أرسل العاهل المغربي الملك "محمد السادس"، أمس الثلاثاء، برقية تهنئة إلى العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبدالعزيز آل سعود"، بمناسبة الذكرى الرابعة لاعتلائه عرش المملكة.

وتنهي هذه البرقية فترة من الصمت والتوترات غير المعلنة في العلاقات بين كل من المغرب والسعودية، بحسب تقارير عديدة رصدت عددا من المواقف الجامدة بين البلدين.

وقال ملك المغرب، في برقيته: "يطيب لي بمناسبة احتفال المملكة العربية السعودية بالذكرى الرابعة لبيعتكم، أن أعرب لكم عن أحر تهانئي وأصدق متمنياتي لكم بموفور الصحة والعافية وسابغ السعادة والهناء، وللشعب السعودي الشقيق باطراد التقدم والرخاء، في ظل قيادتكم الحكيمة"، وفقا لموقع "هسبريس" المغربي.

وأضاف: "اعتبارا لما يربطنا شخصيا وأسرتينا الملكيتين من أواصر الأخوة المتينة، والتقدير المتبادل، أغتنم هذه المناسبة لأنوه بالمستوى المتميز لعلاقات التعاون المثمر والتضامن الفاعل التي تجمع بلدينا، مؤكدا لكم حرصي القوي على مواصلة عملنا المشترك من أجل تعزيز الشراكة الاستراتيجية التي تربطهما في جميع المجالات، لما فيه صالح شعبينا الشقيقين".

وكانت التوترات السعودية المغربية قد وصلت إلى مستوى شبه علني بعدما أعلن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة في السعودية، "تركي آل شيخ"، عبر تغريدات بـ"تويتر" أن بلاده لن تدعم المغرب في مونديال 2026.

وقال المسؤول الرياضي السعودي في تغريدة أخرى هاجم فيها المغرب: "هناك من أخطأ البوصلة، إذا أردت الدعم فعرين الأسود في الرياض هو مكان الدعم، ما تقوم به هو إضاعة للوقت، دع الدويلة تنفعك"؛ وذلك في إشارة إلى موقف المغرب من الأزمة الخليجية مع قطر ووقوفه على الحياد.

كما قال "آل الشيخ" في تصريحات لشبكة "بلومبرغ" الأمريكية إن "أمريكا حليفتنا وطرقت بابنا منذ 2017، ولن نغلق الباب في وجه من طرق بابنا، ولن نرد أمريكا خائبة، ولو على حساب المغرب".

وصوتت 7 دول عربية لصالح الملف الثلاثي (أمريكا وكندا والمكسيك)، على رأسها: (السعودية، والإمارات، والبحرين، والكويت، والأردن، ولبنان، والعراق)، وهو ما اعتبره وزير الشباب والرياضة المغربي، "رشيد الطالبي العلمي"، في مؤتمر صحفي، "خيانة".

وردت المغرب بعدم مشاركتها في اجتماع لدول تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية.

ومؤخرا، قرر الملك "سلمان" قضاء عطلته الصيفية في مدينة نيوم، بدلا من مدينة طنجة المغربية، في خطوة حرمت اقتصاد مدينة طنجة من إيرادات تقدر بـ12 مليون يورو هي تكلفة عطلة الملك السعودي وحاشيته لمدة شهر.

واعتبر مراقبون أن نأي الملك "سلمان" عن المغرب يظهر المستوى المتردي الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين، فيما نقلت وسائل إعلان عن مسؤول بالخارجية المغربية (لم تسمه) أن "العلاقات مع السعودية في أدنى مستوياتها".