أنه حتى الآن لم يعرف كيفية وصول المعلومات الشخصية للضباط والجنود، الذين شاركوا في العملية، إلى أيدي حركة "حماس".

في الوقت نفسه، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، طلبت الحصول على تقرير سري حول ظروف العملية.

وأعلنت "القسام" الذراع العسكري لحركة "حماس"، في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أنها اكتشفت قوة إسرائيلية متسللة إلى خان يونس، واشتبكت مع عناصرها؛ ما أسفر عن استشهاد 7 أشخاص، ومقتل ضابط إسرائيلي.

والخميس الماضي، قالت "القسام" إنها وصلت إلى مراحل متقدمة في كشف خيوط توغل القوة الإسرائيلية جنوبي قطاع غزة، قبل أن تنشر صورا لأشخاص، بينهم سيدتان، قالت إنهم من أفراد القوة الإسرائيلية الخاصة، التي تسللت إلى مدينة خان يونس.

البيانات التي كشفتها "القسام"، دفعت الرقيبة العسكرية الإسرائيلية الجنرال "أرئيلا بن أفراهام"، إلى استجداء وسائل الإعلام بعدم نشر تفاصيل عن العملية.

وأضافت موجهة حديثها إلى المستخدمين الإسرائيليين، إنه بغض النظر عن موثوقية المعلومات "نطلب منك عدم نشر الصور أو تحديد المعلومات الشخصية أو المعلومات الأخرى التي لفتت انتباهك، وذلك يشمل وسائل الإعلام، والشبكات الاجتماعية".

ورغم وجود سيناريوهات متعددة، إلا أن الجيش الإسرائيلي لم يعلن حتى الآن رسميا عن الغرض من تلك العملية التي رجحت معظم التقارير أنها عملية استخباراتية، ليس الغرض منها قتل أو اختطاف عناصر من المقاومة.

فيما اكتفى عضو المكتب السياسي لـ"حماس"، "موسى أبومرزوق"، بالقول قبل أيام، إن القوة الإسرائيلية تسللت إلى غزة لـ"أغراض استخبارية" دون تقديم أية تفاصيل.