شرع فريق مكون من سعوديين وبريطانيين تعاقدت معهم وزارة التعليم السعودية على وضع مناهج مادة الفلسفة للمرحلة الثانوية، وتدريب أكثر من 200 معلم ومعلمة على تدريس المادة بدءا من الفصل الدراسي القادم، بعد تحريم استمر لعقود.

ودشن وزير التعليم السعودي "أحمد العيسى"، في سلسلة تغريدات على حساب الوزارة بموقع "تويتر"، على مدار اليومين الأخيرين، برنامجي "مهارات التفكير الناقد والفلسفة" و"مقدمة القنوان والثقافة المالية" بشكل رسمي.

وأوضح أن "مقرر الفلسفة سيكون جزءا من مقرر المهارات الحياتية في الوقت الراهن إلى حين تحويله إلى مقرر مستقل في القريب العاجل"، مردفا: "سيساعد هذا المقرر الطلاب على التفكير الناقد والتفكير الإبداعي وطرح الأسئلة وبناء الشخصية والمساهمة في تطوير المهارات".

 وأعلن الوزير السعودي أنه "من المنتظر أن يبدأ تطبيق هذه المناهج في الفصل الدراسي الثاني من هذا العام".

من جانبها، قالت مديرة إحدى المدارس الثانوية في المنطقة الشرقية بالسعودية، مفضلة عدم الكشف عن اسمها، إنه لم يصلهم حتى الآن تعليمات مباشرة من الوزارة بخصوص وضع مناهج جديدة، أو طلب انتداب معلمات للتدرب على هذه المناهج.

وأضافت: "أعتقد أن تطبيق القرار سيبدأ في مدارس الرياض، ثم يعمم لاحقا على المدن الأخرى"، وفق تصريحات خاصة لصحيفة "العربي الجديد".

ونقلت وسائل إعلام مقربة من السلطات السعودية إن فريقا من مؤسسة بريطانية يدرب 200 مدرس على مهارات الحوار والتعليم الفلسفي في الرياض، تمهيدا لإدخال الفلسفة والتفكير النقدي في المناهج المدرسية بالمملكة.

وكشف "العيسى" عن خطة الوزارة لتدريس الفلسفة والقانون، للمرة الأولى، خلال المؤتمر الدولي للتعليم الذي عقد في السعودية  الأسبوع الماضي، قائلا: "لدينا مقرر جديد للتفكير الناقد، وهو محاولة لإدخال مبادئ الفلسفة في المرحلة الثانوية، بالإضافة إلى مقرر في مبادئ القانون سينطلق قريبا".

وظلت السعودية تحظر تدريس الفلسفة في كافة المراحل الدراسية وحتى في الجامعات منذ تأسيس المملكة في ثلاثينات القرن الماضي، استنادا لفتاوى وقرارات السلطة الدينية الرسمية، وبينها "اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" التابعة لهيئة كبار العلماء، وهي أعلى سلطة دينية حكومية في البلاد.

 وورد في نص فتوى رسمية سابقة للجنة أنه "لا يجوز تعميم تدريس الفلسفة والقوانين الوضعية في دور العلم ومعاهده"، حسب الفتوى المنشورة على موقعها الرسمي.

ويوجد في السعودية أكثر من 40 جامعة لا تدرس أي منها الفلسفة في أقسامها النظرية، ولم يسبق أن تضمنت مناهج التعليم المدرسي في المملكة محتوى فلسفيا.

وتأتي هذه التغيرات في المناهج الدراسية ضمن رؤية السعودية 2030 التي أعلنها ولي العهد "محمد بن سلمان" وتتضمن تغيرات عميقة في الثقافة والاقتصاد والمجتمع السعودي، بما في ذلك إنشاء الهيئة العامة للترفيه التي ستفتح دور سينما، وتنص أهدافها على إنشاء شراكات عالمية في قطاع الترفيه مع منتجي السينما والفنون والدراما والتنسيق لإدخالها إلى السعودية وعرضها في المملكة.