أثارت تصريحات أعضاء الكونغرس الأمريكي المؤكدة لتورط ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" في اغتيال الصحفي "جمال خاشقجي"، والتي جاءت عقب إفادة مديرة الاستخبارات الأمريكية "جينا هاسبل"، ردود أفعال وتساؤلات مختلفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ففيما اعتبر المعارض السعودي "عمر بن عبدالعزيز"، إن هذه الشهادة جاءت متأخرة، تساءل رئيس تحرير صحيفة العرب القطرية "عبدالله العذبة"، عن موقف الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" من موقف "هاسبل"، وهل سيقيلها كما فعل مع وزير العدل السابق ووزير الخارجية السابق "تيلرسون".
وتساءلت الإعلامية الجزائرية "مريم بلعالية"، عما قالته "هاسبل": "لتُحدث هزة في مجلس الشيوخ ويخرج بعض الأعضاء من الجلسة أكثر إصراراً ويقيناً بأن ولي العهد السعودي متورط في قتل جمال خاشقجي؟".
بدورها، قالت مراسلة قناة "الجزيرة" بواشنطن "وجد وقفي"، إن أحد أسباب غضب زعماء مجلس الشيوخ الثمانية الذين استمعوا إلى مديرة الـ CIA وأجمعوا على ضلوع ولي العهد بالاغتيال هو أن وزير الخارجية الأمريكية "مايك بومبيو" ووزير الدفاع "جيمس ماتيس" و"ترامب" الذين استمعوا من "جينا هاسبل" إلى المعلومات ذاتها قالوا إنه لا يوجد دليل دامغ، فرد عليهم السيناتور "ليندسي غراهام": بل "يوجد.. منشار دامغ".
أما المفكر والمعارض السعودي "محمد المسعري"، فقال: "سيأتي الدور - قريبا بإذن الله - على رأس الإجرام ترامب ... وصهره كوشنر!!!".
وفيما تساءل ناشطون عن مواجهة محتملة بين الكونغرس والبيت الأبيض؟، أكد أخرون أن الخناق قد اشتد على "ترامب" عقب إفادة "هاسبل"، متسائلين هل سيقيل "هاسبل" كما فعل مع وزير العدل السابق؟
وأعرب مسؤولون وأعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي، الثلاثاء، عن تأكدهم من مسؤولية "بن سلمان" المباشرة عن اغتيال الصحفي "جمال خاشقجي"، مطالبين حكومتهم بموقف حقيقي وواضح ضده. (طالع المزيد)
وتأتي الإفادة التي قدمتها "هاسبل" بعد الانتقادات التي واجهتها إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، من عدد من المشرعين الأسبوع الماضي، بعد فشل "هاسبل" في الانضمام إلى إحاطة سابقة أمام مجلس النواب حول السياسة السعودية قام بها كل من وزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين "مايك بومبيو" و"جيمس ماتيس".
كانت صحيفة "الغارديان" البريطانية ذكرت، الأسبوع الماضي، أن البيت الأبيض منع "هاسبل"، أو أي مسؤول أمني من تقديم إحاطة لدى مجلس النواب بخصوص اغتيال "خاشقجي"، قبل أن تخرج الوكالة وتنفي هذه الأنباء.
وخلص تقرير "CIA"، إلى أن "قتل خاشقجي كان بأمر مباشر من ولي العهد السعودي"، حسبما كشفت تسريبات من التقرير نقلتها وكالات أنباء عالمية وصحف غربية.
لكن "ترامب"، الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع الرياض، شكك في تقرير الوكالة، وتعهد بأن يظل "شريكا راسخا" للسعودية على الرغم من قوله إن "بن سلمان ربما كان لديه علم بخطة قتل خاشقجي وربما لا".
واغتيل "خاشقجي"، في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، داخل قنصلية السعودية في إسطنبول التركية، قبل تقطيع جثته، والتخلص منها، في حادثة اعترفت بها المملكة، بعد طول إنكار، قبل أن تحيل 11 شخصا للمحاكمة، دون أن تكشف عمن أصدر الأوامر لهم، أو أي تفاصيل حول مصير الجثة.
