أرجعت مصادر دبلوماسية مصرية التصعيد الإيطالي في قضية مقتل الطالب "جوليو ريجيني" إلى خلافات جوهرية بين روما والقاهرة بشأن الأزمة في ليبيا.

وقالت المصادر، لـ"الخليج الجديد"، إن روما منزعجة من عرقلة القاهرة لخططها في ليبيا، وتقاربها مع فرنسا لصالح حليفها الجنرال "خليفة حفتر"؛ ما يهدد مصالح إيطاليا الاقتصادية والاستراتيجية جنوب البحر المتوسط.

وتمتد الخلافات بين إيطاليا ومصر إلى ملفات أخرى تتعلق بعقود النفط والسلاح، واستثمارات أخرى في البلد الغني بالنفط.

ولم تستبعد المصادر محاولة روما الاستفادة من تداعيات مقتل الكاتب السعودي "جمال خاشقجي"، في إعادة تحريك قضية "ريجيني" بعد نحو 3 سنوات من مقتله في فبراير/شباط 2016.

وتحاول السلطات الإيطالية الضغط على نظيرتها المصرية من خلال تسريب معلومات جديدة عن القضية، ووضع قيادات من الأمن المصري على قائمة المطلوبين، والتهديد بوضع وزير الداخلية المصري السابق اللواء "مجدي عبدالغفار" ضمن لائحة المتهمين.

كان الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، وحليفه "خليفة حفتر"، شاركا في مؤتمر باليرمو، الشهر الماضي، بعد إلحاح إيطالي، مقابل عدم إصدار قرارات أو توصيات تصب في صالح خصومهما السياسيين.

ووترت قضية "ريجيني" العلاقات بين مصر وإيطاليا التي استدعت سفيرها العام 2016، ثم أعادته في العام التالي 2017، قائلة إنها ستعيد مبعوثها للقاهرة لمواصلة البحث عن قتلة طالب الدكتوراه.

ويحاول "السيسي" ترضية شركة "إيني" الإيطالية وزيادة حصتها في استثمارات الطاقة في مصر، ومنح العملاق الإيطالي تسهيلات ومزايا إضافية، مقابل العمل لدى حكومة روما على تسكين ملف "ريجيني".

ورغم التصعيد الإيطالي، خلال الأيام الماضية، شاركت روما في مؤتمر "إيديكس 2018" للصناعات العسكرية الذي نظمته مصر للمرة الأولى، الأسبوع الماضي، كما شهد المؤتمر توقيع اتفاقية مشتركة بين قائد سلاح الدفاع الجوي المصري والوفد الإيطالي.

وعُثر على جثمان "ريجيني" أوائل فبراير/شباط 2016، وبه آثار تعذيب بعد أيام من اختفائه، عشية الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011؛ ما دعا البعض إلى اتهام أجهزة اﻷمن المصرية بالضلوع في مقتله وهو ما نفته السلطات المصرية.