المغرب يرفض تسليم منصور بن عبدالله للسعودية ويضاعف حراسته

الخميس 8 نوفمبر 2018 04:11 ص

كشفت مصادر مطلعة، الخميس، أن المغرب رفض طلبا لولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" بتسليم الأمير "منصور"، نجل الملك الراحل "عبدالله بن عبدالعزيز"، العام الماضي، في ظل أنباء عن تعذيب الأمراء الذين تم اعتقالهم في فندق ريتز كارلتون بالعاصمة الرياض.

وأوضحت المصادر أن الأمير "منصور" كان في أوروبا خلال الاعتقالات التي تعرض لها الأمراء ورجال الأعمال في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، وانتقل الى قصر أبيه في الدار البيضاء، في حين كان "بن سلمان" يرغب في اعتقال جميع أبناء الملك "عبدالله" على خلفية عداء تاريخي بينه وبينهم، وفقا لما نقلته صحيفة "القدس العربي".

ورغم الضغط الكبير الذي مارسه ولي العهد السعودي، رفض المغرب تسليم الأمير "منصور" متفاديا تكرار خطأ سنة 2015 عندما سلم الأمير "بندر بن تركي" إلى الرياض.

وأشارت المصادر إلى أن الملك الراحل "عبدالله" كان من أشد المدافعين عن قضايا المغرب، وكان من الصعب على الرباط خيانة هذا الدعم وتسليم ابنه إلى مصير غير معلوم.

وبعد جريمة اغتيال الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية، في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ضاعف المغرب الحراسة الملكية على "منصور بن عبدالله"، باعتبار أن "من يقدم على قتل مواطن في القنصلية قادر على تنفيذ أي عمل متهور آخر"، بحسب المصادر.

وبذلك خففت جريمة اغتيال "خاشقجي" الضغط الذي مارسه "بن سلمان" على المغرب بحجب المساعدات المالية عنه في إطار محاولته إجبار مختلف الدول السنية والملكية على الانخراط في مشاريعه، وكانت الرباط تواجهه بهدوء وبرودة وأحيانا بتجاهل.

حرب اليمن

وفي هذا السياق، أفادت المصادر بأن المغرب قلل من مشاركته في حرب اليمن بعدما ارتفعت حصيلة القتلى المدنيين وارتفع الضغط الدولي ضد الانتهاكات التي مارستها قوات التحالف الذي تقوده السعودية، ورفض إرسال جنود إلى جبهة القتال باستثناء الذين يتواجدون في الإمارات العربية منذ مدة طويلة.

وتفاقم التوتر بين المغرب والسعودية عندما رفض المغرب المشاركة في حصار قطر، رغم إرسال الرياض لمبعوث سري رفيع المستوى أراد إقناع الرباط بضرورة المشاركة مع مصر والبحرين والإمارات، حيث أرسلت الرباط مساعدات إلى الدوحة وفتحت خطا جويا لنقل البضائع، كما اختار أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني" المغرب لقضاء جزء من عطلته الصيفية.

وفي أعقاب مقتل "خاشقجي"، رفض المغرب الانضمام إلى الدول العربية القليلة التي ساندت الرياض في البدء، والتزم الحياد، كما قابل طلبا سعوديا بالتوسط لدى فرنسا كي تخفف من ضعطها ولا تنضم إلى المعسكر الألماني-البريطاني-الأمريكي، الذي يهدد بعقوبات ضدها، ببرود، وفقا للمصادر.

عداء تاريخي

وشهدت العلاقة بين "بن سلمان" وبين العاهل السعودي الراحل "عبدالله بن عبدالعزيز" توترا وصل إلى حد إصدار الملك قرارا بمنع "نجل ولي العهد آنذاك" من دخول وزارة الدفاع.

وتعود الواقعة إلى استياء الملك "عبدالله" من ولي عهده (الملك الحالي) "سلمان بن عبدالعزيز"، بسبب توجهه نحو تقليد ابنه "محمد" مناصب حساسة في المملكة، رغم صغر سنه، وقلة خبرته، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، التي نقلت عن مصادرها أن حالة من الغضب الشديد أصابت الملك الراحل بعدما علم بفصل "بن سلمان" لعدد كبير من الضباط في الوزارة.

ولما رحل الملك "عبدالله" وصعد "بن سلمان" ليصبح حاكم السعودية الفعلي، جمع منصب "وزير الدفاع" بالعديد من المناصب الأخرى، وطالت موجة اعتقالاته الكبيرة أبناء الملك "عبدالله"، في إطار ما بدا أنه حملة انتقام.

  كلمات مفتاحية

جمال خاشقجي السعودية المغرب محمد بن سلمان إسطنبول منصور بن عبدالله

العاهل المغربي يكسر الصمت برسالة إلى الملك سلمان

مصر تقر اتفاقية وقعها مبارك لتبادل السجناء مع المغرب