غزة.. منحة الكهرباء القطرية تزيد طاقة الإنتاج وتقلل البطالة

السبت 1 ديسمبر 2018 09:12 ص

استبشر أصحاب المنشآت التجارية والصناعية في غزة خيراً في أن يعوضوا خسائرهم المالية جراء استخدام بدائل الطاقة المكلفة، بعد التحسن الملحوظ الذي يعيشه القطاع بعد وصول الكهرباء على مدار الـ24 ساعة متواصلة، لأول مرة منذ 12 عاماً.

وشكل إدخال الوقود القطري، لمحطة الكهرباء الوحيدة في غزة، وتشغيل عدد أكبر من المحولات، نقلة نوعية على واقع الكهرباء، ما انعكس بشكل إيجابي على كافة مناحي الحياة.

وتشكل الطاقة الكهربائية إحدى أهم الأدوات الأساسية لتشغيل المنشآت الصناعية، حيث أن تراجع إنتاج هذه المصانع وخسائرها الفادحة التي تتكبدها يعود إلى ضعف القوة الإنتاجية لغياب المصادر الأساسية المشغلة لتلك الآلات والتي تحتاج إلى جهد كهربائي كبير.

وبعد أن تحسن جدول توزيع الكهرباء، بدأت المصانع من جديد تشغيل عدد كبير من الآلات، تمهيدا لزيادة الإنتاج، وتحقيق طفرة ونقلة نوعية تعوض خسائرهم، حسب صحيفة "القدس العربي".

وساهمت قطر بكميات من الوقود لمحطّة توليد الكهرباء في غزة، التي تعاني من أزمة خانقة في ظل قلة مصادر الطاقة، في منحة قدرتها الأمم المتحدة بـ60 مليون دولار، لمدة 6 أشهر.

نقلة نوعية

وقال "صادق الفيرى"، صاحب مصنع خياطة، يقوم بتشغيل عشرات العمال، إن التحسن الكبير الذي طرأ على جدول الكهرباء، "شكل نقلة نوعية كبيرة في أول أسبوعين على إيرادات المصنع الاقتصادية".

وأضاف: "في حال استمر وضع الكهرباء على هذا الحال، فسيتم زيادة تشغيل الأيدي العاملة".

وتمكن "الفيرى"، من مضاعفة طاقة المصنع الإنتاجية من خلال توفير عدد كبير من العمال، وتشغيل مزيد من الآلات التي لم يكن قادراً على تشغيلها سابقاً.

وتابع أن "سير العملية الإنتاجية يحتاج بشكل أساسي للطاقة الكهربائية، إذ يشكل انقطاع التيار الكهربائي أزمة حقيقية تتعلق بتشغيل المولدات الكهربائية لساعات قليلة، نظراً لارتفاع تكلفة المحروقات التي تستنزف مبالغ كبيرة، وهذا شكل لنا خسائر تتعلق بضعف القدرة الإنتاجية، إضافة إلى تسريح عشرات العمال".

وزاد: "لكن مع هذا التحسن عاد العمال لتشغيل مزيد من الآلات".

عصب الصناعة

وعبر "يزيد درويش"، صاحب ورشة حدادة، عن بالغ سروره، من تحسن جدول الكهرباء، والذي انعكس على واقعه الاقتصادي إيجابا، بعد أن فتحت ورشته أبوابها أمام الزبائن.

وقال إن الطاقة الكهربائية هي عصب الورشة التي يمتلكها.

وأضاف "درويش": "على الرغم من وجود مولدات كهربائية، إلا أن الجهد الكبير الذي تحتاجه آلات الورشة لا يمكن لأي مولد صغير تلبيته وهذا ما جعله يغلق ورشته".

خفض البطالة

من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي "ماهر الطباع"، أن واقع الحركة الاقتصادية في غزة تطور بنسبة 50% وذلك بعد التحسن الكبير الذي طرأ على جدول الكهرباء الذي أثر إيجابياً على واقع الحركة الاقتصادية.

ولفت إلى أن هذا ملامح هذا التغيير ظهر في تشغيل المزيد من الأيدي العاملة في بعض المنشآت، وزيادة الطاقة الإنتاجية تزامناً مع التخلص من بدائل الطاقة المرهقة.

وأضاف "الطباع"، أن هذا التحسن الملحوظ يعتبر من الحلول المؤقتة، وذلك في ظل انحسار منحة قطر من الوقود والمقررة إلى 6 أشهر، حيث أن هذا الانتعاش لن يدوم بعد انتهاء كميات الوقود المقدمة.

في حين أن كل هذا مرهون بالواقع السياسي الفلسطيني الإسرائيلي، فبأي لحظة من الممكن عودة الأمور إلى سابق عهدها، لذلك الواقع الاقتصادي يحتاج إلى حلول دائمة تتضمن استمرار وصول الكهرباء، بالإضافة إلى تسهيل الحركة التجارية على معابر غزة.

ويعاني أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة من العديد من الأزمات المتراكمة وأهمها أزمة انقطاع التيار الكهربائي والتي تدخل عامها الثاني عشر منذ تولي حكومة "حماس" زمام الأمور.

  كلمات مفتاحية

غزة منحة قطرية الكهرباء صناعات البطالة تشغيل

ألمانيا تبني محطتين للطاقة الشمسية في قطاع غزة